حكى الخطيب أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي اللغوي أن أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن سلك الفالي الأديب كانت له نسخة من كتاب (الجمهرة) لابن دريد في غاية الجودة، فدعته الحاجة إلى بيعها، فاشتراها الشريف المرتضى بستين دينار ... فتصفحها فوجد فيها أبياتاً بخط بائعها أبي الحسن الفالي، وهي :-
أنست بها عشرين حولاً وبعتها *** لقد طـــال وجدي بعدها وحنيني
وما كان ظني أنني سأبيعـــــها *** ولو خلدتني في السجون ديوني
ولكن بضعف وافتقار وصبـــية *** صغار عــليهم تســــتهل عيوني
فقلت ولم أملك سوابق عـــبرة *** مقالة مكوي الفؤاد حــــزيــــــن
وقد تخرج الحاجات يا أم مالك *** كرائم من رب بهــــــن ضنيـــن
فرد عليه النسخة، وأعطاه الثمن ليستعين به على أموره ..