عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-16, 12:18 AM   #7
كحيلة حرب
 
الصورة الرمزية الكحيلة

 











 

الكحيلة غير متواجد حالياً

الكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond repute

افتراضي

اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين ..
(اهديب الشام) جمل يتعاطى التتن ويرقص على الطبول..؟؟



إعداد - سعود المطيري
نسمع كثيرا في تراثنا عن (اهديب الشام) وهو اسم استخدمه الشعراء كمثل في العناية الساذجة أو الدلال المفرط وقبل سنوات التقيت معمرا من بادية القصيم عاصر حكم الأشراف وصف لي هديب الشام على انه جمل ضخم مزين بالخرز والأشرطة اللامعة يشاهد على أبواب مكة بداية الحج يحيطه حراسة مشددة ويسير بموكب مهيب عبر الشوارع يتمايل على أنغام الدفوف ويتوقف بين لحظة وأخرى لشرب النرجيلة أو سجائر الدخان ولا يعرف شيئا أكثر من ذلك عدى انه وبلهجته (بعير يشرب التتن) ويرقص على أنغام الطبول وكلمة اهديب الشام يبدو أنها تسمية نجدية لما يعرف بالمحمل والذي ذكره الرحالة الانجليزي المسلم فيلبي في إحدى مذكراته عن الحج في أوائل الثلاثينات الميلادية على انه يرسل سنويا مع قوافل الحج كرمز للسيادة قبل قيام الدولة السعودية :
في مسجد نمره تبعت الملك بمعاناة لأجد ان المكان حول المنبر مزدحم الى درجة استحالت معه الصلاة بصورة صحيحة . فظللت واقفا لعدم وجود مكان للجلوس في كتلة من البشر، في حر وعرق . استمعت الى الخطبة أما الصلاة التي أعقبتها فقد كانت فوق الوصف، اذ لم يكن هناك مكان للركوع بين المصلين المتلاصقين. فقد كانت جباه المصلين في صف تصطدم بأعجاز المصلين في الصف الذي أمامه بدلا من بلوغ الأرض كما هو مفروض، وفي حالة من مثل هذه الحالات جاورني في الصف رجل كان من الورع بمكان بحيث يرى أن صلاة كهذه غير مقبولة عند الله، فهمس في أذني بصوت عال قائلا انه سيعيدها منفردا لإرضاء نفسه .

لقد أرضيت نفسي بالاعتقاد بأن شيئا من التكلم في الصلاة كان سيخفف كثيرا من المعاناة البدنية والزعزعة الروحية لن معظم المصلين كانوا منصرفين تماما الى سماع الخطبة وكان قريبا مني رجل لفت نظري بإصداره صوتا كفحيح الثعبان، بدا وكأنه يخرج من بطنه الضخم، انتهى برعشة شديدة هزت الرداء على كتفه، وجعلته فجأة في حالة من الراحة التامة . لقد كان أداء رائعا حقا .

كان قد ألقى الخطبة الشيخ عبد الله بن حسن شيخ أئمة مكة، الذي صعد درجات المنبر البسيط في شكله وفي يده عصا، وانطلق يشرح ببعض التفصيل أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم عن الحج، ومن حين الى آخر كان المصلون يبكون أو يدمعون عندما يذكر بحجة الوداع في 632م ما يكاد يكون 1300سنة خلت بالتحديد . وكان قريبا مني رجل هندي مسن، دخل في نوبة من التنهدات، وبدأ المرء يشعر بوحدة بينه وبين إخوته المصلين، بنوع من الجلال لمناسبة قدر لها ان تحيي في نفوس الناس قصة وحي بلغ ذروته في هذه البقعة بعينها منذ قرون طويلة خلت لإكمال الدين الذي انتشر في الفترة الفاصلة بين المناسبتين الى أماكن نائية خارج حدود الجزيرة العربية ليكون نورا يهدي ملايين وملايين في آسيا وإفريقيا . بل وأوروبا أيضا لقد كانت هذه الخطبة في أيام الأتراك والأشراف وفيما يبدو تمثل جزءا من الاحتفال بالوقوف في عرفات، تلقى من على ظهر جمل، أو من على جبل الرحمة نفسه، أو بالقرب منه، وفي وسط المحمل وغيره من المراسم ومظاهر العظمة الدنيوية التي غدت في طي النسيان الآن .

ان كلمة "محمل" المقرونة بالحج تستخدم للإشارة الى الهودج المحمول على الجمل الذي يرسل سنويا مع قوافل الحج من دمشق أو القاهرة من طرف سلطان تركيا أو خديوي مصر، كرمز للسيادة التي يدعيانها على المدينتين المقدستين بالحجاز - والخديوي بالطبع هو والي السلطان حتى الحرب العظمى الأولى - ويقال ان بداية فكرته كانت عبارة عن تلك الاستعدادات التي قامت بها الأميرة المصرية (أو التركية) لحجها ولم تستطع إتمامه لسبب ما . فأصرت على إرسال هودجها كاملا بمافيه من نفائس، هدية الى الحرمين في مكة والمدينة، كبديل عن حجها، ومن ذلك التاريخ أصبح المحمل رمزا رسميا لسيادة السلطان الخليفة وواليه حتى 1926م حين أدى استعادة الحاكم السعودي للحجاز . واتخاذ اللقب الملكي، الى تجريد المحمل من كل معانيه - ان المحمل الشامي، الذي كان رافقه داوتي الى الجزيرة العربية في عام 1876م كان قد توقف قبل مجيء السعوديين بمدة طويلة . وبالرغم من ذلك فان المحمل المصري وصل في موعده الى منى في عام 1926م أثناء الحج وكان وصوله مصدر امتعاض السعوديين الملتزمين، وكانت هذه نهاية المحمل المصري والذي أوقف بمبادرة من الحكومة المصرية احتراما لمشاعر السعوديين.


حاج في الجزيرة العربية


اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين..
الانجليزي بالقريف يصف (بريدة) قبل 145عاما (2-2)



اعداد - سعود المطيري
في الحلقة الأولى كان الانجليزي بالقريف قد قدم وصفا عاما ل (بريدة) عام 1862م تحدث عن تقسيمات السوق التجاري وفصله عن المباني ووصف دكاكين الجزارة والأقمشة والفواكه ووصف قصر مهنا حاكم بريدة آنذاك كما قدم وصفا للمنزل الذي قام باستئجاره قرب السوق كنموذج لمنازل بريدة المقامة من الطين والحجارة في الغالب وأكد ان بعض المباني لا زال صامدا منذ خمسمائة عام بل ان بعضها باق منذ تاريخ 200ه ووصف أيضا أهلها رجال التجارة العصاميين والذي أعجب بلطافتهم وحسن مظهرهم وهنا يواصل الرحالة تسجيل يومياته ليشمل جوانب أخرى من المدينة والحياة العامة بها:
نحن الآن وسط دكاكين الخرازين ثم دكاكين الحدادين وتظهر في النهاية الساحة العامة للمدينة.. وهي ساحة منتظمة الشكل إذا قارناها بساحة (القصيم) ويحتل المسجد الكبير نصف مساحة احد جوانبها وهو مسجد عمره حوالي مائتي سنة إذا حكمنا بمظهره وأسلوب بنائه لأنه لا يحمل أية كتابة أو نقش يدل على تاريخ بنائه. وهذه قاعدة عامة حسب تجربتي في بنايات وسط الجزيرة العربية وشرقها إذا ليس هناك كتابات عربية كوفية أو حميرية على العتبة العلياء للباب والنافذة أو على الأعمدة.. وللمسجد مئذنة عالية جدا مما يدل - ضمن أشياء أخرى على أن تاريخ بنائها يعود الى ما قبل السيطرة الأولى لأنصار الدعوة السلفية الذين لا يحبذون بناء المآذن العالية لأنها لم تكن موجودة أيام النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي جانب آخر من الساحة بهو معمد.. يجلس تحت ظله مجموعات من سكان المدينة يناقشون الأخبار وأمور التجارة، اما الساحة الرئيسية فتحتلها الجمال والرزم المحتوية على مختلف البضائع، أكثرها البن اليمني والحناء والزعفران.

وتتفرع من هذه الساحة شوارع فيها أسواق لهذه البضاعة أو تلك وينتهي كل واحد منها بمداخل تفصلها عن المساكن العادية.. وأسواق الخضروات والفواكه كبيرة جدا ولا يعمل فيها غير النساء وكذلك محلات البقالة والبهارات...

والملح الصخري ذو الصفاء والبياض الملحوظين والمجلوب من غرب القصيم صنف معروض في كل الأسواق للبيع. وهناك رقائق ضخمة منه بلورية وجميلة في اغلب الأحيان مكومة أمام أبواب الدكاكين.

وعدد البدو في بريدة أقل بكثير مما هو في شوارع حائل ولهذا فإننا في الحقيقة لا نقابلهم إلا من حين لآخر استثناء لكن بدلا عنهم نجد أعدادا كبيرة من رجال المدينة حسني الهندام جادي المظهر يحملون عصيا صفراء من خشب السدر، وعلى رؤوسهم غترات غير مثبتة بالعقال الأبيض أو الأسود المصنوع من وبر الإبل وهو أي العقال من الأشياء المميزة في شمال الجزيرة لكنه يصبح أندر كلما تقدمنا نحو وسطها ويختفي كلية في شرقها.

وللمدينة كلها طابع القدم لكن ازدهارها الاقتصادي في اضمحلال.. وهناك منازل جديدة قليلة لكن كثيرا منها ألم به الخراب.. ووجوه كثيرة ممن قابلناهم جادة وأصواتهم غير عالية اما التبغ فيدخن سرا داخل البيوت..

وإذا دخلنا أحد البيوت بدعوة من صاحبه سنجد نظامه الداخلي مختلفا عن نظام البيت العادي في جبل شمر فمنازل القصيم مبنية قرب بعضها والساحات داخلها تصبح نسبيا قيمة. ولهذا فهذه الساحات أصغر والغرف ضيقة وبناء طابق ثان شائع هنا بينما هو في حائل في حكم النادر ووفرة الخشب في هذه المنطقة تجعل استعمال الفحم غير ضروري ولهذا لانجد مواقد الجوف وجبل شمر الصغيرة وإنما نجد مكانا للنار محفورا في الأرضية وله أطراف مبنية من الحجر وأثافي من الحرير(لعله قصد الحديد) ومكوم علية خشب الغضا والمرخ لتعد القهوة على لهب نيرانه، والقهوة هنا أكثر من ممتازة لأنها تصنع من أفضل بن يمني يجلب للقصيم. وفي بريدة تكاد تكون الآبار واحدة في كل الجزيرة العربية والاختلاف الوحيد بينها في الحجم والعمق لكن طريقة استخراج الماء منها متشابه في كل مكان. فعلى فم البئر عارضة خشبية متقاطعة مثبتة على عمودين من الخشب أو الحجر عاليين كل واحد منهما على جانب وتوجد على هذا العارضة بكرات صغيرة يتراوح عددها بين الثلاث والست تمر فوقها حبال مربوطة فيها أدلة جلدية ضخمة (لعله قصد الدلاء ومفردها دلو).. تدلى في داخل البئر ثم ترفع بعد أن تمتلئ بالماء بواسطة جمال أو حمير تسير ببطء جيئة وذهابا على ممر منحدر يبدأ من طرف البئر نفسها وينتهي على مسافة عند حوض مستطيل. وعندما ترتفع الدلاء الى الحافة تنحني وتسكب ماءها عن طريق قناة عريضة في مستودع صلب يتفرع منه الماء ليروي الحديقة. وهكذا فان كمية الماء المتحصل عليها متقطعة بالضرورة. وطريقة استخراجها أدنى بكثير من الطريقة المتبعة في مصر وسوريا. أضف لذلك أن شكل الدلاء وحالتها الرثة تتسببان في انسكاب نصف كمية الماء في البئر عند ما تصل الى طرفها.

@ التراث الشعبي في أدب الرحلات




التوقيع :

ادراك في نونها والنون=يدراك عن جفنها الساهر
لجلك كما الروح يالمضنون=منته. مجرد هوى عابر
    رد مع اقتباس