أخبار الثورة والنازحين السورين ملأت كافة وسائل الإعلام وما أذكره هنا واقع عشته في أتون القصف
ستتة ملايين نازح وأكثر من مليون يقطن في بدول الجوار دون مأوى إلا من خيام موت وذل في مخيم الزعتري في لأردن وفي لبنان حيث يصطادوهم قناصة حزب الله الشيعي الموالي لإيران والوضع ليس أحسن حالاً في تركيا وبإسم للاجئين تستجدي هذه الدول المعونات
مصر فتحت أبوابها ومدارسها ومستشفياتها للنازحين قالها رئيسهم قولاَ وفعلاً وعاملتهم معاملة مواطنيها من تعليم وعلاج وتسهيلات لم نعهدها من غيرها فحيا الله مصر ورفع قدرها وأعلى مقامها ورايتها بيضاء على مرّ السنين والشواهد لاتحصى
ودول عربية أسدلت أبواب حديدية في وجه السوريين النازحين ورسوم تدفع كل شهر لتجديد زيارة منع فيها النازح من العمل أو تعليم أولاده أو العلاج إلا بمال يدفع ومن أين له المال وقد هدم بيته أو أحرق مع كل ما يملك إن لم يفقد ولده أو والده أو معيله لا يحق للنازح!!! ولا يحق !!! وقائمة المنع تطول لوا نفهم ماذا يحق له؟؟؟ غير الدفع من مال يستقرضه من هنا وهناك إن أسعفه الحظ وإلا فهو ميت من القهر قبل الجوع
وبقدرة قادر نجوت مع العائلة فاقداً البيت ومال جاوز العشرون مليون دولار لأدخل الرياض مستبشراً وحاملاً راية من خدمتم لثلاثين عاماً وراية شكر مدير الشؤون الصحية لما قمت به وقدمته في حرب الخليج وورائي أهلي أقودهم مستبشرا الخير كله ممن عهدتهم وعرفتهم وعالجتهم آباء وأجداد أولاد وأحفاد لسنوات وسنوات
لأتفاجأ أن الكل يسأل والكل يستفسر عن المذابح وما نعانيه ويطعمك أجمل كلام في المواساة والبكاء على ما آلت إليه حالنا متجنباً حتى السؤال عن تقديم أي مساعدة تعينك على الحياة
ويبقى كلاماً لا يصرف لدفع إيجار فندق أو شقة لا يطعمك ومن ورائك ولا ينسى طلب خدمة مجاناً بسؤالك عن مرض قريبه أو صديقه وقد حظي بضالته طبيب يثق به عالجه وعالج آبائه وتعطيه ضالته مستبشراً أن يقدم لك يد العون ولا حياة لمن تنادي
وأصبحت أكره سماع عبارات المواساة والتباكي لوضعنا
ويزيد العناء عناءً أن طلبي بزيارة ولدي لأخته بالرياض قد رفض ولا أستطيع السفر لزيارته فلن يسمح لي بالعودة
ويزيد الصداع وينتابني المرض لأراجع مستشفى لعلاجي ورفض طلبي لأني أجنبي قلت للمدير أني طبيب خدمت ثلاثين عاماً في علاج المرضى وعالجت مئات الآلاف وأبرزت له شكر مدير عام الشئون الصحية لخدماتي رفض الشكر بقوله هذا لا يهمني وهذا المستشفى لا يتبع وزارة الصحة
ماذا أقول ولم أعد أملك من المال قوت يوم
رجعت البيت والغضب يملاني قالت إبنتي مالي أراك على غير عادتك قلت يا ابنتي لا أعلم ما يحصل أرى مالا أسمع, أسمع الشكر عن نزف دماء أولادنا
وأرى أوجه عابسة أجارنا الله منها لاتملك إلا الرفض لكل طلب يا إبنتي أصبح الناس يتاجرون بالكلام
تذكرت كلام شيعي أكره عقيدته لكنه صدق بقوله: الكل يخدمك وأنت طبيب في عيادتك أما الآن فلا ترجو الخير
ويخطرني سؤال هل نحن نحارب الشيعة وإيرا ن ونكسر يدها الطولى في سوريا لأجل السوريين أنفسهم أم أننا نحارب دفاعاً عن غيرنا ونحن من دفع الثمن غالياً منإصابة ولدي ومقتل كثير من أقربائنا ولا نلقى يد عون إلا لسفك دماء أبنائنا
وتصريحات الإيرانيين تتكرر كل يوم أن دول الخليج كافة في مرمى صواريخهم ومناورات كل فترة ومليون جندي من فيلق بدر على الحدود ينتظر الإشارة والكثير والكثير يقال ويعدوا له وتراق دماء أولادنا بغزارة ولا يسمح لي حتى بالعلاج أو بإحضار ولدي
يا إبنتي دعينا نرجع بلدنا مع شظاها تبقى أرحم لنا
وتبقى لنا رحمة الله