عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-16, 12:28 AM   #13
كحيلة حرب
 
الصورة الرمزية الكحيلة

 











 

الكحيلة غير متواجد حالياً

الكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond repute

افتراضي

اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين ..

عرب الصحراء يستمدون الرضا من بساطة حياتهم المجردة



سعود المطيري
في طريقه إلى صلالة عمان كان الرحالة الانجليزي ولفرد ثيسيغر وادلائه قد اصطادوا ارنبا بريا طبخوه وشربوا حسائه، وعندما هموا بتقديمه نزل عليهم ضيوف من معارف الادلاء الذين تخلوا عنه مع العشاء القليل لهم أمتنعوا وامتنع معهم الرحالة مكرها من المشاركة، الامر الذي جعله ينسحب إلى فراشه عندما وجد النوم مستحيلا ليمضي بقية الليل بين صراع الندم على الارنب والانتصار على الذات ولم ينقذه في تسلية النفس سوى ذكرياته في بادية الشام يوم ان تلقاه البدو السوريون بكل مظاهر الضيافة العربية . تذكر كل تفاصيل الحفاوة وغاص في تحليل فلسفي خلص في نهايته إلى ان من خصائص العرب تطرقهم لأفعالهم مهما كانت، مستمدين رضاهم من بساطة حياتهم، سؤالنا لو أكلوا الارنب على أثر الحساء هل سنجد مثل هذه القراءة الفلسفية عن طبائع وتناقضات عرب الصحراء من رحالة بقامة ولفرد عند ما قال ضمن كتابه رمال العرب :
فكرت بتمعن بهذه الضيافة الصحراوية وقارنتها بضيافتنا ، تذكرت المخيمات الاخرى التي نمت فيها والخيام الصغيرة التي نزلت فيها في الصحراء السورية حيث كان الرجال الضامرون والاطفال الجائعون يحيونني ويرحبون بعبارات الصحراء الجهورية . كانوا يضعون طبقاً كبيرا امامي من الارز المكوم حول خروف ذبحوه من أجلي ثم يسكب مضيفي الزبدة السائلة الذهبية فوقه حتى تطفو على الرمل، وعندما كنت اعارض قائلاً : يكفي .. يكفي ، كان يجيبني : أهلاً بك ألف مرة . كان كرمهم المسرف يزعجني دائماً لأني كنت أعلم انهم يجوعون اياماً، ومع ذلك عندما كنت أتركهم كانوا يقنعونني تقريبا بأنني تكرمت وتفضلت بالبقاء معهم .
اعترضت أفكاري أصوات زملائي المرتفعة وكان بن قبينة يحتج بحرارة . رأيته يلوح بيديه إلى السماء، فأصغيت اليهم، كانوا يتحدثون عن المال وعن الصواب والخطأ . وفي قضية قديمة في بضع شلنات تخص أحدا منهم . فعجبت، حتى اوشكت أن أعتقد ان ليس ثمة شعباً كالعرب يحب المال إلى هذه الدرجة القوية . ولكنني تذكرت كيف ان بن قبينة أعطى رداءه الوحيد في ( رملة الغافة ) لزميل له، الامر الذي لا يقدم عليه أي انسان الا البدوي . عندئذ أدركت أن من خصائص عرب الصحراء أن يتطرفوا فيما يفعلون، ويكونوا اما كرماء مع التبذير أو حريصين إلى درجة لا تصدق . . وصبورين جداً أو ثائرين إلى درجة هستيرية تقريباً ، شجعانا إلى حد لا يصدق، أو هيابين دون ما سبب ظاهر، وهذا التناقض لم يكن يقتصر على ذلك ، فهم بطبيعتهم متقشفون، يستمدون الرضا من بساطة حياتهم المجردة، وينفرون من النعم التي يعدها الاخرون ضرورية . ومع ذلك فهم في المناسبات النادرة التي تسنح لهم يأكلون بكثرة .
والبدو يقيمون وزناً كبيراً للكرامة الانسانية . وأكثرهم يفضل أن يشهد رجلا يموت على أن يراه يهان . . ومع انهم متحفظون امام الغرباء، ومعتادون في المناسبات الرسمية الجلوس دون حراك صامتين فهم شعب ثرثار خفيف الروح ، وربما لا يوجد اناس آخرون كشعب أو كأفراد يجمعون مزايا متناقضة كهذه في درجات متطرفة .






ظللت أسمع اصواتهم حتى مطلع الفجر . وفي الصباح الح علينا بخيت ان نأتي إلى خيمته قائلا سأعطيكم السمن واللحم . وأغرانا هذا العرض لاننا كنا جائعين جداً , ولكن حمد قال من الحكمة أن لانذهب لأن الرمال التي يخيم فيها بخيت مليئة بالاعراب . ومع ذلك اتفقنا معه أن نأتي في اليوم التالي إلى بئر مهجورة في الجبهة الشرقية لشراء جمل . وقد قابلناه هناك قرب الغياب وكان معه ناقة عجوز اسمها ( حازمية ) سوداء الجلد في حالة جيدة . وكان لها قطع من الجلد تتدلى من أقدامها . فقال العوف انها لن تتمكن من السفر بعيداً عن السهول الحصباء في بلاد الدورو . ومع ذلك اشتريناها كي نذبحها بعد أن تهتري أقدامها .

اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين

جدل ساخن في القافلة حول حرمة أكل الثعالب والحمير البرية !!


صورة حديثة تجمع ابن لندن بدليله
سعود المطيري
في عبوره الأول للربع الخالي وأثناء عودته إلى صلالة كان المستشرق (ولفريد ) أو مبارك بن لندن قد شعر بقرب نفاذ كمية الطعام مما اضطره إلى عقد مشاورات طارئة مع إدلائه عن كيفية الحصول عليه من بعض القرى والمدن التي كان يعد بها دخول أي نصراني او صاحب ديانة أخرى أمرا صعبا يعرضه وبقية القافلة للايقاف والقتل وطاردهم شبح رجل صارم يدعى الرقيشي لو امسك به لفصل راسه عن جسده، اتفقوا بداية الأمر أن يختفي بشخصية سيد من أسياد حضرموت لكنه نفسه اكتشف ان القرويين سوف يلاحقونه للاستفتاء عن بعض أمور الدين التي لا يفقه بها شيئا ويكتشف أمره، ثم عرض فكرة شخصية التاجر ( السوري ) التي صرف عنها النظر بعد ان سأله احد ابرز أدلائه بدهشة.. ما هو ( السوري ) واين تقع بلادهم يوم ان قال اذا كنت انت لا تعرف السوري فكيف لي ان اقنع الآخرين . اخيرا اتفقوا ان يبقوه صامتا متدثرا بالملابس الثقيلة التي تخفي ملامحه على ان يظل فوق ظهر الجمل طوال الوقت حتى لا يكتشف البدو شخصيته الحقيقية من خلال ماطا قدمه (المربعة) والمختلفة عن العرب وان يرسلوا قافلة صغيرة تشتري الطعام على ان يدعو انهم من عرب الشمال لوجود خلافات بالنسبة للقرى مع الجنوبيين الا ان القرويين سرعان ما اكتشفوا الكذبة وطردوهم عندما صرخ احدهم أن هؤلاء ليسوا من عرب الشمال كما يدعون انظروا إلى مساند سروج جمالهم المصنوع من الياف شجر جوز الهند وليس من الياف النخيل .. يبدو انهم جاءوا يأخذوا طعاما لبعض اللصوص المختبئين خلفهم .
هنا يستطرد الرحالة في كتابه رمال العرب وهو يصف اولا ردة الفعل عند ادلائه العائدين بلا طعام من قرى رفضت حتى استضافتهم قبل ان يدخل نقاشا فقهيا حول مسألة ما يحل من حيوانات الصحراء ليتلقى منهم فتاوي وتبريرات ليس بالضرورة ان تكون دقيقة وهو يقول :
هتف الدليلة مبخوت أن هؤلاء الأتباع شياطين وهم يلاحظون كل شيء ثم أكمل ابن اقبينه ( والله ) إني أحب أن أسطو على احد جمالهم ليس لأنها تستحق السطو بل لأنهم لا يقدرون الغريب ان هؤلاء القرويين ليسوا كأهل صلالة وقد رفضت نساؤهم أن يجرشن لنا الذرة (سوّد الله وجوههن ) لقد استأجرت ( رحى وقمت بالطحن بالليل )
وزيادة في الإيضاح سألته ماذا أعطوه ليأكل فضحك وقال خبزاً وتمراً وحساءً مصنوعاً من السحالي والضب كان دائماً يشمئز من لحم الزواحف وبدأ النقاش عن الأطعمة الشرعية فالأعراب لا يفرقون ابداً بين ما يؤكل وما لا يؤكل إنما همهم التفريق بين الحلال والحرام من اللحوم، إن المسلم لا يستطيع أن يأكل لحم الخنزير مثلاً أو يشرب الدم أو يأكل لحم حيوانٍ لم يذبح وهو حي .
وفي هذه المناسبة سألت فيما إذا كان الثعلب طعاماً محللاً فشرح لي حمد أن ثعالب الصحراء محللة بينما ثعالب الجبال محرمة وقد اتفقوا على أن الغربان محرمة إلا إذا أكلت دواءً لألم المعدة قال مسلم إن جماعة ( 0000) يأكلون الحمير البرية التي تعيش في بلادهم فعبر الآخرون عن الاشمئزاز وعدم التصديق فقلت إني أفضل أن آكل حماراً على أن آكل قطة برية قال عنها العوف إنها محللة ، سرعان ما تصبح المناقشات بين هؤلاء الناس حامية لكنها في اغلب الأحيان تخفت حدتها بسرعة أيضا والرجال الذين يصرخون في وجوه بعضهم ويستعدون للجوء إلى العنف يجلسون بسعادة معاً بعد فترة قصيرة وهم يشربون القهوة ، إن البدو لا يحقدون عادة ولكنهم إذا اعتقدوا أن شرفهم الشخصي قد أهين يحقدون بسرعة ويصرون على الانتقام، اضرب بدويا انه يقتلك فوراً أو فيما بعد ومن السهل أن يسيء الغريب إلى شعوره دون أن يقصد ذلك، وضعت مرة يدي على رقبة الدليلة ( ابن قبينه ) فاستدار إلي وسألني بغضب إذا كنت اعتقده عبداً مملوكا، لم يكن عندي أي فكرة عن أن ما فعلته كان خطأ وفي الصباح غلف مخيمنا ضباب كثيف حتى أنني لم اعد أتبين إلا شجيرة (عبل ) على بعد عشرين ياردة من المكان الذي تمددت فيه ولم يكن هناك إلا طبقةً بيضاءً كثيفة كضباب البحر وفجأة هدر جمل مشير إلى أن شخصا قد تقدم منه تحسست بندقيتي ونظرت حولي لأرى ، كان ابن قبينه ينفخ في كومة من العيدان ليشعلها .



عبور ابن لندن الربع الخالي


اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين

نزعة شاعرية تقود البدوي لاختيار مكان دفنه فوق ربوة!!


ماكس فرايهر فون أونبهايم
سعود المطيري
قبل ما يتحدث الرحالة الانجليزي (ماكس اوبنهايم) عن الموت والدفن في مجتمع الصحراء في كتابه رحلة إلى ديار شمر وبلاد شمال الجزيرة تحدث عن تؤم الموت وهي الامراض والعاهات المنتشرة واشار إلى تمتع البدو بصحة افضل من صحة الشعوب المستقرة، أعزى ذلك إلى بساطة حياتهم ووجودهم الدائم في الهواء الطلق وتجنبهم مسببات الامراض الناتجة عن تقلبات طقس الصحراء إذ يلف البدوي نفسه (كما يقول) بعباءته لفا محكما اثناء الترحال لتفادي الإصابة بالبرودة وأمراض العيون ويذكر ان البدوي إذا ما أصيب بالمرض فانه غالبا ما يحتار في علاجه. فبركض إلى أعشاب الصحراء التي عرفها من خلال التعايش مع الطبيعة الا انه يعتمد أكثر والقول للرحالة على العلاج المستعمل في جميع الأغراض والمتمثل في ابتلاع قطع من الورق تكتب عليها طلاسم وعبارات سحرية غامضة أو آيات من القرآن الكريم ويمضي إلى القول بأنه ينتشر عندهم (استعمال الحديد الساخن) وهو الكي الذي يستعمل لكل انواع السقم ويستعمل في جميع اعضاء الجسم أما الجراح الخطيرة الناتجة عن الاصابات والحروب فانها تترك وشأنها الا انها تشفى بسهولة بالغة على غرار ما هو معروف عند الشعوب البدائية كافة ومن المضر عند البدوي أكله الخبز ساخناً من فوق النار، وعند ما يموت البدوي تنتحب النساء في خيمته وفي الخيام المجاورة لها بأصوات عالية وحادة تسمى (الولوله) كما هي عادة الشرق كافة بمثل هذه المناسبات. ويتم دفن الميت يوم وفاته بالملابس التي كان يرتديها حين موته دون أي طقوس خاصة. ويقوم بذلك في العادة رجلان، ولكن عند وفاة شيخ من الشيوخ يطلق عيار ناري مرة واحدة أو عدة مرات اما الغسل الذي تنص عليه الديانة فلا يتم الا نادراً، ويتمثل القبر في حفرة بسيطة لا يمكن أن تكون عميقة بسبب عدم وجود المعدات المناسبة للحفر. ويغطي البدو القبر بالحجارة لحمايته من الوحوش. وأحياناً تثبت أعواد من الخشب تحمل خرقاً من الثياب بين الأحجار. وليس هناك علامة أخرى لتمييز القبر، بعكس ما عليه الحال عند سكان المدن والفلاحين الذين من عاداتهم وضع أنصاب تذكارية صغيرة للموتى
وبقدر ما يكون البدوي حصيفاً وواقعياً بقدر ما تقوده نزعة شاعرية في اختياره للمكان الذي يدفن فيه، فطبقاً لعادة ضاربة في القدم سبق ذكرها في كتاب الانجيل. يرفض البدوي أن يدفن في ارض منبسطة. فضلاً عن الاودية والمنخفضات، وانما يريد ان يدفن على ربوة مرتفعة اذا تيسر، أو على قمة جبل شامخ حيث انه يأمل أن يتمكن من مشاهدة أهل قبيلته عندما يحطون رحالهم بالقرب من مثواه. أو ليزداد أهل قبيلته بأساً أثناء الغزو عند ما يشاهدون ضريحه، وهكذا نجد قبور البدو هذه على أغلب النقاط المرتفعة في الصحراء، أما المقابر الكبيرة فهي قليلة عند البدو وفي افضل الاحوال نجد عدة قبور متجمعة على كثبان ركامية قديمة.
انتهى كلام الرحالة الذي كان يتحدث عن الفترة المظلمة من بدايات القرن الميلادي الماضي في أجزاء من الجزيرة العربية التي كانت حينها لا تزال منغمسة في الخرافة والمعتقدات السائدة قبل انتشار دعوة التوحيد، في نفس الوقت فليس من المستبعد أن يكون هناك مبالغة فيما يخص مراسم الدفن واسباب تفضيل الميت دفنه في مكان مرتفع فمع حقيقة ما ذهب اليه الرحالة الا ان الغالبية كان يوصي أن يدفن في الاماكن المعروفة والبعيدة عن مجاري الاودية ومنايت الشجر حتى يعلم مكان قبره وتبقى معالمه واضحة في رجوى دعوة مسافر او عابر سبيل يمر ولو بعد حين.



علاف كتاب رحلة الى ديار شمر





التوقيع :

ادراك في نونها والنون=يدراك عن جفنها الساهر
لجلك كما الروح يالمضنون=منته. مجرد هوى عابر
    رد مع اقتباس