عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-16, 12:38 AM   #17
كحيلة حرب
 
الصورة الرمزية الكحيلة

 











 

الكحيلة غير متواجد حالياً

الكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond reputeالكحيلة has a reputation beyond repute

افتراضي

اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين

اغتيال الفرنسي هوبر في الصحراء وتحرك دبلوماسي للظفر بحجر تيماء عام 1884م


الرحالة الفرنسي هوبر وفي الاطار الانجليزي داوتي
سعود المطيري
في الحلقة الماضية ذكر الرحالة الالماني يوتنغ قصة عثوره على حجر او مسلة تيماء الشهيرة التي نقلت الى متحف اللوفر بفرنسا واختلفت حولها الروايات وحول مكان العثور عليها واسم الرحالة الذي قام بنقلها الى أوربا ذهب اكثرها الى ان الالماني يوتنغ هو من نقلها وانها من احجار قصر طليحان بتيماء . وفي هذه اليومية يستكمل الرحالة ما كنا بدأناه الاسبوع الماضي بعد ان اشتكى من احد مضيفيه الذين دسوا له كمية كبيرة من الفلفل في الطعام حتى لا يأكل منه كثيرا :
لقد حاولت كثيرا سواء عن طريق الوعود أو ( التهديد ) الحصول على عمود حجري أخرج قبل بضع سنوات من بئر هداج. أو على الأقل نسخ النقش المكتوب عليه، ولكن مالكه المدعو سلامة بن عائد خرج فجأة الى الصحراء لجلب العلف، فحال ذلك دون حصولي على ذلك النقش.
ونظراً لكوني قد اتفقت مع هوبر حينما كنا في ستراسبورغ (مدينة فرنسية على الحدود مع ألمانيا)، قبل بدأ رحلتنا المشتركة الى الجزيرة العربية أن يكون من نصيبي كل ما نعثر عليه من آثار قديمة يمكن حملها. بحيث تختار دولتي التي كانت في تلك الفترة تفتقد الى تملك مثل هذه الآثار خاصة من النقوش المكتوبة على الحجر ما تشاء، بينما يكون له كل ما نحصل عليه من غنائم أخرى، لذلك فقد كان من المنطقي حسب الاتفاق ان تعود ملكية حجر طليحان «مسلة تيماء» اليّ. لا شك ان عملية نقل هذا الحجر الذي لن يقل وزنه عن 150 كجم ستكون بالغة الصعوبة كما ستحتاج الى احتياطات خاصة لتوزيع الثقل وتدعيمه فوق شداد الجمل، وخلال هذا اليوم تم احضار عدد آخر من الأحجار عليها نقوش كتبت بالخط الآرامي الى مسكننا، ولعل من الأفضل بالنسبة لنا نقل مجموعة من هذه الأحجار المنقوشة عبر منطقة آمنة الى حائل، بدلاً من نقلها معنا خلال رحلتنا في منطقة الحجاز.





صورة تاريخية لبئر هداج تيماء،




بعد ذلك يخبرنا يوتنغ انه توجه مع رفيقه هوبر الى العلا تاركين اشياءهم بما فيها الحجر في تيماء لتنقل بعد ذلك الى حائل لكنهم هناك تلقوا أنباء غير سارة من حائل التي رفضت دخولهم المدينة الامر الذي حتم عليهم الانفصال بحيث يعود هوبر الى تيماء لاحضار الحجر ويواصل يوتنغ خط رحلته ليلتقون مرة اخرى بمدينة جدة عاد بعدها هوبر الى تيماء بعد ان اقتسم معه مؤنة الطريق ليحصل كل واحد منهم على 270 مجيديا و25 سيجارة وعلبة ساردين واحدة كذلك الورق والحبر ومسحوق الحمى وانطلق كل واحدا منهم الى وجهته ليلتقوا هناك الا ان رفيق دربه هوبر قتل بالقرب من جدة مما ادى الى تحرك الدبلوماسية الفرنسية وصدرت التوجيهات الى قنصليتها بجدة للحفاظ على مقتنيات هوبر بما فيها حجر تيماء واثناء وصول يوتنغ ومطالبته باستعادة الحجر بناء على الاتفاق المسبق بينهما تحركت الدبلوماسية الفرنسية مرة اخرى وصدرت الاوامر للقنصلية بارساله الى فرنسا بأسرع ما يمكن . وكان القنصل الفرنسي قبل ذلك قد وشى للسلطات العثمانية كاشفا عن حقيقة شخصية البروفيسور الهولندي غرونية وعن ديانته الحقيقية عندما كان يجمع معلومات عن الحج في مكة متقمصا شخصية طالب علم مسلم خشية ان يسرب معلومات للسلطات الالمانية عن حقيقة حجر تيماء وتم طرده بالفعل
الباحث في تيماء الاستاذ سالم الضوي صاحب كتاب طرق القوافل وآثارها في شمال جزيرة العرب افادنا باتصال هاتفي عن معلومات مهمة بان كثيرا من أسماء المواقع التي وردت في كتب بعض الرحالة بما فيها (قصر طليحان ) مسميات وهمية لا حقيقة لها ربما كانت من اختراع السكان الذين يحاولون تظليل هؤلاء الرحالة الذين يشككون بنواياهم أما الاستاذ محمد بن حمد النجم مدير متحف تيماء فيكشف لنا عن حقائق أخرى عن سر العثور على الحجر عند ما يطلق عليه قصر طليحان مشيرا الى بعض الروايات المنقولة ان الحجر في الاصل كان ضمن احجار بئر هداج تيماء الذي تهدم فنقل ضمن احجار اخرى لتستخدم في بناء هذا القصر دون ادراك لاهميته ولما تعرف عليه الرحالة اشترى الجدار من صاحب المنزل ليحصل منه على الحجر ثم اعاد بناؤه ويسند روايته ما ذكره الرحالة تشارلز داوتي في كتابه ترحال في صحراء الجزيرة العربية وهو يقول :
كان هناك نقش واحد ما يزال موجودا على عارضة في حظيرة أبل عجيل . ولكن المؤسف ان تلك العارضة سقطت على الارض وتكسرت . وابلغوني انهم لا يمكنهم العثور على تلك القطع المكسورة . كان هناك أيضاً نقش طويل على حجر من أحجار جدار هداج ( البئر ) التي انهارت بالفعل وأنا اعتباراً من كتابة هذا الكلام في العام 1879م أؤكد ان نقش البئر شاهده كل من هوبر ويوتنج من بعدي بعدة سنوات . ويوتنج يسلم بأن ذلك النقش الذي هو من النقوش الاهدائية ومكتوب بالحروف الارامية شأنه في ذلك شأن النقوش الاخرى التي اكتشفتها ( أنا ) في تيماء قد يرجع تاريخه إلى اربعة او خمسة قرون قبل المسيح .
اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين

(مقرّص البنات) وكثير النوم ينالون حصة متساوية عند اقتسام الطعام.؟!!

سعود المطيري
في يومية أخرى مشابهة نقل لنا الرحالة الانجليزي ولفريد ( مبارك بن لندن ) في أربعينات القرن الماضي ضمن كتابه رمال العرب حكاية من حكايات الربع الخالي عند ما اصطاد أرنبا بريا مع زملائه الخمسة قسمت بعد شوائها الى خمسة اقسام متساوية الا انهم احتاروا بكبد ارنبهم الصغير التي لا تقبل القسمة فتنازل المتقاسمون عن حصصهم للرحالة نفسه الذي كان سعيدا بهذه القسمة والهدية الثمينة ، وفي يومية اخرى يعود لوصف طريقة اقتسام الطعام الشحيح في الصحراء مع اعضاء فريقه وهو يذكر تفاصيل توزيع وجبة لحم حيوان مسن ليس من صيد البر الذي اعتادوا اصطياده كما ذكر ولا يعرف اسمه، معربا عن اعجابه بعزة النفس التي يتمتع بها ابن الصحراء وإيثار بعضهم بعضا على انفسهم وهم يتسابقون كل واحد للتنازل عن حصته للأخر رغم ندرة وشح الطعام :
استرحنا تحت اشجار الاقاصيا حيث يتسع الوادي امامنا، وظهر الاعراب من ناحية البركة ينوءون تحت وطأة جلود الماء التي وضعوها في ظلال الاشجار ومنذ ان سافرت مع البدو تعلمت ان استعمل اشياءهم، وانا مقتنع انه من الخطأ ادخال التعديلات الخارجية مهما كانت، فالاعراب يعرفون اوعيتهم لانها تصمد امام مرور الزمن. جلود الماعز التي يحملون فيها الماء يمكن ان تطوى عندما تفرغ وتحمل بسهولة لانها لاتزن كثيرا واذا رشحت يمكن ان تمسح بالزبدة واذا تشققت يمكن ان تسد بالثقوب باشواك او قطع من الخشب ملفوفة بالقماش ومع ان هذا لايدوم،, الا انه ينفع كثيرا. وطعم الماء ورائحتة يتعلقان بتأثير جلد الماعز، ولكن يجب الا ننسى ان الماء العذب لايذاق في الصحراء الا في الاحلام .
ذهب مسلم ليصطاد بين الصخور وعاد قبل غياب الشمس بقليل فائزا بصيد رماه امام النار. كان حيوان مساناً طعمة كرائحته اعطى مسلم قسما ً لكل فريق، ثم ساعد ( ابن انوف) ليطبخ الباقي مع انه كان في اشد التعب. وكوم الارز المطبوخ على صينية واحدة واحاطها بطاسات من الصلصة المشحمة. ثم اخذ سلطان اللحم المطبوخ وقسمة الى سبعة اقسام متساوية، واخذ الطمطائم سبعة عيدان ودعا كل عود بأسم احدنا، بينما كان مسلم مديرا ظهره لنا، ثم غرز مسلم عودا في كل قطعة لحم قائلا ً: هذا لاحسن رجل، وكانت هذة من نصيب ابن تركي، هذه لأسوء رجل، ثم غرز عوداً اخر، وكانت هذه من نصيب مبخوت مع ان الصفة لم تكن تناسبة. وهذه للرجل الذي لاينهض باكراً في الصباح وكانت هذه من نصيبي ومطابقة تماما لي كما اكد لي ضحك زملائي. ولكن الضحك تعالى اكثر عندما قال مسلم هذه للرجل الذي يقرص الفتيات، واخذ الطمطائم نصيبة وابتسم وابتسم ابن انوف وقال للرجل العجوز : يظهر ياعم انه سيكون عندك ولداً اخر في السنة القادمة .
كثيرا ماتحدث المشاكل اذا جرى التوزيع عن غير طريق القرعة. واذا لم تستعمل هذه الطريقة يقول احدهم حالا انه اعطي اكثر من حصتة، ويحاول انه يعطي قطعة لشخص اخر ، ثم يبدا النقاش والقسم بالله، وكل واحد يؤكد انه اعطي اكثر من غيرة، حتى يفشل جميعهم ولا يحل المشكلة الا إجراء القرعة على اللحم. كما كان يجب ان يفعل اولاً، لم اسمع ابداً احدهم يشكو انه اعطي اقل من حقة . لا يفكر البدو بعمل كهذا لانهم حريصون على الا يبدون طماعين ولانهم سريعو الملاحظة. ومازلت اذكر قصة فتى بدوي معدم اخبر امه انه يجب ان يأكل عندما لايكون هناك ضوء قمر حتى لايرى رفاقه كم اكل. فقالت له: اجلس معهم في الظلام واقطع اللحم بسكين من الجهه التي لاتقص, وقد فعل الصبي في الليلة نفسها. ولم يكن هناك ضوء قمر بل ظلام حالك ولكنه ما ان التقط سكينه حتى ارتفعت عشرات الاصوات تقول: لقد امسكت السكين من الجهه المقلوبة.


اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين

البدو يقبّلون الإبل ويغضبون إذا رأوها تُضرب!!



سعود المطيري
يكن البدو بل ملاك الابل حبا حقيقا وعشقا فطريا متبادلاً ويؤكدون في مجالسهم انه لا يوجد فتنة بعد جمال النساء الا الافتتان بالابل حتى وان قادتهم الى القسوة او الغلظة التي ذكرت في الحديث الشريف وكانوا ومازال بعضهم يقبل مثلا ان تضرب ابنه أو قريبه لكنه لا يسمح لك بضرب ناقته أو جمله لاي سبب من الاسباب بل لا يرضى ان تضرب جمل شخص آخر حتى لو كان لا يعرفه وكانوا ايضا لا يرضون ان ( تلطمها ) أي تصدها عن حوض الماء عند ما كان شحيحا ويعتبر ضربها عند ذلك او الاهواء عليها أكبر اهانه قد تجر الى معارك لاتنتهي وهو ما يؤكده الرحالة الانجليزي ولفريد ثيسيغر في كتابه رمال العرب مفندا تلك العلاقة الحميمة من واقع مشاهداته أثناء عبوره الربع الخالي:
تطلعت صوب الصحراء، فوجدتها منبسطة تمتد نحو الف وخمسمائة ميل حتى البساتين التي تحيط بدمشق. وهبت نسمة صحراوية حولي فتراءى إلى ذلك القصر المهجور في سورية الذي زاره لورنس. وكان العرب يعتقدون أن أميراً بناه ليكون القصر الصحراوي لمملكته، وزعموا أن طينه معجون بعصير الزهر. وتذكرت كيف قاد الدليل لورنس من غرفة إلى غرفة ليشم الروائح الفواحة كالكلاب. كان يقول. هذه رائحة الياسمين، وهذه رائحة البنفسج وهذه رائحة الورد. أخيراً دعاه أحدهم وقال : شم أطيب رائحة , ثم قاده إلى نافذة متهدمة تهب عليها رياح الصحراء وقال: هذه هي الأفضل إنها دون نكهة.




تحركنا في اليوم التالي مبكرين إلى بركة عيون الواقعة تحت صخور كلسية حادة يبلغ ارتفاعها مائتي قدم على رأس وادي (( الغضون )) وهذه البركة العميقة التي يغذيها نبع صغير يبلغ طولها مائة وخمسين ياردة وعرضها ثلاثين ياردة، وتحيط التيارات بمياهها الهادئة الخضراء، وقد زعم الدليلة أن ثعباناً يعيش فيها وأنه أحياناً يزدرد عنزة عندما تفد القطعان لتروي ظمأها.
سقينا جمالنا وملأنا جلود الماء، وسرعان ما امتلأ المجرى الذي يؤدي إلى البركة بالجمال المزاحمة التي كانت تختار طريقها عن قصد بين الصخور لتقتطع من الأعشاب التي تمر بها.






لقد كتب كثير من الإنجليز عن الجمال، وعندما أفتح كتاباً وأرى التحقير المألوف والمرح الباهت، أتأكد من أن معرفة الكاتب بالجمال قليلة، وأوقن أنه لم يعش بين البدو الذين يعرفون قيمتها. فالبدو يدعون الجمال ((عطايا الله)) وصبرها هو الذي يحببها إلى قلوب الأعراب. ولم أشاهد في حياتي بدوياً يضرب جملاً أو يعاملة بقسوة . وكانت راحة الجمال مفضلة على كل شيء. وليس السبب في ذلك أن البدوي يعتمد على الجمال فقط، ولكنه يكن لها حباً حقيقاً. وكم رأيت زملائي يقبلون الجمال ويربتون على ظهورها وهم يتمتمون عبارات التحبب.. وبينما كنا نعبر بعض الحقول في (( الطريم)) في العام الماضي راينا قروياً يضرب جملاً فأسرع بعض آل رشيد الذين معي واحتجوا على ذلك بغضب بالغ، ولما أكملنا سيرنا عبروا عن كرههم للرجل.
وبعد بضعة أيام. أثناء سيرنا عبر الصحراء بعيدين عن جمالنا مسافة ثلاثين ياردة تقريباً، تحدى سلطان أعرابياً آخر بأن يدعو ناقته إليه، وفعلاً دعاها صاحبها فتركت الناقة صفها وأتت مسرعة إليه. وما زلت أذكر حادث ناقة أخرى كانت متعلقة كثيراً بصاحبها. ففي أثناء الليل كانت تأتي مهمهمة بهدوء لتشمه وهو نائم قبل أن تعود إلى مرعاها. وقد أخبرني زملائي أنها لا تدع أحداً يمتطيها إلا إذا أخذ معه قطعة من ثياب صاحبها.
إن الجمال في نظر الأعراب جميله وهم يسرون كثيراً من النظر إلى جمل جيداً التكوين، كما يفعل الإنكليزي وهو ينظر إلى فرس أصيل. والحقيقة أن هناك شعوراً عظيماً بالقوة والتناسق والرشاقة في هذه الحيوانات. والواقع أني لم أر في حياتي أجمل من منظر أعرابي يعدو به جمل أصيل، ولكن هذا نادراً ما يحدث، لأن الأعراب يسيرون عادة ببطء. وكان علي أن أتعلم الاصطلاحات المتباينة، وهذه مع كثرة عددها، كانت تختلف باختلاف القبائل. فكانوا يستعملون كلمات عديدة متباينة للمفرد والجمع. كانت ثمة اصطلاحات للناقة العاقر (حايل) والحامل (لقحة) والحلوب، وهذه تختلف بالنسبة للوقت الذي مضى عليها وهي في حالتها. وقد دونت أكثر هذه الكلمات، ولكن وجدت أن حفظها يكاد يكون من المستحيل.



اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين

( أم مبارك ) تفسر أحلام الأوروبيين وتجار اللؤلؤ قبل وقوعها ؟!


صورة قديمة تبدو فيها بيوت الطين في الكويت

( أم مبارك ) تفسر أحلام الأوروبيين وتجار اللؤلؤ قبل وقوعها ؟!
( أم مبارك ) امرأة بدوية يقصدها تجار اللؤلؤ مثلما يقصدها الساسة والعشاق والبدو الرحل أوائل الثلاثينيات لعرض أحلام ورؤى المنام ورغم أنها لا تجيد القراءة إلا أن الله قد حباها معرفة بتفسير الرؤى قبل وقوعها وشهد لها ولقدراتها المستشرق والمفوض السياسي في الكويت ( ديكسون ) ضمن كتابه عرب الصحراء من واقع تجارب حقيقية عند ما توجه إليها على فترات متباعدة بثلاثة أحلام رآها بنفسه جاءت تنبؤاتها مطابقة لتفسيرها, احد هذه الأحلام ترتب عليه إيقاف عمل إحدى شركات التنقيب في الكويت وقد ذاع صيت هذه المرأة الى خارج المنطقة عن طريق المستشرق وأصبح يتلقى رسائل من أصدقائه الأوروبيين يطلبون تفسيرا لأحلامهم من ام مبارك , وفيما يخص الأحلام التي رآها ديكسون وفسرتها المرأة كان احدها يتعلق بمحاولة الغدر بأحد الزعماء العرب والثاني عن كارثة حلت بالكويت والثالثة تحدد منابع النفط والتي سنذكرها ضمن عدة حلقات بعناوين مختلفة ونبدأها بما ذكره الرحالة عن أهمية الأحلام وتفسيرها عند العرب والبدو بالذات مؤكدا أنهم يولون رؤاهم اهتماما بالغا ويذهبون بوقار الى اقرب مفسر للأحلام, ليعرضوا عليه ما رأوه مشيرا إلى أن معظم مفسري الأحلام في العادة من العجائز المسنات اللواتي يشتهرن بمعرفة الأعشاب والتوليد ويؤكد أيضا أن تفسير الأحلام ووفقا للتقاليد العربية يكون غالبا بالضد فإذا حدث ورأى الحالم امراً يدعو للتشاؤم فان الحلم يكون بشيرا بالخير والحلم الذي تقتل فيه الأفاعي يعني دوما ان المرء سينتصر على أعدائه والحلم الذي يجري فيه إطفاء النار يبشر أيضا بالخير والخنجر في الحلم يعني المرأة أما السيف فيعني الرجل وهكذا . ويوجد من الأشخاص من يعرفون بأنهم يملكون موهبة خاصة لرؤية الأحلام النبؤية وأمثال هؤلاء الأشخاص يحظون دوما بالاحترام والانتباه عند ما يروون أحلامهم.













ويضيف : وقد حالفني الحظ أنا نفسي عند ما تحقق ثلاثة من الأحلام التي رأيتها في الكويت . وقد حرصت على رواية الأحلام مقدما لأشخاص عديدين كان من ضمنهم شيخ البلاد وقد تحققت هذه الأحلام على نحو مذهل بعد أن قامت بتفسيرها ( أم مبارك ) وهي امرأة بدوية تتمتع بالخبرة في تفسير الأحلام , وسأشير إلى الأحلام المذكورة كمجرد مثال على الأساليب المتبعة في التفسير
فقد حلمت في ليلة السابع والعشرين من ابريل عام 1934م أن حريقا كبيرا شب في الكويت انتشر بسرعة حتى أصبحت المدينة كلها شعلة من النار ورأيت سكان المدينة بوضوح وهم يتدفقون من بوابة المدينة للخروج إلى الصحراء في ذعر شديد وتابعت الهرب إلى أن أصبحت على بعد أربعة أميال فوق تلة تعرف بالعديلية .ومن هناك نظرت ورائي لأرى المدينة من أولها إلى آخرها وقد ذهبت طعماً للنيران وأخذت أتساءل عما سيحدث في النهاية وفجأة رأيت البحر يعلو ويعلو إلى أن أصبح بارتفاع خمسين قدماً وبدأ يفيض ببطء ويغمر المدينة ويخمد النار بما يشبه السحر . وكان الحلم بجميع تفاصيله غاية في الوضوح مما دفعني للبحث عن أم مبارك لأسألها عن تفسيره على سبيل التسلية . استغرقت السيدة الطيبة في التفكير طويلاً وأخيرا قالت إن شراً سيحيق بالمدينة ويتعرض جزءا كبيرا منها للدمار ( هذا عن النار ) ولكن مجيء البحر وإنقاذه للموقف كان يعني أن خيراً عظيماً سيتلو ذلك يعوض الناس عن جميع خسائرهم








الكولونيل دكسون




وفي الثالث من شهر مايو أي بعد الحلم بسبعة أيام هطلت أمطار غزيرة في وقت كان يندر فيه هطول المطر في ظرف 3 ساعات ونظرا لأن معظم البيوت مبنية من الطين فان الكارثة كانت تفوق التصور ولم تمض أربع ساعات حتى انهار 400 منزل انهيارا تاما وفقد 2000 من السكان جميع ممتلكاتهم وأصبحوا بلا مأوى وغمرت المياه الشوارع بعلو 5 أقدام ولو استمر المطر نصف ساعة أخرى لسويت المدينة بالأرض وكان هذا يمثل النار التي رأيتها تلتهم المدينة وينتصر للسيدة التي سألتها لاحقا بلهجة مشوبة بالشك ماذا عن البحر الذي يغمر المدينة فردت قائلة إنها الرحمة التي أتى بها المطر , لقد كانت المرأة على حق فمع ان المطر توقف فقد نزل في الصحراء التي احرقها الجفاف لتتحول الى بساط اخضر في أيام قليلة وأصبحت الزبدة والصوف واللحم رخيصة ومتوفرة على نحو لم تعهده البلاد أدى بالتالي الى هبوط جميع السلع بالسوق بطريقة تدعو للدهشة . كان ذلك في سنة 1934م والتي كانت سنة قياسية بالنسبة للكويت من حيث الرخاء . ( يتبع )..




التوقيع :

ادراك في نونها والنون=يدراك عن جفنها الساهر
لجلك كما الروح يالمضنون=منته. مجرد هوى عابر
    رد مع اقتباس