خطبة الجمعة 25/10/1440هـ من الجامع القديم بدخنة
بعنوان : (المخدرات أم الافات )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد : فإنه من الافات الموجهة لهذه البلاد المباركة افة تنتشر في الخفاء واضرارها ترى في العلن بين الفينة والأخرى افة لم يعد ضررها على الفرد لوحده ولا على الاسرة بمجموعها بل عمت المجتمع بأسره رجاله ونساءه واطفاله
انها آفة المخدرات ،، وما ادراكم ماالمخدرات
فإذا كانت الخمر أم الخبائث ،، فإن المخدرات أم الافات
انها المخدرات التي اثبتت التقارير الطبيه ان نوعاً واحد من المخدرات الدارجة بين المتعاطين تشتمل على 90% مما يدمر خلايا المخ والاعصاب
فهي تؤدي إلى إصابة المتعاطي بسرطان الفم والبلعوم والمرئ والحنجرة وتحقق الوفاة المفاجئة مع الإصابة بجلطات القلب يضاف الى ذلك تلك الأضرار النفسية والعقليه والمالية
فاالمتعاطي لهذه المخدرات قد اوقع نفسه في التهلكة والله عز وجل يقول : ( ولاتلقوا بأيديكم الى التهلكه )
ويقول الله تعالى ( ولاتقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا )
أي : ومن يتعاطى ما نهاه الله عنه متعديا فيه ظالما في تعاطيه عالما بتحريمه متجاسرا على انتهاكه فسوف يصليه الله النار
وقال صلى الله عليه وسلم: ( ومن تحسى سمًا فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا )
ومتعاطي المخدرات يحتسي السم ليلا نهارا
وقد"أُتِي الى النبيُّ صلى الله عليه وسلم برَجُلٍ وقَصَتْه راحلتُه فماتَ وهو مُحرِمٌ فقال صلى الله عليه وسلم : كفِّنوه في ثَوبيهِ واغْسِلوه بماءٍ وسِدرٍ ولا تُخمِّروا رأسَه فإنَّ اللهَ يَبعثُه يومَ القِيامَةِ يُلبِّي
وهنا يتبين أنَّ المَرءَ يُجازَى بِنِيَّتِه ويَبعَثُه عليها كما قال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ ماتَ على شيءٍ بَعثَهُ اللهُ عليْهِ )
فمن مات بسبب هذه المخدرات يخشى عليه ان يُبعث يوم القيامة على ماكان عليه عياذا بالله
الا فأتقوا الله ايه المسلمون ولاتقعوا فريسة للإدمان حمانا الله واياكم منه
نسأل الله أن يحمي ابناءنا وابناء المسلمين من هذه الآفة الخطيرة
كما نسأل الله ان يعافي كل متعاط ومدمن وأن يأذن الله بشفاءه ليعود نافعاً نفسه واسرته ومجتمعه
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فااستغفروه وتوبوا اليه انه هو الغفور التواب الرحيم
الخطبة الثانية
اما بعد : فإن النجاة من براثن المخدرات يبدأ من تربية صالحة في بيئة اسرية خالية من المشاكل مع التوعية المبكرة
والتحذير من المخدرات وحماية الأبناء من أصدقاء السوء وإشغال أوقات الفراغ لديهم بما ينفعهم مع مصاحبتهم
ويعتبر متعاطي المخدرات مثله مثل أي مريض يحتاج الى علاج مثله مثل المبطون ومريض العيون والمكسور وغيره
فكما يذهب بمريض الرمد الى طبيب العيون والمكسور الى طبيب العظام فليؤخذ متعاطي المخدرات الى اطباء مستشفيات الامل المنتشرة في المملكه لمعالجته عن هذا المرض قبل ان يستفحل الامر فيصبح عالة على اسرته ومجتمعه وسيعالج بكل سرية تامة ولله الحمد