حكى السُّيوطيُّ في أنَّ أبا حاتم السّجستانيّ دَخَلَ بغداد، فسُئلَ عَن قوله -تعالَى-: قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ : ما يُقال منه للواحد؟ فقال: قِ، فقال: فالاثنين؟ فقال: قيا، قال: فالجمع؟ قال: قوا، قال: فاجْمَعْ لي الثَّلاثةَ، قال: قِ، قيا، قوا.
قال: وفي ناحية المسجد رجلٌ جالسٌ معه قُماش، فقال لواحدٍ: احتفظْ بثيابي حتَّى أجيءَ، ومضى إلى صاحب الشُّرطةِ، وقال: إنِّي ظفرتُ بقومٍ زنادقة، يقرؤون القرآنَ على صياح الدِّيك. فما شعرنا حتَّى هَجَم علينا الأعوانُ والشُّرطةُ، فأخذونا وأحضرونا مجلس صاحب الشُّرْطة، فسألَنا، فتقدَّمتُ إليه، وأعلمتُه بالخبر، وقد اجتمع خلقٌ مِّنْ خلقِ الله، ينظرون ما يكونُ، فعنَّفني، وقالَ: مثلُك يُطلِقُ لسانَه عند العامَّة بمثل هذا؟! وعمدَ إلى أصحابي فضَرَبَهُم عشرة عشرة، وقال: لا تعودوا إلى مثل هذا؛ فعاد أبو حاتم إلى البصرة سريعًا، ولم يُقِمْ ببغداد، ولم يأخُذْ عنه أهلُها.