خطبة الجمعة 2/11/1440هـ من الجامع القديم بدخنة
بعنوان ( قصة اصحاب السبت )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد : فيقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )
وما سرد القصص القرانيه الا للتفكر والاعتبار ان خيرا او شرا
كما قال تعالى : ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ )
وفي كتاب الله تعالى كثير من القصص كلها عبر ودروس
ومن القصص القرآنيه ان اليهود قد طلبوا من نبيهم موسى عليه الصلاة والسلام ان يجعل لهم يوما يتفرغون فيه للعبادة فجعل الله لهم السبت فصاروا يقومون بجميع انواع العبادات لله سبحانه وتعالى في هذا اليوم تاركين جميع اعمالهم ومتوقفين حتى عن كسب ارزاقهم
وكما جرت سنة الله عز وجل في خلقه بان يبتلي من يشاء من عباده كان بلاء الله لليهود هو انه جعل الحيتان التي كانت تعد مصدر رزقهم لا تاتي الا يوم السبت الذي خصصه الله للعبادة فقط
وعندما لاحظ اليهود ان الحيتان تقترب فقط يوم السبت وتبتعد باقي الايام أنقسم اليهود امام هذا الابتلاء الى ثلاث فرق
فرقة منهم تحايلوا على نهي صيد الحيتان فكانوا يلقون الشباك يوم السبت ويوم الاحد ياخذون الحيتان التي وقعت في الشباك
وفرقة منهم توقفت عن الصيد يوم السبت وينهون من تحايل للتوقف عن حيلتهم الماكره
وفرقة توقفت عن الصيد يوم السبت ولكنهم سكتوا عن المتحايلين ولم ينهونهم عن الصيد
فكل فرقة من اولئك كان لهم عندالله مايستحقونه من الجزاء
فالذين لايتحايلون ولكنهم ينهون الذين يتحايلون كان جزاؤهم ان انجاهم الله من العذاب
اما الذين لايتحايلون ولكنهم لم ينهون المتحايلين فكان جزاؤهم العذاب الشديد لسكوتهم على انتشار المنكر وعدم النهي عنه
اما الذين تحايلوا ولم يستمعوا الى نصح الناصحين فكان عذابهم عياذا بالله ان جعلهم الله قردة اذلاء كما قال تعالى :
( وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ )
فجعل الله هذه الاية والقصة عبرة لمن يتجاوز حدود الله ويعصيه
كما جعلها تذكيراً مستمراً للذين يخافون عقاب الله وانتقامه ممن يخالفه
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ )
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
واجعلنا اللهم ممن يأمرون بالمعروف ويفعلونه ويدعون الى الله بالحكمة والموعظة الحسنه
واجعلنا اللهم ممن ينهون عن المنكر ويجتنبونه
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فتوبوا اليه واستغفروه انه هو الغفور التواب الرحيم
الخطبة الثانية
اما بعد : فكم يمر على احدنا مثل هذا الموقف سواء في بيته او بين اسرته او في مجتمعه او بين اصحابه ةلربما يشاهد ويرى ويسمع المنكر ويصمت لايحرك ساكنا عياذا بالله
فليس الصمت عباد الله بمنجٍ من العذاب البيئس ولا من لعنة الله اذا لم ينهى المسلم عن المنكر في محيطه الذي هو فيه اوفيما له قدرة عليه
قال الله تعالى : ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ )
الا فأتقوا الله وقفوا دون فشو المنكرات علانية معذرة الى الله سبحانه وتعالى وليكن التغيير بالحكمة والموعظة الحسنه وبالتي هي احسن
فلا جلوس مع اصحاب المنكرات الا بمناصحتهم وعليكم بالدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء لهم بالهداية ودعوتهم الى التوبة الى الله تعالى معذرة الى رب العالمين ولعلهم يتقون فيتوبون
اللهم جنب بلادنا المحن والفتن وسوء المنقلب وجميع البلايا والشرور
وفق اللهم ولاة امورنا ووزراءهم لمافيه خير البلاد والعباد
واجعل اللهم عملهم في رضاك يارب العالمين
وابعد عنهم جلساء السوء والمفسدين وقرب منهم الجلساء الصالحين الناصحين المخلصين وصلى الله وسلم على نبينا محمد