عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-11, 07:01 AM   #13
شـــــاعر
 
الصورة الرمزية مصلح المحمدي

 










 

مصلح المحمدي غير متواجد حالياً

مصلح المحمدي has much to be proud ofمصلح المحمدي has much to be proud ofمصلح المحمدي has much to be proud ofمصلح المحمدي has much to be proud ofمصلح المحمدي has much to be proud ofمصلح المحمدي has much to be proud ofمصلح المحمدي has much to be proud ofمصلح المحمدي has much to be proud ofمصلح المحمدي has much to be proud ofمصلح المحمدي has much to be proud of

افتراضي

الحلقة الرابعة(4)والخامسة مدموجتان مع بعض

كانت دهشة بلقيس في هذه المرةأشد وأنبهارها أعنف !فقد كانت ابيات القصائد الآخرى تتغلل بداخلها ثم تخرج
ولكنها كانت تجد أن هذه القوافي تتغلغل ثم تبقى تتوالد بداخلها من جديد!!
كان الامر محيرا لها فبلقيس تكره الأمور الغامضة بشدّة ولم تواجه بحياتها كغموض ماتشعر به
واكبر من ذلك فإن عيني العراف لم تفارق خيالها ابداً ولكنها كانت تهرب من كل ذلك!

أغلقت الكتاب بعدأن قررت أن تعيده في الغد وأن لاتعود إلى ذلك المتجرأبدا" فهذا هو الحل الاخير لديها في هذه المعظلة

بل حرمت على نفسها حتى السيرفي ذلك الطريق الموصلةلكشك البائع !ولامت نفسها كثيراً على أمعانها في تعاطي كتبه بهذه الطريقة


ومع كل هذه القرارت الحاسمة في حياة هذه البلقيس العنيفة إلا انها
خلدت للنوم وهي تردد آخرالقصيدة
يعودلي أنين
يعودلي حزين
تبسمت بين اليقظة والنوم وهي تردد ذلك المقطع شاكةً في جدوى ما أزمعت عليه!
وبدأت افكارا قديمة من حكايات جدتها تلوح في افقها الذي بدأ يضيق بوسنات النعاس
كانت خواطر عن السحر والجلب والشعوذة


وفي الصباح استيقظت وهي أشد إصرارا"على تنفيذماعزمت عليه
انهت اعمالها المنزلية وانتظرت حتى زالت الشمس عن كبدالسماء معلنة بدايةعشيةالشتاء
وضعت الكتاب في حقيبتها وتأهبت للخروج وحينماوضعت خطاهافي بداية الطريق بدأت رشات المطر بالسقوط لكنها كانت قطرات هادئة
تزدان بوميض اشعة الشمس خلال الغيوم ، واستمرت في طريقها كالفرس الجموح تسير في خطوات الواثقة الثابتة بيد أن المطر كان يزداد كلماامعنت في طريقها


حتى أختفت آخر خيوط الشمس وبدأت قطرات المطر الخفيفة تتحول إلى ودق كأفواه القرب ، كان الامر في غاية الحرج لبلقيس التي كانت قد ابتعدت عن المنزل كثيرا

حتى انها لا تستبين طريق العودة لكثافة المطر بينما ظهر لها كشك البائع كخيمة بدوي قد اندثرت تضاريسه الخارجية تماما خلف زخات المطر الكثيفة

استجمعت قواها وهرعت إلى موضع النافذة الغربية والقت بجسدها المرتجف فوقها، فالمسألة لديها الآن مسألة حياة او موت فقد أظلم الافق واشتدت درجة البرودة حتى كادت لا تشعر بمعالم جسدها المكشوفة
سمع البائع بوجبة ناحية النافذة وكأن جسما غريبا قد ارتطم بزجاج نافذته


فأسرع الى نافذته وخرط مزلاجها ليرى بلقيس وجها لوجه وكأنها عصفورة فقدت صغارهالشدة ماتجد!

لم يهدهِ تفكيره إلى أن يفتح باب المتجر بل مدّ سا عديه واطبق بقبضتيهما القوية على عضديها البضتين
كان يعتقد انها ثقيلة لدرجة يحتاج فيها إلى استجماع كل قوته ليدخلها بسرعة، وماأن جذبها بقوته إلا وطارت بين ذراعية كالريشة ليحظنها إلى صدره دون أن يعي ما يفعل!!


أنتابه حرج شديد واحمرت وجنتيه وهو يحملها بين ذراعيه إلى أن سجاها على اريكته الخاصة في داخل ذلك الكوخ الأثري وهي ترجف كالخصلة في مهب الريح
خلع معطفه الطويل والقاه برفق على جسدها المتهالك
كانت تريد ان ترفع يديها لتتناول طرف المعطف ولكن البرد قد جمّد قواها
قال لها بصوت خافت استريحي سيدتي لا تنزعجي من شيء..لك الامان!


قال هذه الكلمات ثم انصرف بخفة إلى زاوية المتجر الاخرى واشعل موقده الصغير وبدأ يعد القهوة الشامية السوداء0

كانت اطراف المعطف قد تعرضت لزخات المطر ، اختلطت رائحة الصوف العتيق مع بقايا العود الشرقي في معطف البائع لتتصاعد شيئا فشيئا ممتزجة برائحة القهوة السوداء
سرى ذلك العطر السحري في رأس بلقيس تلك الأنثى المعجون في طينتها آلاف الإناث الفاتنات!!

استراحت بلقيس مما تجد وبدأ الدفء يسري في جسدها مع الشعور بالامان وهي لاتصدق ما حدث وكأنها أمام مسرحية تراجيدية متلا حقة الفصول!


اشعل البائع مصابيح الكوخ من الداخل واقبل وبيده صينية القهوة
اعتدلت في جلستها وخيل لها أنها استعادت حيويتها كما يجب، رفعت بصرها إلى البائع فهالها ما ترى!!
شاب ثلاثيني انسدل شعر راسه المجعد على اكتافه العريضة وساعدان مفتولان لا ينبئان برجل أدب وشعر ابداً وبدأ الخوف يتسلل لقلبها من جديد
كان البائع مهيبا بالنسبة لجسدها الفرعوني الممشوق، قالت في نفسها : حقا إن الانسان لا يستطيع ان يحكم على الاشياءعن بعد ! فكم خاطبت هذا البائع منحنية له خلف النافذة ولم اتبين أنه بهذه الضخامة..لقد ظننته قزماً!
يا الهى!


ليتني بقيت تحت صقيع السماء ولم ادخل في مغارة الاسد بقدمي!!
ماذا فعلتي بنفسك ايتها المجنونة؟! ترى أي ذنب اقترفته حتى استحق هذه العقوبة؟!
أدرك البائع بفطنته ما يدور في مخيلتها ، حياها من جديد وسكب لها الفنجان الاول وحرص ان يمتليء بزوابع القهوة وهو ينظر اليها ويبتسم
سيدتي...آ
اسمي بلقيس0
سيدتي بلقيس لماذا تشتمينني؟!
انا ؟! لم اشتمك
صب القهوة ورفع لها الفنجال فمدت يدها ولكنها لم تستطع ان تمد اناملها!!
ادرك البائع ان عظلات اطرافها ما زالت متجمدة، انزل الفنجان من يده ثم وضع يديه على ركوة القهوة حتى كادت ان تحترق ثم اطبق على اناملها بين يديه الدافئتين..

لا عليك..إنه امرٌ يحدث لكل من يتعرض لما تعرضتي له!خيّل اليها ان يده قطعة من نار..وبدون مقدمات مدّت له يدها الأخرى كي يفعل بها كمافعل بتلك!
كانت بلقيس في حياتها لم يتجرأ أحد من الرجال الغرباء ان ينظر اليها نظرة اعجاب ابدا!

بينما تجد نفسها بين عشية وضحاهالا تملك من أمر نفسها شيئا وكأنها تساق بقوة خارجة عن طاقتها فهي تمد يدها لهذا البائع الغريب بل عراب المافيا الجبّار!
وهو يمسجها وكأن يدها قطعة من خشب لا تحرك ساكنا لديه
هي كانت تجزم بذلك!
وضع فنجان القهوة في يمينها واطبق يده الاخرى عليها حتى تتمكن من الامساك به
وعادت لتفتح معه الحديث!

قلت بإنني شتمتك؟!متى ؟ وكيف؟
التفت اليها بطريقة لم تعتادها في حياتها ابدا وشخص اليها بعينين حادتين قائلاً:
بلقيس : إني بحياتي كلها لم انظر لوجه محدثي إلا عرفت ما يدور في خلده!كفّي عن توجسك الغبي
ضحكت بشدّة فهي تعشق الرجل الحاذق الحاد!
واردف الآخر بقهقة عربيد في ملهى ليلي..نعم كوني هكذا يا صغيرتي؟
صغيرتك؟!!

حسنا !
ياكبيرتي!!
كبيرتك؟!
يابلقيستي!!
انا لست بقليسة أحد إلا نفسي!!
هل فهمت ايها الــــ


(وفيم بعد نكمل الحكاية)




التوقيع :
    رد مع اقتباس