عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-22, 10:51 PM   #1
مستشار شئون الاعضاء
 
الصورة الرمزية الحب الباقي

 











 

الحب الباقي متواجد حالياً

الحب الباقي has a reputation beyond reputeالحب الباقي has a reputation beyond reputeالحب الباقي has a reputation beyond reputeالحب الباقي has a reputation beyond reputeالحب الباقي has a reputation beyond reputeالحب الباقي has a reputation beyond reputeالحب الباقي has a reputation beyond reputeالحب الباقي has a reputation beyond reputeالحب الباقي has a reputation beyond reputeالحب الباقي has a reputation beyond reputeالحب الباقي has a reputation beyond repute

افتراضي جماليات في أبيات ......

بسم الله الرحمن الرحيم

كثيرة هي الأبيات الجميلة في شعر المحاورة ، وكثيرة جدًّا جدًّا ..، ومن غير المعقول أنني في هذه الزاوية سأستطيع إحصاء تلك الروائع … ولكنني سأحاول فقط أن أختار بعضًا من تلك الأبيات الرائعة ، والتي ومن خلال مناقشتي لعدد من شعراء المحاورة وجدتُ منهم إجماعًا على جمال هذه الأبيات … كما أنني سأحاول في نفس الوقت أن أقوم بقراءة فنية لهذه الأبيات بعيدًا عن الظروف المحيطة بها ، وبعيدًا عن أهم عنصر في شعر المحاورة وهو (( المعنى )) .

من الأبيات الرائعة قول الشاعر ( صياف الحربي ) .: ـ
شفتُ لي نورًا على راس الجبل ولّع وطفّى
جيت أدوّر له على ضوّ النهار ولا لقيته !!
رأى الشاعر النور ليلاً ولا شك في ذلك ، وأين ؟ على راس الجبل ؟ أي أن من قام بإشعال هذا النور لا يخاف أحدًأ !! ولكن المشكلة أن هذا النور ( ولّع وطفّى ) في وقت واحد .. والدليل الواو بين الفعلين والتي تدل على الجمع معًا !! إذن هنالك شيء غريب حدث فما هو ؟ ولكن شاعرنا أفاد أنه ذهب إلى هذا النور نهارًا يبحث عنه !! فهل هذا جبن من شاعرنا أن ينتظر إلى الصباح لمعرفة سر النور ؟؟ لا لا ليس جبنًا من ( صياف ) فليس هو من يخشى الأخصام . ولكن المشكلة الأخرى تكمن في أن ( صيافًا ) لم يجد هذا النور في النهار وهذا طبعي ؛ لأن ما تراه ليلاً قد لا تجده نهاراً … بقي سؤال واحد .. ألم يجد ( صياف ) شيئًا في موضع ذلك النور ؟

ومن الأبيات الرائعة أيضًا قول الشاعر ( عبد الله المطرفي ) : ـ
سبحان من حطّ الجواهر في نحر داب
والداب ما يمزح علاه المودماني
سبحان الله في كل وقت وحين … ما أجمل البيت الشعري حينما يشتمل على تسبيح أو تنزيه أو تقديس لله تعالى !!
ماذا يقول ( المطرفي ) ؟ يقول : ـ سبحانك ربي فقد وضعت الجواهر في بطون الزواحف المخيفة ! هل يمكن هذا ؟ نحن نسمع عن أساطير تقول : إن بعض الدواب أو الثعابين التي تخرج ليلا تمتلك جوهرة مضيئة تستطيع تلك الثعابين أن تسير على إضاءتها !! وعموماً حتى لو لم نسمع ذلك فمن المؤكد أنه في شعر المحاورة كل شئ ممكن الحدوث !! وانظر أين تقع تلك الجوهرة في ( نحر ) داب !! فمن يستطيع أخذها ؟! ويؤكد الشاعر ذلك بقوله : والداب ما يمزح علاه المودماني .. الإنسان صعب عليه اللعب مع الثعبان ( الداب ) . عجيب أنت أيها ( المطرفي ) !! من ياترى يكون ذلك الداب ؟ وماهي الجواهر التي في ( نحره ) ؟ هل هو أنت ؟ أم ترمز لشئ لا نعلمه ؟؟!!!

وهذا ( حبيب العازمي ) يقول : ـ
واللي يخلّي ماقفه مثل المصيّح في الخلا
إن عاش قالوا عاش ما وإن مات قالوا مات ما !!
أين تكمن روعة هذا البيت ؟ روعة وجمال هذا البيت في مواطن بلاغية عديدة منها : ـ
التشبيه حيث شبه الشاعر من يترك ما يكلف به بمن يصيح في أرض فضاء وليس حوله أحد !! منظر عجيب بين الاثنين .
ثم الجمال الآخر الذي يسمّى في البلاغة ( الإيجاز بالحذف ) في الشطر الثاني حيث ذكر الشاعر شيئًا وترك لنا أشياءً نقدرها كيفما شئنا .. إن عاش ذلك الشخص التارك لواجبه عاش ما أي عاش غير مرتاح في حياته وغير معترف به وإن مات مات ما أي مات ما علم به أحد أو ترحّم عليه . إن هذا البيت يشبه بيت العربي القديم الذي يقول : ـ

ما يعرف الشوق إلا **** ولا الصبابة إلا !!
أي ما يعرف الشوق إلا من يكابده
ولا الصبابة إلا من يصاليها !!!
وللشاعر ( سامي السفياني ) بيت جميل يفيض بالمعنى يقول : ـ
عبيد الله شرى له بعير امن البعارين
وشفنا جرّة الذيب مع جرّة بعيره
العجيب في البيت هو أن الشاعر لم يحدّد نوع هذا البعير ، بل جعله مبهمًا ( بعير من البعارين ) لم يحدّد سنّه أو لونه أو مدى قوة تحمله أو فصيلته ، والأعجب هو أن هذا البعير عقد صداقة مع الذئب وصداقة حميمة لدرجة أنك قد تبحث عن هذا البعير فتجد آثاره في المرعى وبجانبها آثار ( الذئب ) ذلك العدو في صورة الصديق .
ولكن أليس من الممكن أن يكون هذا البعير فيه من القوة ما يجعل الذئاب تخضع له ؟! وتكون كالحرس عليه ؟ أعتقد أن ذلك ممكن يا سامي !!!




التوقيع :



    رد مع اقتباس