عرض مشاركة واحدة
قديم 19-08-10, 10:42 PM   #1
كـــاتــب

 










 

ملاعب الأسنة غير متواجد حالياً

ملاعب الأسنة is on a distinguished roadملاعب الأسنة is on a distinguished roadملاعب الأسنة is on a distinguished roadملاعب الأسنة is on a distinguished roadملاعب الأسنة is on a distinguished roadملاعب الأسنة is on a distinguished roadملاعب الأسنة is on a distinguished road

افتراضي عندما يصبح المهرج مؤرخاً


عندما يصبح المهرج مؤرخا

بقلم الباحث : فائز بن موسى البدراني (مقال منشور)

منذ أن بدأت جريدة المدينة نشر الحلقة الأولى من مذكرات عبدالله فرج، وأنا أتلقى العديد من
الاتصالات والمهاتفات من بعض القراء، وهـم ما بين متهكم ومعترض ومتسائل؛ ومع ذلك فلم
ألتفت إلى تلك الحلقات، لأنني أرى أن قراءتها مضيعة للوقت، منذ أن اخترت لنفسي منذ زمن
قاعدة ذهبية تقول: ((لا تنظر إلى ما قيل، ولكن انظر إلى من قال)). غير أن الحلقة الأخيرة
من هذه السلسلة الهزيلة والتي سماها الفرج:. مسك الختام، كانت أسوء الحلقات، وأكثرها
إثارة للسخرية والامتعاض، حيث تلقيت سيلا من المهاتفات المنتقدة أحيانا و المتشنجة أحيانا،
ولهذا فقد قرأت الحلقة، وسررت بما تضمنته من سقطات وتلفيقات، لأنها ربما تكشف حقيقة
صاحبها لأولئك الذين لا يزال على أبصارهم غشاوة جعلتهم يحسبون كل سوداء تمرة!1
إنني لا ألوم عبدالله فرج، ولا أعتب عليه، لأنه أقل من أن يكون أهلا للمعاتبة، ولكنني أعتب
على جريدة المدينة العريقة التي نشرت هذه الحلقة باسم التاريخ والثقافة والأدب. ولو أن المدينة
نشرت تلك المقابلات على أنها حوار مع أحد كبار السن بوصفها مرويات شعبية وحكايات أسطورية
وفي صفحة مخصصة لذلك لهان الأمر، أما أن تنشر على أنها كنوز تاريخية من تاريخ طيبة
الطيبة، فهذا هو ما يحز في النفس، ويجعلنا نترحم على التاريخ والحقيقة، والصحافة الرصينة.
وهنا أود أذكر القراء الذين لا يعرفون عبدالله فرج وعلاقته بالتاريخ وبجريدة المدينة بأمور منها:
- أن عبدالله فرج الذي لقب نفسه بالأنصاري الخزرجي قدم مع والده فرج من منطقة وادي الفرع،
حيث كان والده معتوقا لرجل من حرب اسمه زامل بن سويحل البدراني، وهذا سبب تسميته
بالزامل، قبل أن يصبح أنصاريا خزرجيا، وقبل أن يمارس صناعة التاريخ والأخبار، ويمتهن
الأنساب ليختار منها ما يشاء، ويفيض منها على بعض أصدقائه.. وعندما قدم عبدالله فرج المدينة
المنورة صغيرا كان ذا خط جميل، فاشتغل في كتابة المعاريض على باب المحكمة الشرعية وأمام
بعض الدوائر الرسمية، ولأن أغلب زبائنه كانوا من عوام البادية فقد تمادى في استغلال جهلهم
وبساطتهم، وقسم معاريضه إلى أنواع وهميه منها معروض فئة (أ)، (ب)، وفئة (ج)، وفرض
لها أسعارا تتناسب قوتها المزعومة في التأثير على المسئولين!. ولأن الكذب يجر إلى الكذب فقد
انطلق من تلك الممارسات إلى الحديث عن القصص والتاريخ ورواية الأشعار الأصلية والمقلدة،
فوجد أن لها سوقا في أوساط البسطاء والعامة، وهكذا أصبح عبدالله فرج شاعرا وراويا ومؤرخا
ونسابة!!
- وبعد ذلك وجد عبدالله فرج طريقا إلى الكتابة في ملحق التراث بالمدينة المنورة قبل حوالي عشر
سنوات، لكن مزالق عبدالله فرج وتصدي بعض الباحثين لكشف حقيقته جعلت المشرف على ذلك
الملحق الرصين، سعادة د. محمد يعقوب تركستاني، الكاتب والإعلامي والمؤرخ القدير كتابة عبدالله فرج ويمنعه من النشر في ذلك الملحق، وربما في جريدة المدينة كلها، وقد استمر ذلك الوضع لما يقارب عشر سنوات توقف خلالها الملحق، وانتقل الدكتور تركستاني إلى مطبوعة
أخرى، ونسي الناس عبدالله فرج حتى انخدع به جيل جديد من محرري جريدة المدينة لا يملكون
ثقافة د. تركستاني ومعاصريه، فانخدعوا ببريق عبدالله فرج وأسلوبه البهلواني في عرض الأساطير
والأشعار المصنوعة والأبيات المكسرة ، فتحول المهرج إلى مؤرخ ، والحكواتي إلى شاعر ينافس
أحمد الغزاوي، والعواد، وحسن صرفي وأقرانهم ، وصار كاتب المعاريض مثقفا ولغويا يجيد العربية والفارسية والأردية والتكرونية، مع أنه لا يستطيع قراءة بيت من الشعر قراءة فصحية، ولله در المتنبي حينما قال:
وفي مصر فيض من المضحكات *** ولكنـه ضـحـك كالبكا
بــهـــا نبطي مــن أهـــل السواد *** يعلم أنساب أهل الفلا

أما كتابه المنوه عنه بصدر الصفخة وهو: ( المدينة المنورة عاداتها وتقاليدها منذ سنة 925 هـ).
فهو كتاب تداخلت فيه الحقائق التاريخية مع الأخبار الفرجية المنقولة عن مصادر وهمية صنعها خيال عبدالله مثل: كتاب الأعيان، لرامز شكر، وتاريخ قبائل الجزيرة العربية، للمغربي، وما شابههما من الأسماء الوهمية.. وقد كشف الباحثون والمهتمون في تاريخ المدينة بطلان ذلك الكتاب في حينه، ونقلت جانبا من تلك المقالات في كتابي المطبوع سنة 1417 هــ بعنوان: ملاحظات على المؤلفين والكتاب حول التاريخ والأنساب.. كما كشفت بطلان أخبار عبدالله الزامل ومصادره في مقالاتي المنشورة في ملحق التراث بجريدة المدينة بين عامي 1415هـ و 1417 هـ. ومعظمها منشور في كتابي المذكور.
وأما إذا رجعنا إلى الحلقة الأخيرة التى سماها الفرج (مسك الختام) لنعطي أمثلة على سقطات هذا المؤرخ الجهبذ والعلامة المزعوم، وتوضح سذاجة من انطلت عليهم هذه الأكاذيب، فإننا نختار منها ما يلي:-
1. ذكر أن فئة الخمس مئة ريال كانت تعمل سنة 1363 هـ. وهذا غير صحيح لأن أول عملة
ورقية سعودية صدرت سنة 1372 هـ وكانت من فئة الخمسة ريالات والعشرة ريالات .
2. أن قوله أن شيوخ حرب دفعوا له (4,000) أربعة آلاف ريال لكي يذهب معهم ويلقي كلمتهم.. ليس
إلا فرية لا حقيقة لها. فقد اتصلت بالشيخ نايف بن راجح شيخ قبيلة البدراين الذين كان ضمن وفد القبيلة إلى الملك فيصل، وأفادني أن الفرج طلب مرافقتهم فعطفوا عليه، وأخذوه معهم وفي مكة طلب منهم أن يسمحوا له بإلقاء أبيات من الشعر أمام الملك فيصل، فسمحوا له، لكنه لم يأخذ منهم أي مبلغ مالي، ولم يكن يمثلهم، بل تكلم الشيخ نايف ابن راجح وابن بادي وكان موضوع الزيارة أنهم يدعون الملك فيصل لزيارة قبائل حرب.
3. أن قصة حصوله على مبلغ (4,000) ريال من شيوخ حرب، و (3,000) ريال من الفيصل، ومشلح قيمته (2,000) ريال من ابن بنيان، وأن يأمر له الملك عبدالعزيز بمبلغ: (8000) ثمانية آلاف ريال فراسة في ذلك الوقت، فهذا كلام لا يصدقه عاقل، لأن تلك المبالغ لا تعطى في هذا الوقت، فكيف بها في ذلك الوقت؟
4. أن الأشعار التي أوردها وخاصة القصيدة الأخيرة في الملك عبدالعزيز ليست من شعر عبدالله فرج، ومن يراجع كتاب الملك عبدالعزيز في عيون الشعراء، أو غيره فلن يجد أن تلك الأشعار لعبدالله فرج.
5. أن بني هلال أهل طاش وآلاب ليسوا بني هلال القبيلة القديمة وإنما هم فرع صغير من قبيلة الحوازم المعاصرة.

بقلم الباحث :
فائز بن موسى البدراني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ




التوقيع :
    رد مع اقتباس