الموضوع: من مروج الذهب
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-05-17, 05:15 PM   #26
عضو فضي
 
الصورة الرمزية طلق المحيا

 











 

طلق المحيا غير متواجد حالياً

طلق المحيا تم تعطيل التقييم

افتراضي

وكان الناس كلهم لمعن
أدخل مروان بن أبي حفصة على جعفر البرمكي, فقال له: ويحك أنشدني مرثيتك في معن بن زائدة. فقال: بل أنشدك مدحي فيك, فقال جعفر: أنشدني مرثيتك في معن, فأنشأ يقول القصيدة المشهورة إلى أن قال:
وكان الناس كلهم لمعن
إلى أن زار حفرته عيالا

واستمر حتى فرغ منها, وجعفر يرسل دموعه على خديه, فلما فرغ قال له: هل أثابك على هذه المرثية أحد من ولده وأهله شيئًا؟ قال: لا. قال: فلو كان معن حيًّا, ثم سمعها كم كان يثيبك عليها؟ قال: أصلح الله الوزير أربع مائة دينار. قال جعفر: فإنا نظن أنه كان لا يرضى لك بذلك, قد أمرنا لك عن معن رحمه الله الضعف بما ظننت, وزدناك مثل ذلك, فاقبض من الحارث ألفًا وست مائة دينار قبل أن تنصرف إلى رحلك, فقال مروان يذكر جعفرًا وما سمع به عن معن:
نفحت مكافيًا عن قبر معن
لنا مما تجود به سجالا

فعجّلت العطية يا بن يحيى
لراثيه ولم ترد المطالا

فكأني عن صداء معن جواد
بأجود راحةٍ بذل النوالا

بنى لك خالد وأبوك يحيى
بناء في المكارم لن تنالا

كأن البرمكي بكل مال
يجود به نداه يفيد مالا

ثم قبض المال وانصرف.
وحكى أبو الفرج الأصفهاني في كتاب الأغاني عن محمد البيذق النديم: أنه دخل على هارون الرشيد قال له: أنشدني مرثية مروان بن أبي حفصة في معن بن زائدة, فأنشده بعضها فبكى الرشيد, ويقال: إن مروان بعد هذه المرثية لم ينتفع بشعره, فإنه كان إذا مدح خليفة أو من دونه قال له: أنت قل مرثيتك:
وقلنا أين نرحل بعد معن
وقد ذهب النوال فلا نوالا

فلا يعطيه الممدوح شيئًا, ولا يسمع ما يقوله فيه من المدح.




التوقيع :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي ***** صبرتُ على أذاكم وانطويتُ
وجئـت إليكـــم طلق المحيا ***** كأني ما سمعـتُ ولا رأيـــتُ

http://www.youtube.com/watch?v=3JqNh-btjvw


    رد مع اقتباس