عرض مشاركة واحدة
قديم 17-09-10, 06:36 PM   #1
مستشار ملتقيات القبيلة

 










 

مريع العييل غير متواجد حالياً

مريع العييل has a reputation beyond reputeمريع العييل has a reputation beyond reputeمريع العييل has a reputation beyond reputeمريع العييل has a reputation beyond reputeمريع العييل has a reputation beyond reputeمريع العييل has a reputation beyond reputeمريع العييل has a reputation beyond reputeمريع العييل has a reputation beyond reputeمريع العييل has a reputation beyond reputeمريع العييل has a reputation beyond reputeمريع العييل has a reputation beyond repute

Talking كامل المحاضرة للأستاذ فائز البدراني ( التأليف في الأنساب )

التأليف في الأنساب

المعاييروالمحاذير

محاضرة للأستاذ فائز موسى البدراني الحربي ألقاها في نادي أبها الأدبي بتاريخ (25\7\1424هـ)


تمهيد :

الحمد لله رب العالمين , الذي خلق الإنسان من طين , ثم جعل من سلالة من ماء مهين , القائل في كتابه المبين : ( وهوالذي خلق من الماء بشرا فجعل منه نسبا وصهرا , وكان ربك قديرا ) .
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , سيد الخلق أجمعين , نبينا محمد الأمين القائل : ( من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام ) , وبعد :

لايخفى على المتابع للإصدارات الأدبية في الآونة الاخيرة تزايد الاهتمام بعلم الانساب من خلال كثرة المصنفات والموسوعات المتعلقة بانساب القبائل العربية والأسر المحلية , حتى تحولت هذه الظاهرة إلى قضية مثيرة للجدل , وربما للقلق والانزعاج , مما أدى إلى ظهور بعض الاصوات المنادية بالحد من هذه الظاهرة نتيجة لبروز الكثير من سلبيات الاندفاع وراء هذا الموضوع من بعض المتعصبين للأنساب والمبالغين فيها , أو من خلال تحول التأليف في هذا العلم إلى تجارة يمارسها أصحاب المؤلفات التجميعية , مستغلين رواج هذه الكتب في الاوساط العامية والشعبية .

ويدور حديثنا هنا حول القاء الضوء على ظاهرة تزايد التأليف في موضوع الأنساب , وكثرة الإصدرات والمؤلفات فيه خلال العقود الثلاثة الأخيرة .

ولابد قبل مناقشة هذه القضية من التوقف عند بعض النقاط المهمة :

- أصل هذا العلم وفضلة .
- أسباب الاهتمام بعلم النسب .
- اهتمام المستشرقين بالأنساب .
-أهم معوقات علم الأنساب .
-أهم المحاذير التي يقع فيها الباحثون في الأنساب .
- أهم المعايير والضوابط المقترحة .
- التوصيات والاستنتاجات .


1- أصل هذا العلم وفضلة :

أ- اهتمام العرب بانسابهم :
إن من يطلع على تاريخ العرب قبل الإسلام يدرك مدى اهتمامهم بحفظ أنسابهم وأعراقهم , وأنهم تميزوا بذلك عن غيرهم من الأمم الأخرى , ولايعزى ذلك كله إلى جاهليتهم , كما لايعزى عدم اهتمام غيرهم كالفرس والروم إلى تحضرهم , وسيتضح لنا ذلك من خلال ما ستعرض له من جوانب هذا البحث , وإن كان الجهل قد أفرز عصبية بغيضة أساءت إلى علم النسب سواء في ذلك العصر أو حتى في عصور الإسلام المتأخرة .
وقد عزى ابن عبدربه سبب اهتمام العرب بانسابهم : لكونه سبب التعارف , وسلم التواصل , به تتعاطف الأرحام الواشجة, وعليه تحافظ الأواصر القريبة , وهو موئل يأسهم , ومرجع بأسهم , به يشد الأزر , ويأمن الخائف , فلاعجب إن جعلوه حصنا لهم , وأمنا يعتزون به , ويحافظون عليه .
ومن الأدلة على أن سبب الاهتمام بالنسب لايرتبط بالجاهلية أن النسب غريزة بشرية وسنة كونية فضل الله بها الإنسان على غيره من سائر المخلوقات منذ نشأته الاولى , فقال تعالى : ( وهو الذي خلق من الماء بشرا , فجعله نسبا , وصهرا , وكان ربك قديرا ) , وقوله تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا .. ) .
وإذا كانت جاهلية العرب قد أساءت إلى علم النسب أحيانا بسوء استخدامه , فإنها قد أساءت إليه من ناحية عدم التدوين الذي تميز به العصر الجاهلي , ولذلك فقد تاخر تدوين الأنساب , ولم يبدأ إلا مع بداية العصر الإسلامي .

وبسبب غياب التدوين اضطر العرب إلى حفظ أنسابهم والعناية بها عن طريق الحفظ والمشافهة , فاشتهر بذلك عدد من أبناء العرب , ينقلون هذا العلم , وينقل عنهم إلى أن جاء عصر التدوين فأخذ عنهم علماء النسب الأوائل .
ومع هذا فينبغي أن لانغفل بعض الانتقادات الموجهة لقدامى النسابين كابن الكلبي وابن هشام والهمداني وغيرهم , غير أنه يجب التمييز بين جهودهم في حفظ الأنساب وبين بعض الهنات والروايات الضعيفة في مؤلفاتهم .


ب - موقف الإسلام من علم النسب :

وقف الإسلام من علم النسب موقفا إيجابيا رائعا فاكتسب هذا العلم فضلا وشرفا تمثل بعناية نبي الهدى صلى الله عليه وسلم به وحث صحابته الكرام على تعلمه , وشهادته لابي بكر رضي الله عنه بالتمكن من هذا العلم .
وقد روي عن عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه أنه قال : ( كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : من كان من معد فليقم , فقمت , فقال لي : اجلس . فعل ذلك ثلاثا , قلت : يارسول الله ممن نحن ؟ قال : من قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ ) . وغير ذلك من الأمثلة .

لكن الإسلام نهى عن سوء استخدام الأنساب , والمفاخرة بها لعصبية جاهلية , فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ليس منا من دعا إلى عصبية , وليس منا من قاتل عصبية , وليس منا من مات على عصبية ) .

وكان علم النسب في البداية واحدا من فروع علم التاريخ ثم مالبث أن صار علما مستقلا له أصوله وفنونه وأربابه وانبرى للاشتغال به كثير من كثير من علماء الأمة إمتدادا لاشتغالهم بعلم التاريخ الذي لا يستغني عن علم الانساب والإحاطة به لمن أراد أن يعرف أمته وأعلامها من الصحابة والتابعين والقواد الفاتحين والعلماء المحدثين وغيرهم .

وقد تواتر عن علماء الأمة التأكيد على أهمية هذا العلم , وبسطوا القول في فضله والترغيب به في مقدمات مؤلفاتهم في الأنساب .
فالإمام ابن حزم (ت 456هـ ) لم يكتف ببيان فضل هذا العلم ومشروعيته لكنه رد بحزم على من قال : إن العلم به لاينفع والجهل به لايضر .
ويقول الإمام السمعاني ( ت 562هـ ) في مقدمة كتابه -الأنساب - ( وكان علم المعارف والأنساب لهذه الأمة من أهم العلوم التي وضعها الله سبحانه وتعالى فيهم ) ثم ساق رواية حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم , فإن صلة الرحم محبة في الاهل مثراة في المال منساة في الأثر ) .

وقال ابن الأثير ( ت630هـ ) في مقدمته : ( وهو مما يحتاج طالب العلم إليه , ويضطر الر اغب في الأدب والفضل إلى التعويل عليه ) .

فهو ليس علما مباحا فقط ولكنه مستحب شرعا إذا كان القصد منه تحقيق مراد الله سبحانه وتعالى في التعارف والتواصل والتعاون على البر والتقوى . ولهذا فقد عني به علماء الأمة قديما وحديثا , ولعل هذا العلم يكفيه شرفا وفخرا أن يكون أبو بكر الصديق رضي الله عنه من أول المهتمين به والمتضلعين فيه , ثم توارثه الصحابة والعلماء من بعده فكان من أول ألف فيه من الرعيل الأول الإمام الزهري (ت 142هـ ) .
وامتد هذا الاهتمام إلى عصرنا الحاضر فألف فيه علماء كبار منهم من هو من أعضاء هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية [ كفضيلة الشيخ عبدالله البسام والشيخ عبدالله المنيع والشيخ بكر أبو زيد وغيرهم ] , أو قدموا لمؤلفا في الأنساب لغيرهم .


2- أسباب الاهتمام به في هذا العصر :


أولا : الأسباب الغريزية :

ويكتسب علم الأنساب أهميته لدى الفرد بوصفه سنة كونية وغريزة إنسانية لقوله تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا .. ) .
وقوله تعالى : ( وهوالذي خلق من الماء بشرا فجعل منه نسبا وصهرا , وكان ربك قديرا ) .

فكلمة جعل إذا جاءت في القرآن الكريم في مثل هذا الموضع وفاعلها الحق سبحانه وتعالى فإنها تدل على سمة كونية من سنن الخلق وصفه ملازمة للمخلوق وستظل كذلك إلى أن تقوم الساعة , وذلك مثل قوله تعالى : ( الم نجعل الأرض مهادا , والجبال أوتادا ) وقوله تعالى : ( وجعلنا الليل لباسا , والنهار معاشا ) .

أما الدليل على أن البشر خلقوا على هذه الصفة التي تقوم على صلة النسب , وسيظلون عليها إلى أن تقوم الساعة فهو قوله تعالى : (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولايتسآءلون ) .

وقد بين الحق سبحانه وتعالى الجكمة من خلق الناس على هذا الحال , وهي حاجتهم إلى التعارف , ومايترتب عليه من فوائد ومصالح تحتاجها الأمة , وكذلك حاجة الإنسان إلى فئة ينصرونه ويشدون أزره , قال تعالى : ( وفصيلته التي تؤيه ) .
إذا فهذه الغريزة هي التي تدفع الإنسان إلى معرفة أصولة وجذورة وهي التي تجعل كتب الأنساب تحظى بهذا الإقبال وهذا الرواج , ليس عند العرب فقط بل عند كثير من الأمم , مهما بلغوا من العلم والتقدم كما سنرى .

ثانيا : أسباب حضارية :

يقصد بالأسباب الحضارية أنه كلما زاد تحضر المجتمعات وازدهرت العلوم فيها فإن الاهتمام بعلم الأنساب يزداد , والبحث في هذا الموضوع يزدهر نتيجة للإزدهار العلمي الذي تزداد معه الدراسات والأبحاث لكل مجالات الحياة بما فيها دراسة أحوال السكان وتاريخهم , والتعمق في معرفة جذورهم وسلالاتهم وعلاقة الجماعات بما فيها الأفراد والأسر والقبائل والطوائف ببعضها . وهذا بخلاف ما يعتقده البعض من أن الحضارة تقضي على الاهتمام بالأنساب والعناية بها .
والدليل على ذلك أن العرب في جاهليتهم مع ماهم عليه من شدة التعصب ومعرفتهم بأنسابهم ومحافظتهم عليها وتفاخرهم بها لم يؤلفوا الكتب في أنسابهم , ولم يتفننوا في رسم مشجرات العائلة والقبيلة ولم يزينوا بها مداخل بيوتهم , كما هو الحال في عصرنا الحاضر .
ومن أدلة أيضا أن ازدهار التأليف في علم الأنساب إنما ظهر في عصور ازدهار الأمة الإسلامية , فكثرت المؤلفات والمصنفات في العهد العباسي , ثم تراجع هذا الاهتمام في عصور الانحطاط , ثم عاد مرة ثانية منع نهضتها العلمية في عصرنا الحاضر .
والدليل على ذلك أن معظم كتب الأنساب المعروفة اليوم التي اصبحت مصادر لهذا العلم إنما ألفت في عصور تفوق الأمة وقوتها , ومن ذلك على سبيل المثال :

- جماهير القبائل , لمؤرج السدوسي (ت 195هـ )
- نسب معد الكبير , لابن الكلبي (ت 204هـ )
-أنساب حمير وملوكها , لابن هشام (ت 213هـ )
-الطبقات , لابن سعد (ت 231هـ )
- الإكليل , للهمداني (ت 340 هـ تقريبا )
- الجمهرة , لابن حزم (ت 456هـ
)

ولو استعرضنا كتب النسابين للدكتور بكر أبو زيد لوجدنا أن أعداد النسابين كانت تأخذ شكل العلاقة الطردية مع وضع ازدهار الأمة الإسلامية , ومن ذلك مثلا :

- أن عدد النسابين المترجم لهم بلغ ( 47) نسابة في القرن الأول , و(58) في القرن الثاني , و(82) في القرن الثالث , و(88) في الرابع , و(101) في الخامس , و(48) في السادس , و(46) في السابع , و(25) في الثامن , و(31) في التاسع , و(17) في العاشر .

وهكذا يبدأ العد التنازلي إلى حد الانقطاع لمدة ثلاث قرون تقريبا , ثم ينبعث مرة أخرى في العصر الحديث . لكن عصر انحطاط المسلمين وتراجع الحركة العلمية في القرون الإسلامية المتأخرة لم يقف أثره على التراجع الواضح في الكتابة بهذا العلم بل تعدى ذلك إلى إهمال المؤلفات التي كتبت عبر القرون السابقة وكان من نتيجة هذا الإهمال أن قام عدد من علماء الغرب في عصر نهضتهم الحديثة بدراسة ونشر أمهات كتب التراث الإسلامي , ومنها كتب أنساب القبائل العربية .

أما في البلاد العربية فلم تبدأ العناية بهذا الجانب إلا في القرن الرابع عشر الهجري (العشرين الميلادي) حيث ظهرت بعض المحاولات المحدودة لبعض الباحثين العرب لطباعة بعض كتب الأنساب ونشرها أمثال : سليمان الدخيل (ت1364هـ ) , الذي قام سنة 1322هـ بطبع كتاب :" نهاية الأرب في معرفة انساب العرب" , للقلقشندي . وطبع كتاب : "سبائك الذهب " للبغدادي . والأستاذ أحمد وصفي زكريا (ت1384هـ ) الذي ألف كتاب :"عشائر الشام ", وطبع سنة 1363هـ . كما قام الأستاذ رضا كحالة بتأليف كتاب :"معجم قبائل العرب " وطبع بالشام سنة 1368هـ .

ثم توالت بعد ذلك جهود نشر كتب الأنساب وتحقيقها في البلاد العربية , حيث ظهر اهتمام بعض الكتاب العرب بتأليف في أنساب القبائل العربية , كما قام كل من الأستاذ محب الدين الخطيب سنة 1368هـ بطبع الجزء العاشر من كتاب "الإكليل " . ثم قام العالم الأستاذ محمد شاكر بتحقيق كتاب " جمهرة نسب قريش " لزبير بن بكار , وصدر سنة 1381هـ .
وفي العراق ألف الأستاذ عباس الغزاوي كتاب " عشائر العراق " , وطبع سنة 1365هـ .
وفي اليمن عني العلامة محمد بن علي الأكوع بتحقيق كتاب " الإكليل " وطبع الجزء الأول سنة 1383هـ .


أما في البلاد السعودية فقد كان الشيخ حمد الجاسر هو الرائد في إحياء هذا العلم واستنهاض الهمم في التأليف والتحقيق فيه من خلال مانشره من تحقيقات ومراجعات علمية لمخطوطات كتب الأنساب , وكذلك من خلال مؤلفاته الموسوعية مثل : " معجم قبائل المملكة " و" جمهرة أنساب الأسر المتحضرة " , وكتاب " باهلة القبيلة المفترى عليها " , وغيرها .

ثالثا : اسباب اخرى :

هناك أسباب أخرى وراء اهتمام بعض الكتاب والباحثين بالتأليف في مجال الأنساب وإصدار الكتب والموسوعات , وقد يكون من تلك الأسباب على سبيل المثال البحث عن الثروة أو الشهرة والمكانة التي يحققها الباحث في هذا المجال .
وهذا النوع من أسباب الكتابة هو أخطر الاسباب لأنه لا يصب في خانة المؤلفات العلمية التي تقوم على المنهج البحثي الصحيح .
وللأسف الشديد أيضا فإن معظم المؤلفات المعاصرة التي أدت إلى ظاهرة زيادة إصدار كتب الأنساب تندرج تحت هذا النوع من المؤلفات , وذلك أن هذا العصر الذي سهل فيه التأليف وتيسرت الطباعة قد أتاح الفرصة للباحثين عن الشهرة من خلال التأليف , حيث وجدوا مجالا يهم شريحة كبيرة من السكان, فاندفعوا يكتبون بلا ضوابط ولاقيود ولا معايير . كما أن هناك أسبابا أخرى تتمثل في البحث عن مثالب العرب , كما فعل بعض الشعوبيين .

اهتمام المستشرقين بالأنساب :
اهتم المستشرقون الغربيون بدراسة علم الأنساب , اهتماما ظاهرا , وبرز هذا الاهتمام مع نهوض الحضارة الغربية , حدث ذلك في الوقت الذي تقاعس عنه العرب والمسلمون في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين , فالمستشرقون هم الذين ترجموا أمهات كتب الأنساب العربية , ومن ذلك على سبيل المثال :

في سنة 1854م قام المستشرق الألماني فردناند وستنفيلد ( ت 1899م) بطبع كتاب "الاشتقاق"لابن دريد , وهو كتاب في أنساب القبائل العربية. كما طبع في سنة 1899م كتاب " مختلف القبائل ومؤتلفها " تأليف : محمد بن حبيب , ووضع جداول مفصلة لأنساب القبائل العربية .

- في سنة 1883م قام المستشرق الألماني وليم اهلوارد (1828م -1909م) بطبع الجزء الحادي عشر من كتاب " أنساب الأشراف " للبلاذري على الحجر بخطه .

- في سنة 1936م قامت الجامعة العبرية اليهودية في القدس بطبع جزءين من الكتاب السابق , الجزء الخامس بتحقيق المستشرق س.د.ف. جوتيين , والجزء الثاني من القسم الرابع حققه المستشرق ماكس شتوسنجر وطبع سنة 1938م وغيرهم كثير .

- في سنة 1948م قام الفرنسي ليفي بروفنسال (ت 1955م) بطبع كتاب " جمهرة أنساب العرب " لابن حزم , كما قام بطبع كتاب " نسب قريش" لمصعب بن عبدالله الزبيري سنة 1953م .

- في عام 1949م قام السويدي ك. و . سترستين بطبع كتاب " طرفة الأصحاب في معرفة الأنساب " .
-في سنة 1951م قام ليفي بروفنسال أيضا بطبع كتاب " نسب قريش" لمصعب بن عبدالله الزبيري .
غير أنه ينبغي ألا ننسى أن بعض المستشرقين قد شككوا في علم النسب , وأثاروا شبهات كبيرة حول مادونه علماء النسب الأقدمون الذين قامت على أيديهم مصادر علم الأنساب , فطعنوا بأمهات كتب الانساب ككتاب ابن الكلبي وغيره , وكان على رأس هؤلاء المشككين نولدكه , وروبرتسن سميث , وغيرهما .
وليس المجال هنا مجال مناقشة آرائهم المبينة على تصورات بعيدة عن الواقع العربي , وقد تصدى علماء العرب والمسلمين لهذه الهجمة التي ترمي إلى تقويض علم النسب .

مشجرات النسب :
كما أن مظاهر الاهتمام بالنسب في هذا العصر ظهور مشجرات الأنساب التي اهتم بها الأروبيون قبلنا , فقد قام في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي المستشرق النمساوي زامباور بتأليف كتابه : " معجم أنساب الأسر الحاكمة في التاريخ الإسلامي " وقد طبع بالعربية في سنة 1951م بمطبعة جامعة فؤاد الاول بمصر , وحاول فيه وضع مشجرات عائلية لجميع الزعماء والسلاطين في البلاد الإسلامية , ثم تبعه لوريمر فرسم مشجرات دقيقة لعدد من الأسر الحاكمة في الجزيرة العربية .
وقد كانت هذه المشجرات بداية لعصر التشجير في القرن الهجري الماضي , فقد قام محمد أمين التميمي بوضع مشجرة لآل سعود سنة 1363هـ , ثم أعادها سنة 1382هـ .
ونلحظ هنا أن المشجرات في البداية كانت ترتكز على الأسر الحاكمة , لكنها ما لبثت في عصرنا الحالي أن انتشرت انتشارا كبيرا , بل صارت ظاهرة لدى كثير من الأسر السعودية خصوصا في عصر الطفرة , ولذلك فقد ازدهر فن إعداد المشجرات النسبية لدى الخطاطين والمطابع , ومع ذلك فلم يظهر لهذا العلم ضوابط أو معايير , بل لاتزال هذه المهنة بلا قواعد أو شروط .
وللدكتور عماد العتيقي من جامعة الكويت محاولة جيدة في هذا المجال , فقد حاول وضع بعض الأسس المهمة في إعداد المشجرات من خلال كتابه : دليل إنشاء وتحقيق سلاسل الأنساب .
وتعج مواقع شبكة الانترنت الآن بآلاف المشجرات الأسرية والقبيلية , ممايؤكد على ازدهار هذه الصناعة والاهتمام بها ليس في بلادنا فقط , بل في جميع أنحاء العالم , والأغرب من ذلك أن المشجرات الأسرية في المواقع الغربية وخصوصا الأمريكية أكثر منها في المواقع العربية .

الدوريات المتخصصة في الأنساب :

من المفارقات العجيبة أن يوجد في الولايات المتحدة وحدها 53 مجلة ودورية متخصصة بعلم الأنساب والأصول حسب إحصائية منتصف عام 2000م.
كما يوجد في كل ولاية امريكية رابطة للنسابين, وفي واشنطن يوجد مجلس ترخيص النسابين . إضافة إلى ذلك هناك العديد من الندوات والمؤتمرات التي تقام بكثافة عن الأنساب في أمريكا وأوربا .
ومع كل هذا الاهتمام في الغرب نجد أنه لايوجد عندنا دورية متخصصة واحدة بعد رحيل علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر , وعدم مقدرة القائمين على مجلته على مواصلة أبحاثه بهذا الخصوص .
كما أن علم الأنساب لايدخل في المناهج التعليمية , ولايوجد جهة رسمية أو غير رسمية لرعايته , ولذا فهولايزال متأخرا ومتعثرا في مسيرته بسبب قلة الكتاب المتخصصين فيه وبسبب خوض غير المؤهلين للكتابة والتصنيف في هذا العلم الجليل والحساس جدا , مما شوه صورته وأدى إلى وجود حالة شبه دائمة من الاعتراض والتذمر والاحتجاج على كثير مما يكتب حول الأنساب.

3- أهم معوقات علم الأنساب :

ومما أود التنبيه إليه أنه من خلال بحثي لاكثر من عشرين عاما في الأنساب فقد لاحظت أن هناك عددا من العوامل والمعوقات التي يعود إليها السبب في صعوبة التمكن من هذا العلم , وكثرة الاختلاف فيه ليس بين الباحثين فقط , وإنما بين أفراد الاسرة أو القبيلة الواحدة , ومن أهم تلك العوامل مايلي :

1-قلة الاهتمام بتدوين أنساب الأسر والقبائل وعدم حفظها كتابة في القرون الماضية بسبب الأمية وعدم الاستقرار الأمني والمعيشي , مما أوجد ثغرات كبيرة وانقطاعات في سلاسل النسب .
2-كثرة مالحق بهذا العلم من الأوهام مما أدى إلى الاختلاف الكبير في الأنساب وعدم الاتفاق سواء بين الباحثين أو الرواة , وذلك بسبب عدم إلمام أولئك الكتاب بعلم الأنساب , وعدم إحاطتهم بالأنساب التي يتحدثون عنها , ولعدم استنادهم على مراجع ومصادر يمكن إقامة الحجة بها , وإنما يعتمدون على مايسمعونه من غيرهم , ولايفرقون بين المصدر المتخصص من غيره . وتتمثل أهمية المسالة فيما أضيف لبعض القبائل من الانساب الخاطئة أو المثالب المختلفة , أو الأمجاد الكاذبة .
3-كثرة تشابه أسماء الأفخاذ والقبائل , وميل العامة إلى الاعتقاد بوجود علاقة بين الأسماء المتشابهة , واختلاق القصص العامية لاثبات تلك العلاقة , ومن ثم تصديقها بعد جيل أو جيلين .وقد أشار علماء النسب قديما وحديثا كالهمداني , والجاسر إلى أن : ( الاتفاق في الأسماء مدعاة للخلط في الاسماء .. وأن القبيلة عندما يوافق اسمها اسم قبيلة أخرى تنتسب إليها خطأ ).
4-جهل الكثير من الناس بأنسابهم , وعدم إدراكهم لذلك , وتعلقهم بالرواية العامية واعتقادهم أن ما توارثوه عن آبائهم هو الصحيح , وقد ثبت بالتجربة أن الإنسان العامي لايستطيع أن يحفظ تسلسل جدوده فيما بعد الجد الخامس بعدد مؤكد , مالم يكن ذلك التسلسل موثقا توثيقا علميا أو شرعيا .
5-الانقطاع الزمني لبعض القبائل القديمة , وظهور قبائل تنتسب إليها بعد عدة قرون , وهذا الأمر يحتاج إلى توقف من الباحث , وعدم الجزم بصحة الانتساب ما لم تتوفر دلائل قوية ومقبولة .
6-قلة المتخصصين في الأنساب : وأعني بهم المتخصصين المؤهلين الذين يمكن الرجوع إليهم عند الحاجة البحثية , والمشاهد أن الاهتمام في الأنساب عندنا يقوم على اجتهادات شخصية , وليس على دراسات أكاديمية , كما أنه ليس له جهة مرجعية يمكن الاحتكام إليها .

4- أهم المحاذير التي يقع فيها مؤلفو علم الأنساب :

هناك بعض المحاذير أو السلبيات التي يقع فيها كثير ممن يكتبون في الأنساب , والتي تتمثل في بعض الأساسيات والقواعد التي درج الناس على الاعتماد عليها في الأنساب , وأرى أن الباحث في الانساب عليه أن يتعامل بحذر شديد مع تلك المعطيات , والتي منها على سبيل المثال :

أ‌-قاعدة : الناس مؤتمنون على أنسابهم :
مما ينبغي توضيحه في البداية أن هذه العبارة قاعدة فقهية للإمام مالك هذا نصها : ( الناس مؤتمنون على أنسابهم مالم يدعوا شرفا ) . فهي في الاساس قاعدة فقهية تتعلق بإلحاق ولد الفراش , والمواريث ونحو ذلك , ولم ترد ابتداء في كتاب للأنساب , وإنما في كتاب فقهي .لكن بعض الكتاب المتأخرين وكثيرا من العامة قد اقتبسوها وأسقطوا الجزء الثاني منها , وأتكأوا عليها في إثبات ما يعتقدونه من أنسابهم والرد على من يخالفهم .والدليل على عدم صحة هذه القاعدة ما نراه من مدى الاختلاف بين أفراد الاسرة الواحدة أو القبيلة الواحدة في كثير من الأحيان حول صحة انتسابهم إلى جد معين .ولهذا فإن من تعمق في البحث قلت ثقته في تلك القاعدة المشهورة , وأدرك أن السواد الأعظم من الناس يجهلون أنسابهم , ويتمسكون بمعلومات غير دقيقة .

ب‌-الاعتماد على الروايات العامية :
الراوي العامي ليس حجة في إثبات الأنساب بسبب الجهل , وبسبب التحيز وحب الذات , وفي ذلك يقول الشيخ حمد الجاسر موضحا ضعف الثقة بالرواية العامية : ( .. وكل راو يتحيز فيها إلى قبيلته أو قبيلة يميل إليها , وقد يلصق بمن لايحب الصفات غير المحبوبة ... إلخ ) . وقال في موضع آخر وهو يتحدث عن نسب بعض القبائل النجدية : ( أما ما يتناقله العامة فلايصح التعويل عليه ) . ويندرج تحت ذلك ما يتناقله العامة من قصص متعلقة بالأنساب , وأسباب نزوح الأسر والقبائل , أو مسمياتها .

ج- التمسك برواية الآباء دون علم :
درج الناس على التسليم بما توارثوه عن آباءهم وأجدادهم , إلا أن الباحث يجب عليه ألا يسلم بكل ما ينقل عن الآباء والأجداد بلا تمحيص ولاتحقيق .
وقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من تقليد الأجداد تقليدا أعمى , قال تعالى : ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما جاءكم من الحق , قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ... ) .
وقوله تعالى : ( أم آتيناهم كتابا فهم به مستمسكون بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة , وإنا على آثارهم مهتدون ) .

د- النقل عن المؤلفات بلا تمييز :
يقع كثير من مؤلفي كتب الأنساب في مزالق النقل عن الكتب والمراجع الأخرى بلا تمييز بين جيدها وضعيفها , وباختصار فإنه يمكن تصنيف مؤلفات الأنساب هنا , وبشكل عام إلى مايلي :
-الكتب الضعيفة : ( كابن الكلبي , والمغيري ).
-كتب الوضاعين : مثل ( تاريخ سيف بن عمر , وكتب الصيادي , وماشابههما ) .
-الكتب غير المحققة : ( كالكتب التجميعية , الكتب بدون مصادر ) .
-الكتب المصنوعة : ( كامتاع السامر , وماشابهه) .

ومما يضعف المصدر وإن كان صاخبه عالما , الكتابة عن بعد , وذلك أن كثيرا ممن كتبوا في الأنساب يكتبون وهم بعيدون عن مواقع القبائل والأسر التي كتبوا عنها , وأقرب مثال على ذلك كتاب الجمهرة لابن حزم الأندلسي , فقد كتب عن قبائل الجزيرة مع أنه لم يطأ أرضها , ولم يتتبع مواطن قبائلها , ولذلك فهو دقيق فيما نقله عن بعض علماء المشرق كابن الكلبي , وابن سعد . وأما ما أضافه عن أنساب قبائل الجزيرة فلم يكن دقيقا .
فكما أنه ينبغي الحذر من بعض المدلسين والكذابين والوضاعين في علم الأنساب , فإنه ينبغي الحذر من الروايات الضعيفة لدى المؤرخين المعروفين .
ويقول الشيخ أبو عبدالرحمن الظاهري : ( وما يدعيه الصيادي , أو ابن زيد , أو غيرهما , من وصل قبيلة ذات اسم جديد بقبيلة قديمة جزافا , ما لم يكن الاستناد إلى مصادر وجادات متصلة التسلسل خلال القرون ... إلخ ) .

ه- رفع النسب إلى جد بعيد :
يتساهل كثير من الناس في رفع نسبه إلى جد بعيد دون الاعتماد على غثبات من التدوين الصحيح , وهذا مما لا ينبغي للباحث المحقق أن يقبله .. وهذا التحذير يستند على ماروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن سلف الأمة من كراهية رفع النسب إلى جد بعيد , فقد روي عن الإمام مالك رحمه الله أنه سئل عن الرجل يرفع نسبه إلى آدم , فكره ذلك , وقال : من أين يعلم ذلك ؟ , فقيل له : فإلى إسماعيل , فكره وأنكر .
و- الاعتماد على الشعر العامي :
يعتمد كثير من العامة أو الكتاب على الشعر العامي في إثبات الأنساب, وهذا منهج لايحسن بالباحث المحقق .
والسبب في التركيز على الشعر العامي هنا لأنه الأكثر ارتباطا بالأنساب في هذا العصر , وإلا فالشعر عموما ليس حجة في الأنساب , وقد قالت العرب : ( أعذب الشعر أكذبه ..) والسبب في خطورة الشعر على الأنساب هو مايدخله من المبالغة والتحريف .
ويعد العلامة الشيخ حمد الجاسر أول من انتبه إلى هذا الأمر , فطرح الاعتماد على الشعر العامي المعاصر جانبا , وفي ذلك يقول في مقابلة معه : ( ومع الأسف الشديد منذ منتصف القرن الماضي أي من بعد عام 350هـ إلى يومنا هذا أصبح هذا النوع من الأدب ليس له من الدرجة التي كان عليها قديما , لإن التزييف دخله , والتغيير كثير فيه ) .
وبالنسبة إلى فإن مصداقية الكتاب وعلميته تقل كلما رأيت مؤلفه يكثر من الشعر العامي على غلافه وفي محتواه .

5- أهم المعايير والضوابط :

مع كل ما يحتله علم النسب من أهمية بالغة ومكانة مرموقة في التراث العربي والإسلامي , وتراثنا المعاصر فإن المؤلفات التي تقنن هذا العلم وتضع له ضوابطا وشروطا مهنية علمية لاتزال قليلة , إن لم تكن معدومة , كما أنه لايوجد لدينا جهة علمية متخصصة يكون لها القول الفصل في تقييم الدراسات والبحوث المتعلقة بالأنساب , والبت في الخلافات التي تنشأ أحيانا فيما يتعلق بمعلومات الأنساب .
إن الحاجة ملحة الآن لنفكر جديا في وضع الضوابط اللازمة لوضع بحوث الأنساب في مسارها الصحيح . وهنا ينبغي التأكيد على أهمية التفريق بين الضوابط المعيارية لهذا العلم , وبين وضع القيود والحد من الحريات الذي ربما يسارع بعض الباحثين المتقاعسين إل ى إشهاره في وجه الجهات الرقابية .. وعموما فإنه يمكن إيجاز أهم هذه الضوابط فيما يلي :

1-أن يكون الكاتب مؤهلا للكتابة في الأنساب , ومشهودا له بالعلم والأمانة لدى أهل الاختصاص .
2-أن يكون البحث قائما على منهج البحث العلمي من حيث أهمية البحث وإثبات مصادرة , وموضوعيته .
3-أن لاينشر الكاتب أخبارا تسيء للآخرين بتمجيد طرف على طرف , أو الطعن بالآخرين , أو نشر المثالب التي لاتحقق فوائد علمية ولاتضيف للتاريخ معلومات جديدة , خاصة إذا كانت مبنية على تواتر غير محقق .
4-الابتعاد عن الاعتماد على الكتب والمؤلفات الضعيفة أو المشكوك فيها , والتي يعرفها أهل الاختصاص , وهذا يقتضي أن تدرج أسماء تلك المؤلفات في قوائم سوداء ليعرفها الباحثون المبتدئون , وقد يكون من الأفضل الأ يفسح أي كتاب يعتمد على تلك المؤلفات لما فيها من تضليل وتدليس في الأنساب .

التوصيات والاستنتاجات :

في الختام , فإنه يمكن إيجاز أهم الاستنتاجات والتوصيات فيما يلي :
أولا : التأكيد على أن علم الأنساب من أجل العلوم وأشرفها , وهوليس علما إسلاميا أو عربيا فحسب , بل إنه من العلوم النظرية التي يكثر التأليف فيها في عصور الازدهار العلمي والحضاري ويقل بتراجع الأمة علميا وثقافيا .
لذا فإنه ينبغي التنبيه إلى وجوب التفرقة بين ما يمارسه البعض من سوء استخدام الأنساب سواء من خلال كتاباتهم , أو من خلال سلوكهم الاجتماعي القائم على التفاخر بالأنساب والأحساب الذي لايقره ديننا ولا يرضاه , وبين فضل علم الأنساب ومشروعية المحافظة على معرفة الأصول والأرحام , لإن الله جعلنا شعوبا وقبائل لنتعارف , وسنظل كذلك إلى أن تقوم الساعة .

ثانيا : دراسة إمكانية إنشاء جمعية أو هيئة علمية تلحق بإحدى المؤسسات الثقافية في كل دولة عربية , تجمع الباحثين في هذا المجال , وتكون مرجعا فيه , وتضع له قواعد ومعايير كغيره من العلوم , وقد يكون من المناسب أن يصدر عنها دورية علمية محكمة متخصصة في علم الأنساب , وبحوثه .

ثالثا : أن يكون هناك آلية جديدة وعلمية لمعالجة ما قد ينشأ من اعتراضات على الباحثين بهذا الخصوص , من خلال إحالة الشكوى أو الاعتراض إذا وجد إلى جهة شرعية أو إلى لجنة علمية محايدة تنظر في مدى صحة مايدعيه الطرفان وتطلع على إثباتات دعوى كل منهما , فإن وجد أن الباحث على حق فلا يلتفت إلى اعتراض العوام , وإن وجد أنه على خطأ تم اتخاذ اللازم بشأن تصحيح الخطأ .
إن تحقيق هذه الاقتراحات سوف يحقق أهدافا علمية واجتماعية مهمة منها على سبيل المثال لا الحصر :
-تطوير هذا العلم وازدهاره في هذه المرحلة المتطورة من مسيرتنا الثقافية والعلمية .
-الاعتماد على الباحثين المحليين بدلا من الاعتماد على مايكتبه الغير من البعيدين عن أنساب أسرنا وقبائلنا وتاريخ بلادنا .
-تصحيح المفاهيم الخاطئة عن علم النسب والتي مفادها أن البحث فيه يثير المشاكل ويذكي العصبيات , ويؤجج المفاخرات .
-الحد من كثرة المصنفات التي لاتخضع للمعايير العلمية المطلوبة .
-تصحيح الانتسابات الخاطئة التي تظهر بين الحين والآخر القائمة على أخطاء النسابين , أو على روايات عامية متوارثة .
- حماية الباحثين المحققين مما يواجهونه من تهديدات ومضايقات من بعض الجهلة والعوام.
-توعية جمهور القراء في هذا المجال ومساعدتهم في التمييز بين مؤلفات الأنساب الصحيحة والجيدة , وبين المؤلفات التجميعية التجارية التي لاتقوم على أسس علمية .


والله الموفق




التوقيع :
    رد مع اقتباس