عرض مشاركة واحدة
قديم 26-12-19, 08:14 AM   #1
عضو شرف
 
الصورة الرمزية ابن عباس اليوبي

 










 

ابن عباس اليوبي غير متواجد حالياً

ابن عباس اليوبي has a reputation beyond reputeابن عباس اليوبي has a reputation beyond reputeابن عباس اليوبي has a reputation beyond reputeابن عباس اليوبي has a reputation beyond reputeابن عباس اليوبي has a reputation beyond reputeابن عباس اليوبي has a reputation beyond reputeابن عباس اليوبي has a reputation beyond reputeابن عباس اليوبي has a reputation beyond reputeابن عباس اليوبي has a reputation beyond reputeابن عباس اليوبي has a reputation beyond reputeابن عباس اليوبي has a reputation beyond repute

افتراضي *مِن الملاحظ أن معظمَ وسائل الإعلام تتكلم عن الكسوف

🔵 *مِن الملاحظ أن معظمَ وسائل الإعلام تتكلم عن الكسوف من زاويةٍ صحيةٍ أو زاوية فلكية أو زاوية التصوير.*
🔵 *وهناك شِبهُ إغفالٍ شامل - إلا مَن رحِمَ الله - للحِكمة الربانية من الكسوف ، وإغفالٌ لِمَا يُشرع للمسلم في حال الكسوف.*

☀ قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن الكسوف :
● *فالكسوف إنذارٌ مِن الله لعقوبةٍ انعقدَتْ أسبابُها* ، وليس هو عذاباً ، لكنه إنذار ، كما قال صلى الله عليه وسلم *( يُخوِّف اللهُ بهما عِبادَه )*. ولم يقل : يُعاقب اللهُ بهما عباده.
● *بل هو تخويف ، ولا ندري ما وراءَ هذا التخويف :*
◉ *قد تكون هناك عقوباتٌ عاجلةٌ ، أو آجِلة ، في الأنفُس ، أو الأموال ، أو الأولاد ، أو الأهل.*
◉ *عقوباتٌ عامة أو خاصة ، ما ندري.*

● ولهذا قال صلى الله عليه وسلم *( إذا رأيتم ذلك فافْزَعوا إلى ذِكر الله )*. ما قال : قوموا. وما قال : صلّوا اذكروا الله. ولكنْ قال : افْزعوا ، افزعوا إلى ذكر الله واستغفاره ، وكبروا وتصدقوا وصلوا وأعتقوا. كل هذه أشياء تدل على عِظَم هذا الكسوف.
● *مع أنه بسبب موتِ القلوبِ في عصرنا هذا ؛ صار يمُرّ وكأنه أمرٌ طبيعي ، كأنّ كسوفَ الشمسِ : غروبُها ؛ فنقوم نصلي المغرب. تكسف فنقوم نصلي صلاةَ الكسوف مِن غير وجلٍ ولا خوف. نسأل الله أن يلين قلوبَنا لذكره.*
● *الحقيقة أن الأمر خطير ، وكونُ الكسوف يأتي ويَمضي بهذه السهولة وكأنّ شيئاً لم يكن = هذا يدل دلالةً واضحة على أن القلوب بها بلاءٌ ، ( كلا بلْ رانَ على قُلوبِهِمْ ما كانوا يَكسِبُونَ )*...
● [أقسام الناس بالنسبة للكسوف]
● هذا الكسوف ينقسم فيه الناس إلى قسمين :
◉ قسمٌ يُؤمن بما قال الرسولُ صلى الله عليه وسلم ، وأن ذلك لتخويف العباد. فيَحذر ويَخاف ويَفزع ويَلجأ إلى الله عز وجل. نسأل اللهَ أن يجعلنا وإياكم من هذا القسم.
◉ وقسمٌ آخر يقول : هذه الأمور طبيعية ليس لها أثر ، بل الكسوف سببه حيلولةُ الأرضِ بين القمر والشمس ، فهذا الجزء المظلم من القمر هو ظل الأرض ، حيث حالت بينه وبين الشمس كما يكون ظل السحاب على الأرض إذا حال بين الشمس وبين الأرض. فيقول هذا أمر طبيعي وليس هو للتخويف. ويستدل على ذلك بقوله : إن الناس يَعْلمون بالخسوف قبل أن يقع ، ويحددونه بالساعة والدقيقة ابتداءً وتوسطاً وانتهاءً ، إذن لا حاجة أن نفزع ولا حاجة أن نخاف! *وهؤلاء طبعَ اللهُ على قلوبهم - والعياذ بالله -*.
● فلم يتفطنوا للوحي ، ولم يتفطنوا أن الذي قدَّرَ هذا السببَ هو الله عز وجل.
● مَن يستطيع أن يجعل الأرضَ تَحُول بين الشمس والقمر؟! مَن يستطيع في كسوف الشمس أن يجعل القمر يحول بين الشمس والأرض؟! مَن يستطيع هذا إلا الله عز وجل؟!
● فإذا قدّره فإنما يُقدِّره لحِكمة ، وهي تخويف العباد.
● *والمؤمن العاقل يستطيع أن يجمع بين السبب الشرعي والسبب الكوني ، وذلك أن الكسوف له سببان :*
◉ السبب الأول : التخويف ، تخويف العباد إذا كثُرت الذنوبُ ، ورانت المعاصي على القلوب ، نسأل الله العافية.
◉ والسبب الثاني : كَوْنِيٌّ قَدَريٌّ : وهو ما يَذكُره الناسُ مِن أن سبب الكسوف حيلولةُ القمرِ بين الشمس والأرض ، وسبب الخسوف حيلولة الأرض بين الشمس والقمر.
● *ولا يمتنع أن يجعل الله عز وجل أسباباً طبيعية لتخويف العباد. أرأيتُم الصواعقَ والفيضانات ؟ هل لها أسباب كونية قدرية ؟*
● *نعم. لها أسباب كونية قدرية. لكنْ : مَن الذي خلَقَ هذه الأسباب ؟ اللهُ عز وجل خلَقَها ، يُخوِّف بها العباد ، ( هو الذي يُرِيكُمُ البَرْقَ خوفاً وطَمَعاً ويُنْشِئُ السحابَ الثِّقالَ . ويُسَبِّحُ الرعدُ بحمْدِهِ والملائِكةُ مِن خِيفَتِهِ ويُرْسِلُ الصواعِقَ فيُصِيبُ بها مَن يشاءُ وهم يُجادِلونَ في اللَّهِ وهو شَدِيدُ المِحَالِ )*.
● إذنْ : علينا أن تكون قلوبُنا واسعةً : تَسَعُ السببَ الكونيَّ وهو القَدَري ، والسببَ الشرعيَّ. ونقول : يُقدِّر اللهُ تعالى هذه الأسبابَ مِن أجل أن يُخوِّف العباد.

▫لقاء الباب المفتوح [15]




التوقيع :
    رد مع اقتباس