عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-06, 01:04 AM   #1
عضو ماسي

 










 

ماجد بن تركي الحربي غير متواجد حالياً

ماجد بن تركي الحربي is on a distinguished roadماجد بن تركي الحربي is on a distinguished roadماجد بن تركي الحربي is on a distinguished roadماجد بن تركي الحربي is on a distinguished roadماجد بن تركي الحربي is on a distinguished roadماجد بن تركي الحربي is on a distinguished roadماجد بن تركي الحربي is on a distinguished roadماجد بن تركي الحربي is on a distinguished roadماجد بن تركي الحربي is on a distinguished roadماجد بن تركي الحربي is on a distinguished roadماجد بن تركي الحربي is on a distinguished road

افتراضي عبدالغفار الأخرس

ولد الشاعر السيد عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب في مدينة الموصل بعيد سنة1220هـ-1805م، على أرجح الأقوال(1) وبها قضى بأيام طفولته وصباه، وتعلّم مبادئ القراءة وقسطاً من كتب اللغة والأدب والفقه على بعض شيوخها، ولم تسعفنا المصادر بمعلومات عن أسرته، وشيوخه الذين درس عليهم وأخذ عنهم في الموصل. وقدم بغداد أيام شبابه، وسكن الكرخ، واتصل بالعلامة أبي الثناء الألوسي، وواصل عليه دراسته اللغوية والأدبية حتى نال إجازته.

وظهرت مواهبه الأدبية، وسطعت شاعريته في أجواء مجالس بغداد ومنتدياتها.

ولم تبيّن لنا المصادر سبب هجرة الأخرس من الموصل إلى بغداد ويبدو لي أن الأخرس، قد بدر منه ما أثار حفيظة والي الموصل عبد الرحمن باشا جليلي(2) فخشي الأخرس على نفسه وهاجر إلى بغداد.

وفي "الطراز الأنفس" إشارة إلى أن الوالي داود باشا، قد أمر بحبس الشاعر لسوء موقفه من والي الموصل عبد الرحمن باشا، فاعتذر الأخرس، وأرسل إلى الوالي بيتين من الشعر قال فيهما:

أقول للشامت لما بدا---يكثر بالتعنيف والشين(3)

أليس يكفيني فخاراً وقد---أصبحت في قيد وزيرين


وكان هذان البيتان سببا لاتصال الشاعر الأخرس بالوالي داوود باشا. فقرّبه الوالي، وأسبغ عليه رعايته.

وكان شاعرنا يشكو من احتباس في لسانه، لا يستطيع معه أن ينشد شعره، ويكاد يختنق إذا تكلّم. ووجد الأخرس الفرصة سانحة لمعالجته على نفقة الوالي، فمدحه بقصيدة عرض فيها مبتغاه بقوله:

إن أياديك منك سابغة---علىَّ قدماً في سالف الحقب(4)

هذا لساني يعوقه ثقل ---وذاك عندي من أعظم النوب

فلو تسبّبت في معالجتي---لنلت أجراً بذلك السبب

وليس لي حرفة سوى أدبٍ---جمٍّ ونظم القريض والخطب


فأمر الوالي بإرساله إلى الهند لمعالجته، وأخبره الطبيب في الهند أنه سيجري له عملية جراحية، فإمّا أن ينطلق لسانه، أو يموت فأبى شاعرنا، وقال قولته المشهورة: "لا أبيع كلّي ببعضي". وعاد إلى بغداد(5)

وكانت هذه العلّة قد سببّت له عقداً نفسية حادّة، ظهر أثرها في سلوكه وتصرفاته وتقلباته، وحدّة مزاجه وانفعالاته، وكان يقدم قصائده إلى ممدوحيه، مكتوبة بخط البديع الأنيق، وقد كان خطاطاً بارعاَ-مجيداً- أو يلقيها بعض أصحابه نيابة عنه، وقد ألقى الشاعر الكبير عبد الباقي العمري، قصيدة للأخرس بمدح أبي الثناء في مجلسه.

ولا شك في أن سرور الشاعر ونشوته وطربه، إنما يحصل عندما يلقي الشاعر شعره بنفسه، وإن انفعالاته وقسمات وجهه، ونبرات صوته، كل ذلك يضفي على شعره أثراً لا ينكر، ولا يستطيع إظهار ذلك من ينوب عنه كائناً من كان.

وبقي شاعرنا يتنعم برعاية الوالي داود باشا، وصار للأخرس مجلس حافل بالعلماء والأدباء. (6). وتوثقت صلاته بأعيان بغداد كالعلامة محمد سعيد الطبقلجي والشيخ عبد الغني آل جميل والعلامة أبي الثناء الألوسي، وآل النقيب، وصار يدعى في المناسبات الفخيمة،كالحفلة التي أقامها إقبال الدولة النواب الهندي تكريماً لأبي الثناء الآلوسي. بصحبة قاضي بغداد جابي زاده(7).

كما توثقت علاقات الشاعر بكبار رؤساء القبائل العربية كآل السعدون شيوخ المنتفق، وآل الزهير شيوخ النجادة في الزبير والشيخ وادي الشفلح شيخ زبيد وسليمان الغنام شيخ عقيل، وكبار أعيان البصرة كآل النقيب وآل باش أعيان، وآل عبد الواحد والشيخ أحمد نور الأنصاري بالإضافة إلى ولاة البصرة.

وكان كثير الترداد إلى البصرة، ويقيم في ضيافة الشيخ أحمد نور الأنصاري

ومن البصرة امتدت صلاته إلى الكويت فمدح أميرها الشيخ عبد الله الصباح، ومدح بعض أعيان الكويت كابن المخيزيم والشيخ يوسف البدر والشيخ يوسف الصبيح.

كما توثقت علاقاته بالشيخ جابر آل مرداو أمير عربستان. وقصده سنة 1247هـ. ونزل في قصره، كما زاره عدة مرات آخرها سنة 1285هـ

وبلغ من حب الشاعر لداود باشا، أن مدحه بقصيدة بعد عزله عن بغداد، وبعث بها إليه، ولم يخشَ من بطش السلطة، وهو يتمنى اللحاق به، ومنها قوله:

وإني على خصب الزمان وجدبه---إليك وإن شط المزار لأهرع(8)

ولو أنني وفقت للخير أصبحت---نياقي بأرض الروم تخدي وتسرع


ولم ترق الحياة أيام الوالي علي رضا اللاظ، وأكثر من ترداده إلى البصرة ليبتعد عن بغداد وحوادثها(9).

لقد كانت حياة شاعرنا رتيبة مملّة، فلم تكن له حرفة يكتسب منها أسباب عيشه، كما لم ينل وظيفة، ولو كانت شكلية يتقاضى منها راتباً يعيش به..

كان يقضي أغلب أوقاته في المقاهي والدواوين (المجالس)، وقد اعتاد البغداديون أن يعقدوا مجالسهم اليومية أو الإسبوعية، بعضهم في الصباح وبعضهم بع العصر وآخرون بعد العشاء.

وأغلب المجالس ليس فيها ما يشوق الأديب، ويشحذ قريحته، ويصقل مواهبه، وربما فيها يبلّد الحسّ ويفسد الذوق، كالحكايات الممجوجة والألغاز السقيمة والنكات الباردة.

لذلك كان شاعرنا يملّ الإقامة، ونراه كثير الأسفار؛ مع مشقة السفر وخطورته تلك الأيام، وعزم على أداء فريضة الحج سنة 1264هـ فلم يستطيع(10). وفي سنة 1290هـ-1873م عزم شاعرنا على السفر إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج، فعاد إلى بغداد، وعاود ذلك في السنة التالي. وهو بعد لم يزل يشكو من مرضه، وقد أصابه الكبر، فاشتد عليه المرض في البصرة، وأقام في منزل الشيخ أحمد نور الأنصاري القاضي في الزبير.

وتوفي ظهر يوم عرفة 9 ذي الحجة سنة 1291هـ-1874م. وشيّع صباح يوم عيد الأضحى. وصلَّوا على جنازته بعد صلاة العيد، ودفن في مقبرة الإمام الحسن البصري في الزبير(11).

قال تعالى}ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله{(12).

وقد أعقب شاعرنا ولداً اسمه (عبد الواحد) (13) وبنتاً اسمها (زهوة) (14)




التوقيع :
    رد مع اقتباس