عرض مشاركة واحدة
[/table1]



التوقيع :
قديم 12-10-10, 10:38 AM   #8
إداري سابق
 
الصورة الرمزية عبق الحروف

 










 

عبق الحروف غير متواجد حالياً

عبق الحروف is on a distinguished roadعبق الحروف is on a distinguished roadعبق الحروف is on a distinguished roadعبق الحروف is on a distinguished roadعبق الحروف is on a distinguished roadعبق الحروف is on a distinguished roadعبق الحروف is on a distinguished roadعبق الحروف is on a distinguished roadعبق الحروف is on a distinguished roadعبق الحروف is on a distinguished roadعبق الحروف is on a distinguished road

افتراضي هاربــة من قلــب لم يــكــن لــي ...

[table1="width:95%;background-color:black;"]



" قصة قصيرة تتوسد أرفف مكتبتي منذ عام 1427هـ

كنت أتفحص الكتب بعناية فائقه بحثاً عن قصاصة فرح كنت قد خبئتها
في أحد الكتب ,فوجدت دفتر قديم جداً
وماجعلني أيقن أنه قديم انه ذو لون " وردي وسماوي "
وأنا التي لم أقتني هكذا لون منذ زمن
والشيء الأخر أن الدفتر متهالك جداً جداً
درجة أنني لم أجد الصفحة الأولى من القصه
فأضطررت أعادة كتابة شيء من العالق منها بذاكرتي المتعبه




الأهداء :





إلى تلك التي أبتسامتها البلسم لقلبي " ود "




وإلى تلك التي تبهجني بأحاديثها وشقاوتها " أسرار "




وإلى تلك المشاكسة دوماً " أمجاد قلب أحمد "




وإلى تلك التي كالنسمة بحظورها " الهنوف "
.
.
.
.
أفقدني الضوء المتسلل عبر النافذة رغبتي في شحذ النوم لـ معانقتي, وأنا التي أتقلب في سريري منذ الساعة
الثانية صباح ولم يحظر هذا المدعو !
خرجت من غرفتي وبتثاقل أمسكت بالهاتف وأتصلت بمها صديقتي , التي نتشارك انا وهي ذات المكتب في العمل , أتاني صوتها الغارق بالنوم : نعم
أنا : صباح الخير
هي : من ! رغد!
أنا : أعتذر لأزعاجكِ ولكن أردت أخباركِ فقط أنني لن أستطيع الحظور للعمل اليوم
لذاك هناك ملف أزرق في درج مكتبي أعطيه المدير في حال سأل عنه به أوراق العروض الأخيره
يعتلي صوت مها التي كنت بالكاد اسمعها : رغد هل أنتِ بخير !
قلت وأنا أبتلع غصه بحلقي : لاشيء
مها : بما انكِ أجبتي بـ لاشيء فهذا يعني ان هناك شيء حقاً
وتتابع بهلع وصوتها ينخفض : رغد بربك تحدثي مابكِ !
قلت وأنا اشعر بقلبي ينقبض : عاد وائل
رغد مستفسره: أليس هذا وائل أبن عمكِ الذي سافر منذ سنوات !
رائع حمداً لله على السلامه
وقالت ضاحكه ألم أقل لك ِ الطيور ستعود لأعشاشها يوماً!
قلت وأنا أبكي : وائل عاد ولكنه تغير
ضحكت مها بسخرية : كيف تغير أأصبح كندي مثلاً وتابعت الضحك
أستفزتني طريقتها وصرخت بها ,ليس وقت سخريتكِ الآن يامها
هو فعلاً قد تغير فأنا لم أرى الحب في عيناه
لم أرى تلك اللهفة التي ودعني بها منذ خمس سنوات مضت
ظروف غيابه غامضه وعودته الآن مجدداً
قاطعتني :أهدئي فأنتِ دوماً هكذا متسرعه
قلت لها بحزن : ليتني أكون مخطئيه
ردت مها" أذن يارغد " على أن انهي المكالمة الأآن لم يتبقى كثير على بدء الدوام سأعاود الأتصال بكِ
فور عودتي
قلت لها وهوكذالك
أغلقت السماعة, تناولت كرسي ووضعته امام البيانو,جلست,وثبت نظارتي على أنفي جيداً وقبل أن ابداء بالعزف
سمعت صوت باب الغرفة التي ينام بها وائل يفتح
آتجهت بنظري نحو الباب آآووه وائل
في هذه اللحظة التقت نظراتنا
كان بريق الدموع لا يزال يتلألأ في عيني الحمراوين ، ينذر بشلال جارف
ثم قال ألا تزالين مولعة بالعزف صباحاً!
نظرت به وان بتلع غصه وقلت جميل أنك لم تنسى
نظر في بتأمل وقال "
لاتبكي "
ثم تابع . . هل يعقل ان انسى شيء يتعلق بكِ!
لكن الدمعة فاضت ... و انسكبت ... و انجرفت ... تقود خلفها جيشا من الدموع المتمردة
اقترب مني واسند راسي على كتفه وهو يقول
" سألتك بالله كفى . .أرجوكِ ياصغيرتي "
صحت به صيحة شعرت بها تدوي الارض " كيف تركتني! "
ابتعدت عنه و
انفجرت بكاء بهستريا . . كيف لهم يقولون انك لن تعود وعدت! لما عدت الان ! لما !!
شعرت به يرتجف ذعراً لمنظر بكائي . .وقلبه يغلي قهراً
اقتربودون ان يتحدث ضغط على يدي التي شعرت بها ستكسر
تمنيت حينها ان اطوقه بذراعي بقوه . . كما كنت افعل في صغري . قبل ان يرحل !
لكنني عجزت عن ذاك ! اشعر بحاجز بين قلوبنا يمنعني من فعل ذالك !
صمتت وذهب هو لغرفته وعاد اخرى !
قطع صمتي عندما لوح لي بيده وهو يقول
رغد هل تذكرين قطع الشوكولاء هذه !! التي كنتي تصرين على شرائها كل صباح قبل ذهابنا
للمدرسة ونحن صغار ! أتذكرين تلك الأيام !
تنهدت قليلاً وأنا أقول ليتها تعود
يكفيني أنك كنت إلى جانبي
رد على محاولاً قطع حبال الذكرى التي تثير الحزن في والحنين للطفوله
دعيكِ من هذا كله ألاتريدين الشوكولاء التي جلبتها لكِ
قفزت متجهة نحوه ولكنه أخذ يجري ويقول أذا أرديتها فعليك الأمساك بي أولاً
أخذ يختبىء خلف الكراسي وأنا أتبعه
وضحكاتنا تملىء أرجاء البيت وعمداً منه توقف يريد مني الأمساك به
أختطفت الشوكولاء وصرخت تعبيراً عن فرحي وبدون شعور قبلته أمتناناً له
تناول وائل الكرسي وجلس ثم قال
آآه ضحكاتكِ أثارت فيني الذكرى لقد كنا صغار في كل شيء حتى في أحلامنا!!
أتذكرين أحلامنا!!
أرتفع الدم إلى وجنتي وقلت أذكر
آآه ماأغباني !! حتى في الأحلام !!لم أعلم بأن الزمن سيغتال حتى ألأحلام !!
أعتدل بجلسته وقال:حدثيني آيته المدللـه الصغيره عن كل شيء عن دراستكِ عملكِ
كل شيء كل شيء فأنا اتوق لأستمع لأحاديثك
تنهدت بعمق ثم قلت متشوق لسماع أخباري !
لأظن فخمس سنوات ياوائل لم تكلف نفسك حتى بالسؤال عني ! أهانت عليك التي قضيناها
سويا
أم أن الغربة أفقدتني إياك !
قال /صدقيني لم أنسى
نظرت إليه وقلت بأنفعال : كل ماأصدقه أنك لم تكلف نفسك بالرد حتى على رسائلي ولو بكلمة أنا بخير
أو حتى أشتقت لكِ
شد أذني بيده وهو يبتسم محاولاً تلطيف الجو
_ وها أنا قد قد جئت لكم بنفسي آيته العنيده عدت لمن سلبوني عقلبي وقلبي معاً
سألته وانا امسح دمعة حاره قد أنسابت على وجنتي
حدثني عن غربتك من كان يقوم بشؤونك! من يخدمك!
شعرت بملامح وجهه تتغير وهو يقول سأخبرك بكل ماتودين معرفته ! لاحقاً ! لاحقاً
حدثيني أنتي أليس عندك عمل ! هل أنهيتي دراستكِ
قلت له : دخلت الهندسه تخرجت ولله الحمد وتوظفت بشركة
لكني لم اذهب اليوم
قدمت على بعثه لأكمال دراستي وقبلت ولكنني تراجعت
في هذه الأثناء انضم لنا كل من أبي وأمي القيا علينا التحية الصباحيه
واتخذ كل منهما مكاناً وأخذا يحملقان فينا بصمت
مما جعلني أرتاب
نزعت نظارتي والقيت على الطاولة التي أمامنا وقلت وأنا أحاول أن أخفي شيء من توتري
_ كيف كانت ليلتكما !
ردا سوياً : لابأس بها
قال وائل : وجدتها منذ وقت مبكر هنا يبدو أنها لم تنام جيداً
قال أبي محدثاً وائل: الان حدثني عن كل شيء بالأمس لم آشاء أزعاجك بالأحاديث فقط رائيتك متعب
والآن أرى وجهك مشرقاً
حدثني ياوائل فوالله قد عادت الحياة لمنزلنا منذ وطء أقدامك لها فأنت تعرف مكانتك لدينا جيداً
قاطعه وائل بلا شك ياعماه
ولاذ بالصمت قليلاً ثم قال بصوتاً ,فيه شيء من التوسل , عمي لدي ماأتحدث به معك
فهل تسمح لي !
أزعجني طلبه !فليس هناك أحداً سواي أنا وامي معهما هذا يعني بأنه يخبيء أمراً لايريد مني معرفته


_

ضحكت والغضب يمزق قلبي وقلت
كبرت ياوائل وأصبح لديك ماتخفيه عني
_ انفعل وائل وقال : حسناً لاداعي للأهانات يارغد !
_ نظر في أبي بصمت تعبيراً عن رفضه لأستفزازي لوائل ثم أخذ بيد وائل ودخل به إلى المكتب
مكثوا به قرابة الساعه يتحدثان فيها ولاأعلم مايدور محور حديثهما, ولكن ماأعلمه, وماأقسمت به
أن هناك أمراً , يخفيه وائل عني ! ولكن ماهو !
_ خرج وائل طالباً كأس من الماء ودواء الضغط الذي يتناوله أبي
هرعت نحوه وأنا أقل مابه !
رد وائل / لاشيء متعب قليلاً
ذهبت وجلبت الماء والدواء تناولها أبي الذي لمحت بريق الدموع في عيناه
_وسألته أبي مابك!
_مالذي حدث ! لم يكن بك شيء !
رد أبي بعد ان أخذ نفساً عميقاً لاشيء ياصغيرتي
ومسح بيده على رأسي ! ثم أغمض عيناه محاولاً الهرب من أسألتي التي قد أطرحها عليه
شعرت بقلبي ينقبض الذي نبهني للقادم المجهول
كم سخرت الدنيا مني ... فهل من مزيد ؟؟؟
_أعتلى صوت أمي منادية لنا " الأفطار " هيا
_ أسند وائل أبي على كتفه وأصطحبه إلى غرفته الطعام
_ وقفت أرقبهم بصمت
ألتفت نحوي وائل وقال / صغيرتي الآفطار !
_رددت بنبرة حاده : لأريد أن أتسمم
استدار موليا إياي ظهره _ وهو يرتجف انفعالاً من كلماتي أكاد أفقد صبري منكِ رحمتك يارباه
نظرت به بغضب واتجهت نحو غرفتي وانا اقول بصوت اقرب للنوح منه إلى الكلام :
" أنا ... وفيت بوعدي ... و لم أخن اتفاقنا ... لكنك كذبت علي ... و لم تعد . .و الآن بعد أن عدت
وجدتك وائل اخر . . ليتك لم تعود كما كانوا يخبرونني دوماً . واخذت اردد وانا ابكي بقهر
- انت خائن ياوائل . . خائن . . خائن
امسكني بيدي بشده ! وشعرت به يزلزلني من مكاني
_ كفى يارغد . كفى

لم أستطيع العوده ... أعني ... كان لدي دراسه يجب ان انهيها
و في الحقيقة ، لدي واقع مر يقف أمامي ... علي أن أهرب منه

قلت وانااتخلص من قبضته : كنت ُ أنتظر أن تعود ... لكنهم أخبروني أنك لن تعود ... و لا تريد أن تعود ... و كلما اتصلت بهاتفك ... وجدته مقفلا ... و لم تتصل لتسأل عني و لا مرة طوال هذه السنين
ثم دخلت بحجرتي وأغلقت باب حجرتي خلفي وأنخرطت بالبكاء
لأعلم مالسبب , , شعرت حينها بصغر الدنيا بعيني وماعدت برغبتي بالحياه,أنا من كنت أنتظر عودة وائل

بفارغ الصبر , تمنيت الآن لو انه لم يعود
كي لاأشعر بأحلامي تتلاشى امام ناظري واحدة تلو الأخرى,ومن دون أن أشعر ,غطيت في نوم عميق , لم أستيقظ منه الا على صوت طرقاً على الباب
مسحت دموعي التي كانت تغرق وسادتي حتى وأنا نائمه , قلت من ؟ أتاني صوتها مها
وكعصفور يطير بحرية ... بلا قيود و لا حدود ... و لا اعتبار لأي شيء ... أقبلت نحو الباب وفتحته وأرتميت في أحضانها وأنا أبكي بصوت مرتفع
أدخلتني مها وأغلقت الباب خلفها , ضمتني نحوها وقالت " أفهميني ماالذي يدعوك للبكاء ! "
رددت وأنا أكاد أفقد قدرتي على التحدث أشعر أن هناك شيء ولا أحد يريد أخباري به
أتتني ضحكتها المجلجه :وعلى ماذا بنيتي هذه الأوهام !
_ نظرت فيها بنفاذ صبر وقلت إياكي وإن تسخري من أحاديثي فليس هناك مايدعو للضحك
ثم تابعت
_ لأعلم أشعر بأن وائل لم يسافر من أجل الدراسه
ردت علي مقاطعه: من أجل ماذا أذاً !
سكتت قليلاً ثم أنفلتت الكلمات من بين شفتاي
_ لأعلم لما يراودني هذا الشعور يامها, ولكن عينا أبي المغرقة بالدموع التي رائيتها بعد حديثته مع وائل , أكدت لي بأن هناك شيء , أجزم لكِ يامها , بأن سبب تلك الدموع كثيراً
رتبت مها على كتفي محاولة تهدئتي , لاتقلقي ربما كان سببها أشتياق والدكِ لوائل
التزمت الصمت ودموعي لاتزال غرقني
شق صمتنا " صوت الحبيب وائل " من بعيد , هل يمكنكن الأنضمام لنا !
يكفيني سنوات الحرمان , والغربه,ووالوحده وأالألم
نظرت إلي مها // مبتسمة يبدو انه مشتاق لكِ هيا بنا لنحتسي معهما فنجان قهوتنا
خرجت مع مها على كره وأنضمينا لهما
ناولتني أمي فنجان قهوة , ولمها الأخرى كذالك
لم أتحدث أنا بشيء في الوقت الذي ساد فيه الهرج حولي ,والكل يتبادل الأحاديث
انحنت مها نحوي وقالت لم يدير ناظره عنكِ
_ لم أجيبها فقط أكتفيت بالنظر فيها بحده
قام وائل من مكانه وجلس إلى جانبي
ثم همس لي بصوت لم يسمعه غيري ! أتشعرين بشيء آيته الصغيره !
أومئت برأسي نفياً
قال / مابكِ أذن لاتشاركيننا الحديث !
رددت لاشيء/ لاشيء سوى أنني أشعر بأن جدران البيت تكاد تخنقني
_ أستئذنت من الجميع وأنا أقول معذرة آريد أن أنام
كانت ليلتي سيئه فلم انام جيداً
وضعت رأسي على الوسادة , حاصرني السكون , وأزدادت الدنيا بي ضيقاً, لاأجد مبرراً لذاك ولدموعي التي تنهمر بتواصل منذ الصباح
سمعت صوت وائل قرب باب غرفتي ,يقول:
_ رغد هل تسمحين لي بالدخول ؟
جففت دموعي وقلت ماذا تريد!
رد هو : أحتاج أن أتحدث معك قليلاً
صرخت به / وأنا لاأحتاج للحديث معك
عاد وائل أدراجه , وهو يقول أذن لتصبحي على خير, آيته العنيده
_ آه ليتني أستطيع أن أخرج حبك من قلبي , أزعجتني تلك الكلمة " أنا عنيده ! ! "
آه كم أمقت سخريته مني قلت بصوت مرتفع
_ أذهب إلى الجحيم
_ وضربت بيدي على الطاولة بعنف , مما تسبب بقطعاً في يدي , بسبب زجاج الطاولة التي تحطم
أخرجت لاصق الجراح من الدرج وأنا أردد
_ اللعنه ,اللعنه
عترف بأنني كنت فظة جدا ألا أنني لم أجد طريقة أفضل لأعبر بها عن غضبي الشديد و مرارتي لفقده
بعد ساعات شعرت بهدوء يعم أرجاء البيت وبعد أن أرهقني التفكير
خرجت إلى الصالون ) فقد وصل بي الأمر درجة انني بت أشعر بأن هناك أشباح تكتم على نفسي بغرفتي (
وجدت المصابيح مغلقة , أستلقيت على الكنب فأنا متعبه , وبما أنني لم أصمت من نوبة البكاء التي عشتها منذ ليلة البارحة ,غطيت في النوم , ولكن ماأفزعني ,وأيقظني من النوم ,أرتطام شيء ما في الأرض
عندما فتحت عيني رأيت خيال شخص ما يقف إلى جانبي ,صرخت , خوفاً من أنه أحد الأشباح , فوضع يده على فمي محالاً أخفاء صوتي , وهو يهمس قرب أذني : أنا وائل
وبما ان الظلام شديد , لم أستطيع تمييزه , هذا بالأضافة لأنني كنت بين الصحوة والنوم
فركت عيناي بيدي, ولكن أذني أستطاعت أن تميز بأنه صوت وائل بالفعل
نهضت من مكاني وأنرت المصباح المجاور لي , ومن خلال إنارته لمحت ومض دموع تسيل على خد وائل
أمسكت بكفاه وشددت عليهما
ودموعي تسبق سؤالي له بربك مابك حبيبي !؟
أخذ وائل يداي وقبلهما وهو يبكي
عاودت فسألته وائل مابك ! منذ لحظة وصولك , وأنا أشعر ان هناك شيء ما ,أشعر بأنك لست وائل الذي تركني منذ خمس سنوات قضت
جلس وائل ووضع يداه على وجهه وأجهش بالبكاء

مما زادني جنوناً وأصراراً لمعرفة مابه, جلست امامه
وأمسكت بيداه وأبعدتها عن وجهه وأنا أقول !مابك !
نظر بي وقال : أنا سأخبركِ مابي ولكن انتي أخبريني متى ستتركي هذه العاده !
رمقته بنظرة أستفسار !
فتطوع هو بالأيضاح , أعني تلك العاده التي وبخك عليها عمي مراراً في صغرك,
فقد كنتي كل ماأزعجكي أمراً
تهربي من غرفتكِ , لتنامي هنا !
لم تتغيري يارغد لم تتغيري ملامحكِ , طباعكِ , هي ملامح وطباع تلك المدللــه ثم أبتسم
قلت : جيد بأنك أعترفت أنني لم أتغير ,أخبرني أنت أذن لما تغيرت
أجابني /
لم أتغير سوى أن الدنيا قد دارت وحلت بعض العهود !
ولكن صدقيني
شعرت بأن هناك مصيبة قادمة يريد أخباري بها شعرت بنبضات قلبي تتوقف لبرهه
ووددت أن الزمن يتوقف للحظات
شعور رهيب , لاأستطيع وصفه راودني تلك اللحظات التي لاذ فيها
وائل للصمت وكنت أرقبه ليكمل حديثه
هل كان يريد أن يرتب أحاديثه ! أم أنه متردد !
أقبل نحوي وأمسك بيداي وهو يقول أريد أخباركِ بأمراً , ولكن عديني بأن
لاتحتقريني فقط أريدك أن تفهمينني
وتحكمي عقلكِ قبل قلبكِ
فككت يداي منه ونظرت نحوه وصبري يكاد ينفذ
وأنا أقول مابك! !
بدء القلق واضحاً عليه // وهو يفرك يداه ويفكر
ثم قال : آآآآنا آآآآنا
تزوجت
_ نزل على الخبر كالصاعقه , أقسم لكم بأنني تمنيت حينها أن الزمن توقف قبل أن يخبرني ,
قبل أن ينطق بتلك الكلمة , التي قطعت كل خيوط الامل بذاك
الحلم/ الحب , الذي ظننت تبقى منه شيء بقلبه
_ بكيت بحرقه وبكى هو أيضاً
مسح دموعي بكفاه ضمني نحوه ,, تخلصت من بين يداه وأبتعدت مسرعة
وهو يردد : أحبكِ ومن خلق الكون وأوجدنا أحبكِ رغد لاتتسرعي
بحكمكِ تذكري حب طفولتنا الذي نما بدواخلنا وكبر معنا
_ هتفت والغضب يعلو بوجهي لأريد أن أذكر شيء لاأريد
أخفيت وجهي خلف كفي وانهمرت بالكباء , دارت بي الدنيا ,تحركت خطوة في كل أتجاه , وبلا أتجاه
بعثرت نظراتي , في كل صوب
وأنا أقول
_ بربك مافعلت بك لتجازيني هكذا
أين ذهب حبنا !! !
ماذا فعلت بأحلامنا ! !
شعرت حقاَ أن الأمر كان كالكابوس , الذي جثم فوق صدري ,
عجزت أن أكمل حديثي , فالصدمة ربطت لساني أقترب مني , وهو يحاول أن يكون هادئاً
_ لابل يجب أن تصدقينني
أدرت ظهري عنه , متجة نحو غرفتي , معلنتاً نهاية الحوار بيننا
أمسك ذراعي بعنف ألمني ! ! وأجلسني أمامه وهو يقول لم أنتهي من حديثي بعد
بدء حديثه وهو يقول " ساعدتني كثيراً , بعد وصولي هناك , ضحت بالكثير من أجلي ,
أغرقتني , بجمائلها , كان يجب أن أكافئها فقد أحبتني وأعتنت بي بلا مقابل مني ,
لازمتني وأنا على فراش الموت , أعتنت بي وكأنها قطعة مني
ردت بسخرية وقلت له
_ كلكم هكذا تخونون ,وتكذبون , بعدها تعودون ,وتعتذرون
وتريدون مننا أن نرتمي بأحضانكم وكأن شيء لم يكن
هز رأسه اعتراضا و استنكارا ... ثم رمقني بنظرة حاده ثم قال
_ لاتحاولي أن تستفزيني أحذركِ يارغد
لاأريد أن أخبركِ ماحل بي هناك كي لاتعتقدي بأنني أطلب شفقتكِ
صمت قليلاً ثم أكمل , لن أقول لكِ أنني لم أحببها , فقد كانت لطيفة معي كنسمة الهواء ,
ولكن القدر يسلب مننا كل مانحبه , فرحلت من بيننا بهدوء رحلت وتركتنا
قاطعته أنا بسبب فضولي تركتكم!
_ رد بعد أن رفع صوته
(ولاأعلم مالذي دفعه من رفع صوته هكذا )
- نعم تركتني أنا وعمار
- _ عادت بي الذاكرة إلى الوراء قليلاً
- عمار! ! عمار! ألم يكن هذا الأسم ولم أكمل !
- قال نعم أتذكرين عندما قلنا سنطلق على طفلنا ألأول عمار !
ضحكت !
نعم بعد ماسمعت يمكنني أن أضحك الانرغم حلقات سلسة همومي التي طوقتني منذ عاد وائل ...
وانا اقول ياللسخريه . . ياللسخريه
- نحلم سوياً ولم يخطر ببالي أنك ستحقق كل تلك الأحلام لوحدك
نظر في بنظرة عجزت عن ترجمتها
ثم قال وهو يشير بيده نحوي لاتقاطعينني
عمار هو أبني من هايدي , وهو بالفندق الآن فضلت أن يبقى بالفندق هناك
حتى يستقر الوضع هنا وسأذهب صباحاً لجلبه من الفندق إلى هنا وهذا طلباً من عمي طبعاَ
نهضت وأنا أقول هل أنتهيت من حديثك !
مد يده وتحسس وجهي
فتبللت يداه بالدموع ! أخذ يمسح دموعي , وهو يقول
_ ليتني مت قبل خذلانكِ , أعذريني ياصغيرتي
بحق حبي لكِ أعذريني ,
هتفت به بجنون : أي حب تتحدث عنه يسقي كل هذا الألم والذل !
بعد كل مافعلته بكل بساطة تطلب العفو !
ترى لو كنت انا مافعلت ذاك هل كنت ستعفو عني !
توجهت بنظري إليه وأنا أقول
_ مخطيء ياوائل أن كنت اعتقدت بأن حبي لك سيشفع لك
_ دخلت حجرتي ولم أخرج منها ألا بعد أن أستيقظ الجميع ,
أرتديت ملابسي وأستعديت للخروج ,
وجدت أمي في الصاله وفي يدها قطعة من الصوف تحيكها
سألتني بدهشه إلى أين ذاهبه في مثل هذا الوقت المبكر !
رددت عليها" مشوار ياأمي "
حاولت أمي أن تكبح زمام غضبها وعادت لتسألني ثانية
_ وماهذا المشوار الذي تستيقظين وتستعدين له مبكر هكذا !
_ أردفت أنا بنفس اللهجة والأصرار !
_ قلت لكِ مشوار سأخبركِ عندما أعود ياأمي
أستقبلني هواء الصبح العليل, أستنشقته , في تفاءل ,وأمل ,شقيت طريقي ,ن
حو مكتب الطيران وقطعت لي تذكرة طيران على أول طائرة متجة صوب دبي ,
وفي طريقي مررت على العمل , وقدمت أستقالتي وفي هدوء
تام قبل بها المدير الذي عرف بتدخل بكل مالايعنيه
أترون سخرية القدر حقاً !
حبيب يعود للوطن والأخر يختار أن يغادر بصمت
من كان يظن ان تلك الآمال والأحلام العريضة سوف تنتهي بهذه النهاية !
مرت ساعات وأنا أجول في الطرقات , ولاأعلم مالسبب في هروبي من العودة للبيت باكراً ,
هل كي لاتطاردني الأسئله ! أم كي لا أرى وائل ! كل ماأعرفه أنني بأمس الحاجة
للاستمتاع بشمس "ديسمبر الدافئه "
أتجهت إلى الشاطيء , كل شيء حولي يدعو للهدوء والأسترخاء ,
حتى أمواج البحر كانت هادئة,
شباب وشابات في مثل عمري , يقطعون الهدوء , يتسابقون وتسبقهم
ضحكاتهم المجلجة تعلن عن رغبتهم في الحياه,
شعرت بالألم يعتصر نفسي , لماذا انا دون غيري ! أجلس وحيده !
نظرت إلى البحر وأخذت أتأمل أمواجه !وأتذكر أياماً كانت ,
قضيتها سوياً انا ووائل على هذه الشاطي !
كان الهواء حولي , رطب ومنعش , وصوت امواج البحر تثير في نفسي
شتى الذكريات والأحاسيس ,
الله كم كانت آيام رائعه !
همسات حبنا العذري , ولعب الكوره , التسابق حول الشاطي
نظرت إلى الساعة / ولا أعلم مالذي دعاني للنظر لها حينها
_آوووه الساعه السادسه مساء يجب ان أعود
نهضت وقمت بنفظ الغبار والأتربة العالقة بملابسي , قبل أن أدير
ظهري رأيت أطفال يتسابقون للعب على الشاطيء ,بأقدام حافية وهم يطلقون العنان ,
لعبث الطفولة الكامن في أعماقي حتى كدت أشاركهم مايفعلون
دخلت المنزل فتسابق الجميع لسؤالي عن حالي ! وأين كنت ! إلا أبي الذي كان صامتاً
لاحظت زيادة فرد آه على مايبدو أنه عمار
أتخذت مقعداً وقلت مابكم ! أنا لست بطفلة صغيرة !
_ نظر في أبي وقال صحيح أنكِ لست بطفلة صغيرة ولكنكِ نسيتِ أنكِ فتاه !
ولست بولد يخرج ويعود متى مايحلو له !
ثم مالذي سمعت به ! لما قدمتي أستقالتكِ!
عدلت جلست وتنفست بقوه وأنا أقول : جميل تكفلت مها بنقل الخبر أذاً!
فقلت : صحيح هو ذاك
وأيضاً قررت السفر !!
السفر ! السفر ! السفر ! هكذا ردد الجميع
قلت نعم ألم أقدم على طلب بعثة قبيل مده ! وأتتني الموافقة وأجلت الفكره !
الآن حان وقتها
ردت أمي: ولماذا الآن فقط حانت !ألم تكوني رافضه للغربه !
قلت وأنا اتصنع الهدوء : الظروف لم تكن تسمح بذاك
أمي بنفاذ صبر : ومالذي تغير الآن !
قلت لاشيء سوى أصراري
أقترب أبي مني وجلس إلى جانبي ومسح بيده على رأسي وهو يقول
_ رغد ياحبيبتي لن تستطيعي العيش بمفردكِ
وبأصرار قلت لايأبي سأستطيع,استاء ابي جداً من إقدامي على هذه الخطوة التي وصفها بالتهور ... ألا أنني كنت أراها حلا لابد منه
_( كل هذا ووائل لم ينطق بحرف واحد بعد )
ربماصدمه قراري , خذله , لا اعلم شعوره
مرت الايام السابقه لسفري بهدوءخلال تلك الأيام ...
كنت أتحاشى الالتقاء بوائل قدر الإمكان و لا أنظر أو أتحدث إليه إلا للضرورة
و هو الأخر ، كانت يلازم غرفته هو وعمار معظم الوقت و يتحاشى الحديث معي
وأمي وأبي يحاولان أقناعي بالبقاء
ووفي اليوم المقرر لسفري ,أستيقظت أكثر نشاطاً,أستعديت جيداً,
جهزت مايلزمني ,في حقائبي,خرجت من غرفتي وأنا احمل حقائبي ,
وجدت أمي وأبي ووائل في الصالون يتحدثون , وعندما فتحت باب حجرتي لاذو بالصمت
!مؤكد أنني كنت محور حديثهما وجيههم كانت تبدو ذابلة, لم يظهر بأنهم ناموا جيدا
انزلت مابيدي جانبي وقلت وأنا كمن يطعن نفسه بيده , فقط أدعو لي
قاطعني صوت بكاء تلك الحبيبة أمي ,جريت نحوها وأرتميت في أحضانها قبلت يداها وقدماها
قبلت أبي الأخر, واعتذرت منه بشده لم يتحدث
_أصريت على أن يتكلم , ولو بشيء واحد فقط
أردت سماع صوته قبل رحيلي
ولكنه قال ألم تعدلي عن قرارك!
_ أبي ارجوك دعني أفعل مايجبر ولو القليل من مابقلبي
حملت حقائبي وقبل أن أخرج أتاني صوت الحبيب" وائل " رغد إلى أين !
أتظنين أن ليس هناك من سيقول لكِ لا!
أجبته: ولكنه ليس من شأنك ياوائل!
فأنالست بتلك الشقراء هايدي !ولست بدميتك التي تعلقها بك يجعلها تغلق عيناها عن كل ماتفعل !
جحضت عيناه لشدة الغضب
لم أفهم نظرة عيانه ثم أردف لا يارغد من شأني ذاك!
كانت كلماته تلك آشبه بالتحدي
ونظراته المرعبة وفي الحقيقة جذابه
أكاد أجن من هذا الوائل أن به شيء يجذبني له وأخر يبعدني عنه !!
وبسخرية قلت : لن تستطيع منعي
وبتحد قال : سأستطيع يارغد بحق الحب الذي كانبيننا سأستطيع
_ ثم وضع يده أمامي مانعاً مغادرتي
_ وائل ماذا تريد مني ! هل تريد قتلي أكثر!
_ حسناً يارغد , أنسى الحب الذي كان اليس انا بمكانة أخيكِ!ألا يحق لي أن أمنعكِ
_ من يظن نفسه ! أيظن انه أستعبدني بحبه !
رفعت نظري إليه رغبت في الشجار ولكن عندما التقت نظراتنا لأعلم لما توقفت
تمالكت نفسي بعدها وقلت
وائل دعنا نفترق ونحن باقين على شيء من الحب في قلوبنا
_ قبل أن أخرج ألتفت إلي أبي وأمي وقلت ستشتاق لكما صغيرتكما
_ عندها لمحت بريق الدموع في عينا وائل الذي تراجع إلى جانب الباب
هرعت خارجة وصوت وائل يلاحقني
_ أحُبكِ يارغد , أحُبكِ,بربكِ عودي !
لم التفت نحوه وتابعت سيري وانا احمل حقائبي التي خبأت بأحدها صور وائل
ذاك الحبيب الذي لن أستيطع نسيانه في يوماً ما
رحلت ليست رغبة في الدراسه
بل من أجل الهرب من ذاك القلب الذي لم يكن لي
رحلت
وربما أعود
وربما لا أعود


    رد مع اقتباس