وَحَنَّ النايُ من طَرَبٍ وَشَوقٍ = إِلى وَتَرٍ يُجاوِبُهُ فَصيحُ
ونادت بي الأشواق مهلا فهذه= منازل من تهوى رويدك فانزل
في كلِ رنوةِ طرفٍ هَمسُ أُغنيةِ = نشوا تعددتِ الألوانُ والصورُ
ظمئت إلي نغمات الطيور= وهمس النسيم ولحن المطر
يا قَومُ أُذني لِبعَضِ الحَيِّ عاشِقَةٌ= وَالأُذنُ تَعشَقُ قَبلَ العَينِ أَحيانا
أذوبُ إذا سمعتُ له حديثاً= تكادُ حَلاوَةً فيهِ تَذوبُ
وما العشق إلا عفّةٌ ونزاعةٌ= وأنسُ قلوبٍ أنسُهُن التغزُلُ
صلَّ لكِ الوادي بِرهبةِ ناسكٍ= وضبابِ مبخرةٍ وهامةِ مُطْرِقِ
قالوا و لم نقل
يا أخا البدر سناءً وسنا= رحم الله زماناً أطلعك
من معاني حسنه رقّ العزلْ= في غزال قد غزاني بالنظرٌ
إلهي ، ليسَ للعُشاقِ ذنبٌ= ولا أهلُ الصّبابةِ مُجرِمُونا
وتأمرنا بغضِّ الطّرفِ عنهُ= كأنّكَ ما خلقتَ لنا عُيونا؟!
فبديعُ الحسنِ يُهوى= كيفما كانَ ويُعشق
سدّد السهم وسمّى ورمى= ففؤادي نهبه المفترسِ
يا روضة طالما أجنت لواحظُنا= ورداً جلاه الصبا غضّاً ونسرينا.
إذا انفردت وما شوركت في صفة= فحسبنا الوصف إيضاحا وتبيينا
صفاءٌ ولا ماءٌ ولُطف ولا هَوا= ونورٌ ولا نارُ وروحٌ ولا جسم
هزوا القدود فأخجلوا سُمر القنا= وتقلدوا بدل السيوف الأعينا
يا أُهيلَ الحيِّ رِقُّوا وارحمُوا= مُغرَماً أضحى قتيلَ المُقَلِ
بَحرٌ مِنَ الحُسنِ لا يَنجو الغَريقُ بِهِ= إِذا تَلاطَمَ أَعطافٌ بِأَعطافِ
أساءَ فزادتهُ الإساءَةُ حظوةً= حبيبٍ على ما كانَ منهُ حبيبُ
يَعُدُّ عليّ العاذلون ذُنُوبهُ= ومن أين للوجهِ المليح ذُنُوبُ ؟
الهوى ظالمٌ وأنت ظلومٌ= كيف يقوى عليكما المظلومُ
طيب الكلام جدت علينا به
وقليل أضفناه
وتقبلي تحياتي