بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة و السلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد:
قال الله تعالى : ( إن مع العسر يسراً )
إعلم أيها الإنسان أن بعد الجوع شبع , وبعد الظمأ ري , وبعد السهر نوم , وبعد المرض عافية ,
سوف يصل الغائب , ويهتدي الضال , و يُفك العاني , وينقشع الظلام
( فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمرمن عنده ) .
بشر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال ومسارب الأودية ,
و بشر المهموم بفرج مفاجئ يصل في سرعة الضوء , ولمح البصر ,
بشر المنكوب بلطفٍ خفيٍ , وكفٍ حانيةٍ وادعه .
إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد فاعلم أن وراءها رياضاً خضراء وارفة الظلال .
أيها الإنسان إذا رأيت الحبل يشتد و يشتد فاعلم أنه سوف ينقطع .
تذكر أن مع الدمعة بسمة , ومع الخوف أمن , ومع الفزع سكينة .
النار لا تحرق إبراهيم الخليل , لأن الرعاية الربانية فتحت نافذة ( برداً وسلاماً على إبراهيم ) .
البحر لا يغرق كليم الرحمن , لأن الصوت الصادق نطق ب ( كلا إن معي ربي سيهدين ) .
المعصوم في الغار بشر صاحبه بأنه وحده عز وجل في علاه معنا , فنزل الأمن والفتح والسكينة .