لمــا كــل هــذا الصمــــــــــــت

إنه الصمت المخيف . الصمت المرعب. الصمت القاتل لكل
إبداع وبهجة وروعه في الحياة . الصمت الذي ألقى بالقلوب المفزوعة
في غياهب الظلام الدامس الممقوت الذي لا قاع له

هل هو صمت الخوف أو عدم اللامبالاة
أم هو صمت اليأس أو إدراك الواقع المر
أم هو صمت الجهل أو انعدام الثقة
أم هو صمت الفاقد لذاته المترنح على جادة الوهم
أم هو صمت كرد فعل لغياب الشفافية وتجذر البيروقراطية

إن هذا الصمت المزمن القابع على رؤوسنا القابض على قلوبنا
المتمكن من نفوسنا أضحى واقعا مؤلما لحالنا اليوم .

لن نخرج من سجن الصمت الذي ألجمنا عقودا من الزمن
سواء كان بفعلنا أم بفعل الغير طالما نمعن بنكران الذات .
أو نتعامى عن أحوالنا ولا نتبصر الحقيقة ونبحث عنها

وخير علاج لنتحرر من هذا المرض المزمن المقيت هو الجراءة بالكلمة
الهادفة الموضوعية التي تبني ولا تهدم. تُنير الطريق ولا تطفئ السراج .
تعين ولا تسيء. تُغلِب العقلانية على العاطفة . تُضفي التسامح وتلغي التشفّي .
تَقضي على التعصّب والانغلاق وتفتح القلوب والعقول على الكل بدون استثناء .

يقال إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب
وأقول إذا كان الصمت مرضا فطبيبه الكلمة الهادفة
بدر القايدي