عرض مشاركة واحدة
قديم 15-06-10, 04:13 PM   #1
إداري سابق
 
الصورة الرمزية سعودية

 










 

سعودية غير متواجد حالياً

سعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished road

افتراضي بمناسبة كأس العالم 2010 ,,شاهدوا معي هجرة العقول إلى الأقدام !!!




يقال أن أعلى ( أقدام ) اللاعبين أجوراً في كأس العالم

الحالي ، ميسي بـ 80 مليون يورو ،

رونالدو بـ 75 مليون يورو ،

هيرنانديز بـ 65 مليون يورو ،

أندريس إنييستا بـ60 مليون يورو ! وهكذا نشهد رمي

الأموال والأوسمة والألقاب والتقديرات عند أقدام أولئك اللاعبين !

فاللاعب يحمل على الأعناق ، ويقدر كل تقدير ، ويقدم في المحافل الرسمية ، وتتلهف الصحف

إلى أخباره والقنوات إلى تصريحاته ، ( ما دامت قدماه تعمل

) ، بينما نرى الكثير من العلماء والمفكرين والمبدعين ، لا يعبأ بهم ، ولا

يُتذكرون إلا بعيد وفاتهم ، ولذا حق للعقول أن تفكر في الهجرة إلى الأقدام !

أعتقد لو أن عنترة عاش في زماننا ، ورأى ما يعطى

لـ(رافسي ) وراكلي الكرات من أوسمة ونياشين ومجد

وبطولات ، لفضل الهجوم في الملاعب على

الهجوم في المعارك ، ومقارعة الأهداف على مقارعة

السيوف ، ولو عاش حاتم الطائي ، لفضل أن يكون ضمن

تشكيلة ( الطائيين ) على أن يكون كريماً ، ولو عاش المتنبي

، لفضل ضرب الكرات على كتابة الأبيات ، ولا أستبعد أن يعشق

مجنون ليلى ، الكرة أكثر من ليلى !

تحولت كرة القدم بمصلحاتها إلى أشبه ما يكون بحرب ،

فهجوم ودفاع ، خط وسط وميمنة وميسرة ، هدف وتسلل وضربة جزاء ، طرد وفصل ، تشجيع

وتعصب ، فوز وبطولة ، كلها مصطلحات لا تذكر إلا بالملاعب الدموية !

تعيش البشرية الآن ، كأس العالم 2010 ، وسيُشغل العالم

في تلك القضية العظمى والمعضلة الكبرى ، سينشغل الجرحى عن جرحاهم بمتابعة ركلات

رونالدو ، والفاقدون عن مفقوديهم بأهداف الأرجنتين ، والمصابون عن إصاباتهم بمبارة

الكأس ، وسيقف العالم مشدوهاً ومترقباً للأرجل التي تركل ، والأيادي التي تصفق ‍!

وكعادتنا ، سنضيع عشرات وعشرات الساعات ، لنتابع

المباريات ، وسنتعب أيدينا بالتصفيق وحناجرنا بالصياح ، وسندفع أموالاً لنتابع هذه المباريات

، ولا أدري ما الذي

سيضيرنا إن فازت البرازيل و الأرجنتين ، أو فازت بروكينا فاسو وجزر القمر !


الكل يكسب في هذه المونديالات ، الفيفا واللاعبون

والمحكمون والقنوات الفضائية وشركات الإعلان ، والشركات التجارية وخطوط الطيران ،

وحتى مقاهي الانترنت والأندية الرياضية ، والخاسر الوحيد هو نحن ، نخسر أوقاتنا التي

تضيع هباءاً ، وأموالنا التي تصرف مقابل المتابعة !

وليت المتابعة تقتصر على شوطي المبارة ، لا بل لا بد من

مشاهدة الإعادة وإعادة اللقطات الحاسمة ، والتحليل الرياضي وتحليل التحليل ، وتصريحات

الفيفا واللاعبين ، ومتابعة الصحف الرياضية في اليوم التالي وقراءة مقالات وتحقيقات حول

المباراة ووو ... ولا ننتهي !

أتمنى أن نصل يوماً إلى ثقافة النافع وغير النافع ، أن نهتم

بالنافع ونرمي غير النافع والذي لا طائل منه وراء ظهورنا ، لا أدعو إلى تطليق مشاهدة

المباريات بالثلاث طلاقاً بائناً ، ولكن محاولة التخفيف والترك أفضل ..

أنا لا أطالب بأعالي الهمم ، ولا أقول استبدلوا وقت

المشاهدة بالصلاة أو بقراءة القرآن ، فنفسي أحوج لأن أأمرها بهذا ، لكن أقول إن مشاهدة
[COLOR="red
"]برنامج مفيد أفضل
من مشاهدة أهداف ميسي

كلها ، والجلوس مع الأهل والأصدقاء جلسة خير أفضل من مباراة البرازيل والأرجنتين ، وقراءة كتاب نافع ، خير من

متابعة المونديال كله !
وما أجمل أن نبدل الدور الذي نلعبه ، فبدل أن نجلس

خلف الشاشات ، فلنعش الجو ولنكن نحن اللاعبين ، فعلى الأقل سنجد فائدة ولو قليلة بدل

اللاشيء ..

لمن لم يعجبه كلامي أعلاه ، دعك من هذا الهراء ، واجتهد

في متابعة 64 مباراة ( هذا إن تنازلت عن متابعة ما بعد

المباراة ) ، لكل منها ساعة ونص ، ومبارك لك خسارة 96 ساعة من حياتك !

حين تهاجر العقول من الرؤوس إلى الأقدام ، قد لا ألومها بل أتمنى لها

رحلة سعيدة وهجرةً موفقة ، وعلى الدنيا السلام !


من أروع ما قرأت لي ولكم[/COLOR]




التوقيع :



خلفْ هدوئِيّ ... شقاوه لا تُدركَ ،

وخلفْ غموضِيّ ... وضوحْ لا يُقرأ
    رد مع اقتباس