[table1="width:95%;background-color:skyblue;border:4px double darkblue;"]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتــه
فيا من يضيق صدره من ادعاءات الناس, لا تنشغل بما يقولون و امض في أمرك
: "فمن عرف نفسه لم يضره ما قاله الناس عنه مدحاً أو ذمّا. الناس لن يرضيها شئ "
فلا يسلم من ذم الناس أحد و أهل الصلاح أشد ابتلاءً : إن أنعم الله عليك و اغتنيت قالوا مراء متكبر و
إن زهدت و تورعت قالوا متشدد مكفر و إن اجتهدت و تميزت قالوا في التزامه نظر و إن و إن ...
و لله در القائل :
ضحكت فقالوا ألا تحتشم:::بكيت فقالوا ألا تبتسم
بسمت فقالوا يرائي بهــا:::عبست فقالوا بدا ما كتم
صمت فقالوا كليل اللسان:::نطقت فقالوا كثير الكلم
حلمت فقالوا صنيع الجبان:::ولو كان مقتدرا لانتقم
بسلت فقالوا لطيش بـــــه:::وما كان مجترئا لو حكم
يقولون شذ ان قلــت لا:::وإمعة حين وافقتهم
فأيقنت أني مهمـــــــا أرد:::رضا الناس لابد من أن أذم
ويقول آخر :
من راقب الناس مات غمّاً : : : فاز باللذة الجسور
فالاحري بنا أن لا نتتبع عورات الناس بدءاً و ألا نسيء الظن و نقدر, فلعل ما نرى او نسمع خلاف ما
نظن و لعل لأخيك عذرا و أنت تلوم و تخبر, اما الطامة الكبرى لما ياتي الأذى ممن يدعون الالتزام و
الصلاح و من المقربين لا حول و لا قوة إلا بالله.
فمهما بلغك عن أخيك من سوء حديث فلا تلق سمعا و بادر بالذب عن عرضه لسابق عهدك به.
قال أبو قِلابة الجرمي: "إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس له العذر جهدك؛ فإن لم تجد له عذراً
فقل في نفسك: لعلَّ لأخي عذراً لا أعلمه". "الحلية لأبي نعيم" (2/285)
وكما قال بعضهم: "المؤمنون عذّارون, والمنافقون عثّارون".
و يامن يخوض في أعراض الناس و يقذفهم بالسوء اتق الله واحذر, فالموت تأتي بغتة و النار مثواك لا
مفر, و إنه لحق كما جاء على لسان سيد البشر, إلا من تاب من فعله و استحل ممن ظلمهم و اعتبر,
فعسى الله أن يتوب عليه و يغفر.
بيت القصيد
يا من يخاف من الإقدام في أمره و تأخرَ
ظنا منه انه أخذ بالأحوط ليرتاح و يسلـمَ
من قذف الناس و ذمهم الجارح أو لم تـرَ
أنهم راموك بأكذب الأحاديث و كائدوك دائما
فاستعن بمالك الملك و استخره في أمرك و لن تخسرَ
هذا هدي الحبيب المصطفى و الصحابة بعده و العُلما
فما ندم من استخار الخالق و ثبت في أمره و شـاورَ
من صفى قلبه من كل ضغينة و كان تقيا فقيها عالما
و لا يغرنك الذين يطمسون الحق إذا عارض عُرفا أو أمرا
اعزم على أمرك و توكل على ربك و لن تندمَ
و لا تلومن إلا نفسك إن ضاع منك ما ترجوه و أدبرَ
و أنت في ريبك تترددُ آملا ممن قُيد أن يتقدمَ
الحلال بين فلا تك زاهدا فيما شرع الله و أقرَ
ابتغاء مرضاة الناس فلن تلقى إلا نفورا و ذما
وأيقن انه لن يكون إلا ما شاء الله تعالى و قدرَ
من داوم طرق الباب عسى أن يفتح له و يغنمَ
إن كان صادق الوعد خالص النية للخير مبادرا
و اعلم ان الوصول للمراد يبغي إرادة و حزما
ودمتم بخيــــــــر | [/table1]