كنت اتمنى ان افيدكم بالجديد الذي لم يسبق نشره ولكن لظروف العمل والمرابطه في الحج
اسمحوا لي ان اعود لدفتري الخاص لعملاقنا الشاعر الكبير العم محمد بن احمد المحمادي
رحمه الله وهذا الحوار الجميل مع العين والذي سبق نشره :
ان كان يالعين ما صابك = اسباب انتي جنيتي ذنوب
أول ما تقرأ هذا البيت يتبادر الى ذهنك ان هناك حوار وعتاب بين الشاعر وعينه
وهذا ما حصل فعلا
فقد البصر وكان هناك أمل بسيط لرجوع بصره بعد اجراء عملية رفضها الشاعر
وأصر عليه اقاربه ولكنه رفض حتى مناقشة هذا الموضوع
في احدى الليالي دار حديث مشاعر واحساس بين الشاعر وعينه وتخيل ان العين
تعاتبه على رفضه لاجراء العملية وكأنها تقول له (هل كرهتني ؟)
هنا تحرك الشاعر للدفاع عن نفسه امام هذا الاتهام الموجه له من العين
ولسان حال الشاعر بلهجته الحجازية المميزة كان يردد
(تعاتبني وهي السبب فاللي انا فيه !!)
و كل من يعرف هذا الشاعر يعرف ايمانه وصبره
وخاطب العين معاتبا ومدافعا عن نفسه وناصحا لعينه وصابرا ومحتسبا لحاله
وتاركا الامر لمن خلقه فالامر لله في اوله ولآخره
ان كان يالعين ماصابـك=اسباب انتي جنيتي ذنوب
وعجلك الـرب بعقابـك=بالصبر بلجا مثل ايـوب
ون ردلـك لاتقـدابـك=لعل طرفك عقل ويتـوب
يشفيك قادر من اسبابـك=اللي رجع بصر يعقوب
قدمنا لنا دروس في كسرة
- توجيه وتحديد كان سبب لتعجيل عقاب عزاء مصيبته في الصبر وهو فوز بالاجر
- أمل يشاركه وعدا بتوبة وعدم رجوع لذنب وتحذير في حالة العودة
- من اعطى هو من أخذ وهو القادر والمتصرف وهو الوحيد من يعلم
هل الخير في رجوعها ام الخير في ترك الحال على ماهو عليه
فعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم
- الاثبات على ما يقوله عززه بموقف النبي يعقوب عليه السلام عندما رجع اليه بصره
بعد ان فقده بسبب غياب ابنه يوسف عليه السلام عنه فلم يكن يحتاج يعقوب عليه السلام الا ان يقول الله عزوجل (كن فيكون)