النقد مهارة.. والنقد فن راقِ.. يجب أن نتعلم أصوله وضوابطه كما أنه نفس الوقت يجب أن
نحرر أنفسنا من حب النقد لذات النقد.. يجب وجوباً أن نلتفت إلى أنفسنا طويلاً.. لكي نُصلح
عيوبنا قبل تفكيرنا بإصلاح عيوب الغير فإن أنفسنا والله لشغلاً كبيرا لو عقلنا..
إذا أدركنا الخطوة الأولى التي يجب أن ينطلق منها الإنسان حين نقده وهي تصحيح النية
وتصفية القصد من الشوائب ومن ثم عملنا أنه يحسن بالإنسان ألا يكون النقد مقصده النقد
وهمه الأول والأخير هو التركيز على الأخطاء فثالثاً يجب أن ندرك أن النقد يحتوي على
رسالة.. وكل رسالة منك للآخر يجب أن تحتوي على أمرين أثنين:
الأولــ... التوقيت الجيد!!
الثـانيــ... الأسلوب الجيد!!
إن انتقاء الكلمات والمفردات التي توجهها للآخرين أمر حساس جداً.. ولا يقل حساسية عنه
اختيار التوقيت المناسب لبعث هذه الرسالة.. إن كان لديك ماتود قوله للغير!! فليكن بأحسن
عبارة واللطف مطلوب وبمقدمات طيبة وإياك والتهجم عليه أو لإساءة له بقول .. فإن أقر
بخطئه أو أعترف بذنبه فلا تعنفه أو تجرمه بل افرح برجوعه للحق ولينشرح صدرك بذلك..
قف وتأمل للحظات معدودة أشخاصاً ما أن يذكروا بحضرتك إلا ويتحرك قلبه رغبةً في الاساءة
لهم أو نبزهم ولمزهم وغمزهم وهمزهم..؟؟ حاول أن تغير من هذا التفكير قليلاً.. جرب مره
واذكرهم بخير أو انظر إلى الجانب الطيب فيهم! ألا يكفي فيهم منقبة الإسلام وحق أخوة
الإسلام؟ (إنما المؤمنون إخوه)
أحذر أخي/ اختي.. أن يذكر لك أخ بعيب أو منقصة فتفرح بذلك! بل بادره في الذب عن عرضه
والدفاع عنه تحصل على أجر أخروي وشهادة الخلق لك بالمروءة والشهامة والخلق والنبل.
فلنتعاهد على صفاء السريرة وإظهار الود والتناصح بالمعروف والنقد الصادق.. لنلتفت إلى
أنفسنا كثيراً.. فإن بنا من العيوب مما لو أدركناه لا نشغلنا كثيراً..