عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-09, 01:07 AM   #1
إداري سابق
 
الصورة الرمزية سعودية

 










 

سعودية غير متواجد حالياً

سعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished road

افتراضي فنون المعاتبة .. ومعالجة الأخطاء ’’’


فنون المعاتبة .. ومعالجة الأخطاء000

العتاب والمعاتبة ، من آكد ما يبقي المودة ويُشعر بالرحمة والقرب والألفة.

ولذلك نجد في القرآن الكريم كيف أن الله جل وتعالى كان يعاتب أنبيائه ورسله وعباده الصالحين ..

( عفا الله عنك لم أذنت لهم ..) !

( يا ايها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ..) !!

( عبس وتولى . أن جاءه الأعمى . وما يدريك لعله يزكى ..) !!

وحين نتأمل نصوص السيرة النبوية نجد ايضا كيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحرص

الأمة على الأمة ، فكان يعاتب ويعتب ..

والذي يشد الانتباه ويلفت النظر ، سمو الأدب في آيات المعاتبة والعتاب ..

وتقرأ في طيّات نصوص السنة شدة الحرص والرحمة بالأمة من خلال همسات العتاب ومواقفه ..

ومن هنا وجب على المتحابين بجلال الله أن يرقوا بمعاتباتهم ، وأن تسموا بهم روح الإيمان فتتعانق

الأرواح طهرا وحباً وهي تبلسم بعضها بعضا لتداوي جراحها بيد الإشفاق والعطف والرحمة ..

اتمنى ان نقرأ الكلمات القادمة بعين العقل والقلب معا
تلكم هي الروح السامية بسمو الإيمان..
تلكم هي الروح التي تأسرك بشفافيتها ..
الروح الطاهرة طهر المزن في سماءها ..
الروح التي تجذبك إليها بلطف ..
وتدفع عنك الأذى بحرص ..

تخرج منها الكلمة فتسمع روحك همسها قبل أذنك ..

كأني بها وهي تناغي وتترنم ...
حديث الروح للأرواح يسري : : : فتدركه القلوب بلاعنـــــاء
هتفت به فطار بـــــــــلا جناح : : : وشق أنينه صدر الفضـــاء
ومعدنه ترابي ولكـــــــــــــــن : : : جرت في لفظه لغة السماء
لقد فاضت دموع العشـق منّي : : : حديثاً كان علويّ النــــــداء
فحلّق في ربى الأفلاك حتـــى : : : أهاج العالم الأعلى بكـــائي

إنها ليست معاتبة .. بل هي همسات الروح للروح ..

فهل بلغنا مبلغ الأخوة التي يغبطنا عليها الأنبياء والشهداء والصالحون .؟!

أم أن نفوسنا لمّا تزل ترابيّة الأصل والطموح ؟!

وفي سبيل أن نخطو خطوة نحو السمو ..

وحتى نعيش إخلاء أوفياء أصفياء أنقياء ..

أسطر المساحات ، في فن المعاتبة والعتاب . من خلال

الأولى : كثرة اللوم في الغالب لا يأتي بخير ..

لكن ليس كل اللوم !!،
وإنما كثرة اللوم والعتاب ،

فإنها تنفر منك الصديق ، وتبغّض عليك العدو ..

ومن لا يغمض عينه عن صديقه : : : وعن بعض ما فيه يمت وهو عـــــاتب

ومن يتتبع جاهداً كل عثــــــــرة : : : يجدّها ولا يسلم له الدهر صاحب !!

ثق تماماً أن لحظة كدر في عتاب قد تفسد عليك أخوة دهر !

وتسرع في عتاب .. يفرّق عليك رأس المال ..

واسمع للخادم الصغير وهو يقول : " خدمة في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين لم يقل
لشيء فعلته لم فعلت ، ولا لشيء لم أفعله لم لم تفعل !!

هذا وهو صغير مظنة وقوع الخطأ منه أعظم من مظنتها في كبير واع !!

الثانية : لا تطلب من الآخرين عدم الخطأ .. وإنما اطلب منهم أن لا يستمروا في الخطأ إذا علموه .

هكذا المؤمن ( مفتّن توّاب ، إذا ذُكّر تذكّر ) ..

( ولو لم تذنبوا لذهب الله تعالى بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون ) !!
تلكم هي سنة الله ..

ولتتجلّى في خلقه معاني أسمائه وصفاته ..

وهكذا ينبغي أن نقبل الآخرين .. على أنهم بشر يخطئون ..

اقبل أخاك ببعضه : : : قد يُقبل المعروف نـــزرا !
واقبل أخــاك فإنه : : : إن ساء عصراً سرّ عصراً

فإنك إن لم تكت كذلك أوشكت أن تشق على الناس أو تهلك نفسك
الثالثة : اختر الكلمات اللطيفة في العتاب والمعاتبة ..

لا تقبّح ، أو تسب أو تشتم ..

فالمؤمن ليس بالطعّأن ولا اللعان ولا الفاحش البذيء !

وفي الحديث الصحيح " والكلمة الطيبة صدقة .."

فكيف تراها تكون هذه الكلمة طيبة ؟!

بعبارات التلاوم والذم والشتم وجرح المشاعر ؟!!

أم ترى أن للكلمات أنوار إذا برقت بروقها أنارت فؤاد المستمع !
الرابعة: ما كان الرفق في

شيء إلا زانه ..
الرابعة : لا تعيّر ..!!



المسلم يحب الله ، ويحب طاعة الله ، وهو كذلك يبغض معصية الله ومن يقارفها ؛ فالمؤمن يمتلك قلباً
مرهفا ونفساً جيّاشة لاتملك الحياء مع من يجترىء على محارم الله ، فالحب في الله

والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان .

لكن من الناس من يشتط فبدلاً من بغضه للمعصية وصاحبها ،يعيّر المذنب ويتعالى عليه ، !!!

جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أن رجلاً قال : والله لايغفر الله

لفلان .وإن الله تعالى قال : " ومن ذا الذي يتألّى عليّ ألاّ أغفر لفلان ، فإني غفرت له وأحبطت عملك .."

ومرّ أبو الدرداء رضي الله عنه على رجل قد أصاب ذنباً فكانوا يسبّونه فقال : أرأيتم لو وجدتموه في

قليب ألم تكونوا مستخرجيه ؟

قالوا : بلى . قال : فلا تسبوا أخاكم واحمدوا الله الذي عافاكم ؛ قالوا : أفلا تبغضه ؟

قال : إنما أبغض عمله ، فإذا تركه فهو أخي ، !!

فمتى تسمو نفوسنا لتبلغ ما بلغه أولئك الأطهار ..

أخي / اختي ..
هبني أسأت كما زعمت : : : فأين عاطفة الأخـــــــوة

أو إن أسأتَ كما أسأتُ : : : فأين فضلك والمروّة ؟!

" إن الله رفيق يحب الرفق "

" وإن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق .."!
يدخل أعرابي المسجد فيبول في ناحية منه ، فيغضب عليه بعض الصحابة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينهاهم عن فعلهم هذا

حتى فرغ الأعرابي ، ثم يناديه حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول له :" ياهذا إن المساجد ما بُنيت لهذا "

كلمات بسيطات ، تخرج في رحمة وإشفاق ، فتلامس شغاف رجل البادية فيرفرف قلبه حبوراً ويقول في
ذهول :" اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحداً "!!

أرأيتم كيف كان الرفق بريد رحمة
!!




التوقيع :
    رد مع اقتباس