عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-09, 10:11 AM   #1
إداري سابق
 
الصورة الرمزية سعودية

 










 

سعودية غير متواجد حالياً

سعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished roadسعودية is on a distinguished road

افتراضي العــــــــــــادة المــــــفقودة......

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد


يقول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه (( أول ما تفقدون من دينكم الخشوع ، وآخر ما تفقدون من دينكم

الصلاة ، ورُبّ مصل لا خير فيه ، ويوشك أن تدخل المسجد فلا ترى فيهم خاشعا )) .

إنها العبادة المفقودة فعلا ، إذ ترى كثيرا من المسلمين يؤدون العبادات بصورة جافة لا خشوع فيها ولا

تذلل ولا تلذذ ، وربما يقرأ الإنسان كتاب الله فلا تذرف له عين ، أو يصلي فلا يرق له قلب ، أو يرفع

يديه للدعاء دون وعي وتدبر .

بل لربما تدخل المسجد فترى بعض المصلين تحملق أعينهم شرقا وغربا ناظرين ( وهم في صلاتهم )

إلى المارة ، وبعضهم تجده يبتسم وهو يصلي لأنه تذكّر موقفا طريفا .

هذا بالإضافة إلى شرود الذهن الذي ابتلي به كثير من المصلين وقارئين القرآن ، حتى لو أنك سالت

أحدهم عن السورة التي قرأها في صلاته لما تذكر ، وإذا سألته عن عدد الركعات التي صلاها الإمام ،

أزاد أم أنقص ، لما تذكر ، ولذلك لو أخطأ الإمام في صلاة فزاد ركعة أو أنقص لوقف كثير من المصلين

حائرين شاكّين في أنفسهم ، ذلك لأن عقولهم في مكان آخر غير مكان الصلاة .

إن الخشوع هو علاقة القلب وارتباطه بخالقه ، ولذا يقول الجنيد : الخشوع تذلل القلوب لعلام الغيوب .

ويقول حذيفة بن اليمان : إياكم وخشوع النفاق ، قالوا : وما خشوع النفاق ؟ قال : أن ترى الجسد

خاشعا والقلب ليس بخاشع .

والسؤال الذي يطرح نفسه هو : كيف نربي أنفسنا على الخشوع ؟ يكون ذلك بطرق كثيرة منها ما يلى .

- أن تدعو الله تعالى أن يرزقك الخشوع .

- أن تكثر من الطاعات (( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم )) محمد : 17 .

- الابتعاد عن المعاصي (( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )) المطففين : 14 .

- مجاهدة النفس وحصر الذهن ، والتركيز عند القراءة .

- تعلم تفسير القرآن ، إذ أنت أقدر على تدبر ما تفهم معناه .

على قدر علم المرء يعظم خوفه *** وما عالم إلا من الله خائف

- تصنّع الخشوع من غير نفاق أو رياء ، وذلك عندما تكون بمفردك ، فكما أن العلم بالتعلم والحلم

بالتحلم ، فإن الخشوع بالتخشع .

- كسر العادات وتغييرها ، كأن تغير السور التي تقرأها بعد الفاتحة أثناء الصلاة ، أو تغير مكان

القراءة ، أو زمنها ، أو طريقة الجلوس ، أو اللبس ، أو غير ذلك .

- تحسين القراءة والتغني بالقرآن من غير ميوعة ، فقد ورد في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى

الله عليه وسلم يقول (( ما أذن الله ما أذن ( أي ما استمع الله ما استمع ) لنبي حسن الصوت ، يتغنى

بالقرآن يجهر به )) .

نسأل الله أن يعيد إلينا هذه العبادة الغائبة المفقودة ، وأن يجعلنا وجميع المسلمين من الخاشعين

القانتين .


وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين




التوقيع :
    رد مع اقتباس