|
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهده فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . . . أما بعد :
قال الله تعالى: {إنَّ الله يأمرُكُم أن تُؤَدُّوا الأماناتِ إلى أهلها
وإذا حَكمتم بين النَّاس أن تحكُموا بالعدلِ إنَّ الله نِعِمَّا يَعظُكُم به إنَّ الله كان سَميعاً بَصيراً(58)}
قال الله تعالى: {إنَّا عَرَضْنَا الأمانَةَ على السَّمواتِ والأرضِ والجبالِ
فأبَيْنَ أن يحمِلْنَها وأشفَقْنَ منها وحمَلَها الإنسانُ إنَّه كان ظَلُوماً جَهُولا
(72)}
وقال اللة تعالى :
{ياأيُّها الَّذين آمنوا لا تخونوا الله والرَّسولَ وتخونوا أماناتِكُمْ وأنتم تعلمون(27)}
أشار الله تعالى إلى ثقل الأمانة وعظم مسؤوليتها حيث رمز إلى أن لها وزناً معنوياً لا تستطيع السموات والأرض والجبال الرواسي أن تحمله
لأنها تتعلَّق بأداء الحقوق إلى أصحابها سواء منها المادية أم المعنوية.
إن من أسباب التفريط في الأمانة ضعف الوازع الديني لدي كثير من الناس
فلو كان هناك وازع من الدين يردع صاحبه ويزجره كلما هم بالتفريط
فيما أوكل إليه من أمانة لعاشت الأمة في خير عظيم
ينبغي على الإنسان أن يدرك عظم الأمانة المنوطة به قبل أن يتعهَّدها
حتَّى يحسن تقدير تبعاتها، ويعمل على حفظها فأيُّ إساءة بتأديتها تخلُّ بإيمانه بالله ورسوله
والناس هنا ينقسمون الى فرقين
فريق يقصِّرفي حمل الأمانةفيفشل في الامتحان ويخسر نفسه
وفريق يحملها بعزم وصلابة ويصل إلى المعرفة العميقة بالله
ويهتدي لنواميسه في مخلوقاته، فيطيعه الطاعة الكاملة بإرادته الكاملة
وهذه ميزة الإنسان المؤمن الفاضل على كثير ممَّن خلق الله لذلك كان محلَّ التكريم
الَّذي أعلنه الله تعالى في قرآنه الكريم
حيث قال سبحانه:
{ولقد كرَّمنا بني آدمَ وحملناهُمْ في البرِّ والبحر
ورزقناهُمْ من الطَّيِّباتِ وفضَّلناهُمْ على كثيرٍ ممَّن خلقنا تفضيلاً} (17 الإسراء آية 70).
فالأمانة سِمَةُ الأبرار والأطهار الَّذين سمعوا تعاليم الله ووعوها
فروَّضوا أنفسهم على النهوض بتكاليف الرسالة السماوية فلا تصرفهم عن غايتهم نزغات الشيطان أو وساوس النفس الأمَّارة بالسوء أو فتنة الدنيا بشتَّى إغراءاتها.
أمَّا الخيانة فهي سِمَة الكفَّار والفجَّار
الَّذين شغلتهم احتياجات وجودهم الجسدي المحسوس عن حياتهم الروحية
فهم في شغل دائم لإروائها لا يفرِّقون في ذلك بين حلال ولا حرام
ولا بين عدل أو ظلم فخانوا بذلك أمانة الله وخانوا أرواحهم
بحجبها عن نور الله وخانوا قلوبهم بإهمالها فعبثت بها الشهوات
وعشَّشت في زواياها الذنوب والأهواء
فكانوا من الخاسرين الَّذين خسروا نعيم الآخرة، فَحَسْبُهُمْ جهنَّم وبئس المصير.
فليحذر المسلم من عاقبة ذلك فالعاقبة وخيمة
والخاتمة سيئة والعياذ بالله
الأخت الفاضله /حنين الحربي
السـلام عليكم
بارك الله فيك على جهودك الرائعه ...
وجزاك المولى خير الجزاء ....
ولاحرمك المولى أجر ما كتبت ..
وغفر الله لك ولوالديك ..
حفظك الله
.
|