ثلاث أعجوبات رأها الإمام الشافعي رحمه الله
أنقل لكم هذه الأعجوبات الثلاث جزى الله كاتبها وشارحها خير الجزاء ..
(( قال الفقيه علي بن محمد عمر الرازي:سمعت أبا عمر غلام ثعلب سمعت أبا القاسم بن بشار الأنماطي المزني سمعت الشافعي يقول:
رأيت ببغداد ثلاث أعجوبات:
رأيت بها نبطياً يتنحى علي حتى كأنه عربي وكأني نبطي!!!
ورأيت أعربياً يلحن حتى كأنه نبطي!!!
ورأيت شاباً وخطه الشيب فإذا قال حدثنا قال الناس كلهم:صدق.
قال المزني:فسألته،فقال:
الأول:الزعفراني،
والثاني: أبو ثور الكلبي،وكان لحاناً،
وأما الشاب فأحمد بن حنبل )).
من مقدمة (المسند) للشيخ أحمد شاكر-رحمه الله-(94).
( 1 ) الزعفراني
رجل أعجمي لكنه في النحو أعجوبة فإذا تكلم فيه كأنه عربي
و كأن الشافعي ـ و هو من قريش خيار العرب و أفصحهم و هو من هو
في اللغة ـ يصير إلى جانبه أعجميّـًا ..
( يتنحّى علي ) : أي يبارزني و ينافسني في النحو ..
( 2 ) أبو ثور الكلبي
و أعجوبة أخرى في النقيض من هذه : رجل عربي لكنه يلحن
في كلامه حتى كأنه ليس بعربي و هو أبو ثور الكلبي ..
و ذلك في زمانهم حيث كان اللحن من العربي من أغرب الأمور
و أعجبها و أما الآن فلا نرى إلا النبط و الله المستعان ..
( 3 ) أحمد بن حنبل
و أما الأعجوبة الثالثة التي رآها الإمام فهي ما ذكر من حال الإمام
و ذلك جلي لا يحتاج إلى مزيد كلام ..
( وَخـَطـَه ُالشـيبُ ) : أي ظهر عليه شيئا ..
و هو شاب فذلك دليل على الجذوة المشتعلة في قلبه رضي الله عنه
من العلم و الخشية و كمال العقل و كد الذهن ..
و في الحديث " شيبتني هود و ..... " الحديث ..
و كما قال التهامي ( من بحر الكامل ) :
و تلهب الأحشاء شيب مفرقي ***** هذا الضياء شواظ تلك النار
أعجبني فنقلته لكم .