مساءكم سكر :
في الصغر .. لم أختر أن أكون شاعراً .. !! ولو عادت الايام والسنين لكسرت يدي قبل أن أكتب أول قصيدة .. !! لأن الشعر كما أراه أولى الخطوات الى ( العذاب ) ..البعض لايملك القدرة على كتابة شطر واحد .. ربما لإنه لايجد مايحرك مشاعره ..!!
وحين يجده يفعل اشياء أخرى مماثلة كالرسم أو الجلوس وحيدا على شاطيء بحر أو بالقرب من نار أوقدها ( لتطفىء مشاعر الحزن ) فأوقدتها من جديد ...!!
واسوأ من ذلك كله ألا تجد ماتفعل ... سوى البكاء أو البقاء طويلا ( مسدود النفس ) ...!!
ترى لماذا نحن العرب ( عشــــاق بدرجة إمتياز ) ..!! و(شعراء بمرتبة الشرف ) ..!!
هل لأن ثمة حاجز ديني وأجتماعي يفصل بين العاشق والمعشوق ..!! مما يستدعيه لإفراغ شحنات ( عاطفية ) مهولة على الورق وربما على الخد ...!!
الكل يجزم يقينا ً أن المجنون ( قيس ) كان من الممكن ألا يكتب حرفا واحدا على شاكلة :
أمر على الديار ديـار ليلـى= أقبَل ذا الجدارا وذا الجدارا !!
وماحب الديار سكـن َ قلبـي = ولكن حب من سكن الديارا !!
ولا أبحرنا معه حين نزف شعرا :
قضاها لغيري وأبتلاني بحبهـا= فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيـا
فيارب إذ صيرت ليلى هي المنى= فزني بعينيها كمـا زنتهـا ليـا
لو ألتقى بليلى ...!! تلك التي هاااااام من أجلها ...حتى ألفته السباع والوحوش ..!!
ولا رددنا بنشوة المحب حين قال عنترة العبسي :
ألا ياعبل قد عاينـت فعلـي= وبان لك الضلال من الرَّشاد
وإن أبصرت مثْلي فاهجريني= ولا يلحقك عارٌ مِن سـوادي
وإلا فاذكري طَعني وضربي= إذا ما لَج قَومك في بِعـادي
لو أن هذا العاشق الاسطورة عاش لو لحظة مع أبنة عمه عبلة ..!! تلك التي ( أولدت ) في دواخله الشعر فأقترف الجمال حرفا حرفا ...!!
غريب أمر هذا الشعر .. ياتي حين نفتقد من نحب ...!!
لإنه يشعرنا كل مرة أن المكان لايتسع كل مرة وكل مرة إلا لاثنان فقط ...
أما قلت لكم في البدء أنني أكره الشعر ...!!
ترى هل تشاركوني نفس الشعور . . . !!