بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
وبعد .
هذه سلسلة - من كلام سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين .
لعلها أن تكون نبراساً لنا وضياءً في طريقنا الذي سلكناه إلى الله جل وعلا .
فلعل قارئ لها أن يهتدي بكلماتها فتشعل فيه فتيل الطاعة وتزيد من عزمه وتشد من أزره .
وأسأل الله أن يجعل ما نكتبه وتسطره أيدينا في موازين الحسنات .
وأن نعمل بها قبل إخواننا .
وأن تنفعنا وإخواننا .
والحمد لله رب العالمين .
=================================
1 ))))) *****
يقول ابن الجوزي رحمه الله تعالى :
في كتابه القيم - صيد الخاطر (( وهو الكتاب الذي سوف أعتمد عليه في الكثير من نقولاتي )) - :
(((( من تفكر في عواقب الدنيا ، أخذ الحذر ، ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر .
ما أعجب أمرك يا من يوقن بأمر ثم ينساه ، ويتحقق ضرر حال ثم يغشاه !
وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه .
تغلبك نفسك على ما تظن ، ولا تغلبها على ما تستيقن .
أعجب العجائب سرورك بغرورك ، وسهوك في لهوك ، عما قد خُبئ لك .
تغتر بصحتك وتنسى دنو السقم ، وتفرح بعافيتك غافلاً عن قرب الألم .
لقد أراك مصرع غيرك مصرعك ، وأبدى مضجع سواك قبل الممات مضجعك .
وقد شغلك نيل لذاتك عن ذكر خراب ذاتك :
كأنك لم تسمع بأخبار من مضى *************** ولم ترى في الباقين ما يصنع الدهر
فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم ************** محاها مجال الريح بعدك والقبر .
كم رأيت صاحب منزل ما نزل لحده حتى نزل ! .
وكم شاهدت والي قصر وليه عدوه لما عزل !.
فيا من كل لحظة إلى هذا يسري ، وفعله فعل من لا يفهم ولا يدري :
وكيف تنام العين وهي قريرة ؟ *************** ولم تدر في أي المحلين تنزل ! .
=============================
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتاب (( صيد الخاطر )) :
2 ))))))) ***********
(( الواجب على العاقل أخذ العدة لرحيله ، فإنه لا يعلم متى يفجؤه أمر ربه ، ولا يدري متى يُستدعى .
وإني رأيت خلقاً كثيراً غرهم الشباب ، ونسوا فقد الأقران ، وألهاهم طول الأمل .
وربما قال العالم المحض لنفسه :
اشتغل بالعلم ثم أعمل به ، فيتساهل في الزهد بحجة الراحة ، ويؤخر الرجا لتحقيق التوبة .
ولا يتحاشى من غيبة أو سماعها ، ومن كسب شبهة يأمل أن يمحوها بالورع ، وينسى أن الموت قد يبغت .
فالعاقل من أعطى كل لحظة حقها من الواجب عليه ، فإن بغته الموت رؤي مستعداً .
وإن نال الأمل إزداد خيراً . ))))) اهـ .
=================
3))))))))))**********
((( شتم رجل عدي بن حاتم -رضي الله عنه - فلما فرغ من مقالته قال :
إن كان بقي عندك شيء فقل قبل أن يأتي شباب الحي .
فإنهم إن سمعوك تقول هذا لسيدهم لم يرضوا )) .
==============
4 ))))))) ***********
((( دخل عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - المسجد ليلة في الظلمة :
فمر برجل نائم فعثر به - أي تعثر فيه - فرفع الرجل رأسه وقال :
أمجنون أنت ؟
فقال عمر : لا
فهم به الحرس .
فقال عمر :
مه ، إنما سألني أمجنون ؟ فقلت : لا .))) .
===============
5 ))))))) **************
((( لقي رجل على بن الحسين رضي الله عنهما ، فسبه ، فثارت العبيد .
فقال :
مهلاً ، ثم أقبل على الرجل فقال :
ما سُتر عنك من أمرنا أكثر ،
ألك حاجة نعينك عليها ؟
فاستحى الرجل .
فألقى - أي علي - عليه خميصة كانت عليه ،
وأمر له بألف درهم ،
فكان الرجل بعد ذلك يقول :
أشهد أنك من أولاد الرسول )))) .
======================
وهذه أهديها لمن ينقل السب بين الناس للوقيعة بينهم .
6))))))) ***********
(((( قال رجل لوهب بن منبه - رحمه الله - :
إن فلاناً شتمك .
فقال :
ما وجد الشيطان بريداً غيرك ؟! )))).
==============================
من كتاب مختصر منهاج القاصدين