كنت مع بعض أفراد العائلة الكبار .. في ( غرفة الجلسة ) و كل منهم مشغول بما في يديه .. أكبرهم يتصفّح الجريدة .. ( و سأسميه الكبير هنا ونشير اليه بلون الازرق) و الآخر يتابع التلفزيون بدون صوت .. و هي ترتل القرآن بصوت منخفض .. و إثنين صغار يلعبون و يريدون مني أن ألعب معهم أو أرسم لهم أو أسليهم بشكل أو بآخر ..
الكبير ( و هو يتصفّح الجريدة و تغطي وجهه ) : يا ولدي متى حنفرح بك الله يهديك ..
أنا: لما ربنا يكتبها ..
الكبير: ليش ما تبغى أمك تشوف لك عروسة ؟ ليش كل مرّة تعطيها شروط غير و تحيرها ؟
أنا: الحكاية براحتي و كيفي .. ولا !
الكبير: إنته عارف الزواج نصف الدين .. و ستر .. و تلاقي ونيس جنبك .. و الزواج من سنن النبيين ..
أنا: دقيقة .. دقيقة .. سنن النبيين ؟
الكبير: إيوه .. الزواج من سنن النبيين ..
أنا: طيب .. لحظة لو سمحت .. خلينا نشوف ..
الكبير في هذه اللحظة طوى الجريدة و بدأ الحوار وجهاً لوجه .. و حسيت إنه يبغى يزوجني و يخلص .. و بدأ كل الموجودين في الغرفة ينتبهون لهذا الحوار ..
الكبير: هات .. إيش عندك ؟
أنا: سيدنا آدم عليه السلام .. أمّه أختارت له حواء ؟ شافتها في فرح ؟
الكبير: سيدنا آدم ماله أم يا ولدي !
أنا: يعني أمّه ما أختارت له عروسة ؟؟؟
الكبير: صحيح ..
أنا: سيدنا نوح أمّه أختارت له زوجته ؟
الكبير: !!!
أنا: طيب .. سيدنا إبراهيم .. أمّه أختارت له زوجته ؟
الكبير: !!!
أنا: طيب .. سيدنا موسى عليه السلام .. أمه أختارت له ؟
الكبير: أتزوج و هوه بعيد عن أمّه !
أنا: طيب سيدنا عيسى عليه السلام .. أمه كانت معاه طول الـ٣٣ سنه قبل رفعه .. أختارت له زوجة ؟
الكبير: ما حصل !
أنا: طيب سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .. أمه أتوفيت من صغره .. لكن هل قامت أي امرأة بمقام أمّه و أختارت له زوجة … من بين كل زوجاته أمهات المؤمنين .. هل تزوج أي زوجة بوصاية و إختيار من أي أحد ؟؟؟
الكبير: لأ !
أنا: طيب .. الصحابة رضي الله عنهم .. هل تعرف أي واحد منهم أمه أختارت له زوجته ؟
الكبير: !!!
أنا: طيب .. التابعين ؟ أي واحد منهم أمه شافت له زوجة في فرح ؟ و أتزوج بناء على إختيار أمه ؟
الكبير: !!!
أنا: طيب .. السلف الصالح .. تعرف أي منهم أمه أختارت له زوجته ؟
الكبير: ! تعجب واحده تكفي
أنا: طيب ..
دحين .. ما دام لا الأنبياء و الرسل .. ولا الصحابة .. ولا التابعين .. و لا السلف .. اتزوجوا بهذه الطريقة العجيبة الغريبة .. ليش تبغوا تزوجوني بهذه الطريقة ؟ و كأنها الطريقة الوحيدة المقبولة للزواج ؟ بينما ما سواها ولا نبي و لا صحابي ؟
الكبير: ها يعني كيف تبغى تتزوج و تلاقي عروسة ؟؟؟؟؟؟!
أنا: زي الأنبياء !
الكبير: ما فهمت ! كيف يعني ؟
أنا: زي ….. ما ….. أتزوجوا ….. الأنبياء !!!!!
بعد هذه الجملة .. عاد الكبير لفرد الصحيفة و غطّى بها وجهه بالكامل و اعتبر أن موضوع الزواج من الأفضل أن يغلق للأبد .. و عادت هي ترتل القرآن .. و عاد هو بتابع التلفزيون في صمت !
نظر إلى الصغيران المتابعان للحوار من بدايته .. نظرة مبتسمة تقول ( أحسنت ) .. و نحن في صفّك ..
فقلت لهم على مسمع من الجميع :
أنتم صغار ..
لكن حاولوا دائما التفريق بين ( سنن النبيين ) و ( سنن السعوديين ) !
ابي رايكم في هذا المقال
تحياتي
منقول من الايميل بتصرف