تعد السياحة مصدرا هاما للدخل القومي في العديد من البلدان ان لم يكن جلها وقد تعالت اصوات تنادى بتوجيه السياحة الى الداخل لضرورات متعددة ، استعرض هنا في يوميات رحلة سائح من الداخل نستعرضها بايجابياتها وسلبياتها على امل ان نصل الى مناقشة الامر بموضوعية من الممكن ان تؤثر سلبا او ايجابا على قرارتنا خلال العطلة الصيفية هذا العام .
اترككم مع يوميات هذا السائح
نبدأ باسم الله الحلقة الاولى :
اجتمعت الأسرة ذات مساء لإعداد برنامج للإجازة الصيفية وبعد عدة مشاورات توصل الجميع الى ان تكون الإجازة سياحة داخلية في ربوع الوطن الحبيب لاعتبارات متعددة ، وما ان حان الأسبوع الأول من الإجازة الا وحزم الجميع حقائب السفر مقررين ان تكون وجتهم الاولى الى مكة المكمة لاداء مناسك العمرة والتطوف بالبيت العتيق واخذ جولة على الأماكن المقدسة هناك ، ادى الجميع مناسك العمرة وعند البحث عن سيارتهم لم يجدوها ، بحث الجميع يمنه ويسرة فكانت الحيرة سيدة الموقف وامتطى الجميع سيارة اجرة للبحث عن مسكن وبعد جهد جهيد والتنقل من فندق الى اخر كانت الاسعار منفرة للبقاء حتى ولو ليوم واحد وخانقة لاتتناسب ابدا مع الخدمة السكنية المقدمة فلم يكن بدا من القبول بشقة متواضعة نتنة الرائحة متهرئة الأثاث .
ذهب رب الأسرة ليكمل رحلة البث عن السيارة وبعد عناء جهيد ظفر بها في حجز للمرور ، و مر اليوم الأول وبدا اليوم التالي فرغب الجميع التوجه الى الأماكن المقدسة في مكة المكرمة فكانت عرفات الوجهة فتجول الجميع في شوارعها الفسيحة الا ان عدم وجود مراكز إرشادية تعريفية او مايعرف بالمرشد السياحي كان الحلقة المفقودة في الجولة فكانت معلومات مرتجلة من رب الأسرة جلها خاطئة لبقية أفراد الأسرة ،
انتهت رحلة اليوم الثاني وذهب الجميع الى تلك التي تسمى شقة سكنية فعجل سوء حالها بقرار السفر فجر اليوم التالي الى المدينة المنورة وتوكل الجميع على الله ممتطين مركبتهم الى يثرب .
وصل الجميع ضحى الى المدينة حيث مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد استفاد رب الاسرة من اخطاء مكة واستاجر موقفا لمركبته ولم يجد السكن افضل سعرا من مكة فكانت غرفتين ومنافعها بـ 450 يوميا خلاف اجور الهاتف . وبخدمات اقل المتواضعة . وبقرار من معالي وزير التجارة !!!
تجول رب الاسرة محتضنا ضاما ابنه وابنته ذات الاحد عشر ربيعا الي جنبه بمنظر ابوي حان بهيج بالجوار فصاح به فتية لايلبسون العقال قصيري الثياب : الى تستحي يارجل !!!
وصاح الاخربالفتاة متأففا : غطي وجهك الله لايبارك في ابليسك !! وصاح الاخر : هذا أكيد شيعي او علماني !!!
وقال الاخر : سيماههم في وجوههم اني لا أراه إلا رويبضة !!! وقاطعه اخر : ... انه ممن يسبون صحابة رسول الله ويفترون على زوجاته امهات المؤمنين !!! ، ونهض اخر فقال : لمذا يأتي مثل هذا ويسمح لهم بدخول المشاعر المقدسة وهم ممن يكرهون الهيئة والدين لتعم الرذيلة وينشرونها ....الخ
وقف الرجل مشدوها وأسرته . متعجبا محتقنا من الذي يسمع ويرى !!
نظر الى الرجل ابناءه حيرى فقال لألئك الفتية الله يهديكم وهل دخلتم الى قلبي حتى تعرفون هل انا ممن ذكرتكم !!!
هداكم الله يا أبنائي . رد احدهم بجلافة ودخل في حوار متزمت ليس هنا مقامه .
واصل رب الاسرة مسيره في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى زار قبر الرسول عليه افضل صلوات الله وسلامه وقبر صاحبيه رضوان الله عليهم فوجد فتية لايقلون حالا عن اصحابهم ينهرون الناس بما لا يليق !!
سأل الرجل احدهم من هؤلاء فقال انهم شباب محتسبين !!! ومن تلقاء أنفسهم !!!
تعجب الرجل اكثر ومضى وأسرته !!
كانت رحلة المساء في شوارع يثرب مختتمة بمخالفة مرورية عكس شارع خطأ بتسع مائة ريال وتعهد بمراجعة إدارة المرور لتنفذ التوقيف لمدة 48 ساعة !!!
ذهب الاب صباح اليوم التالي الى ادارة المرور لمعالجة المشكلة وعندما شرح الامر لموظف الاستقبال توجه به إلى حيث مناوب الحجز دون نقاش لتنفيذ التوقيف دون اكتراث بوضعه وأنه سائح !!!
بعد توسلات سمح له المناوب بإبلاغ أسرته ،
اتى المساء فرغب الابن والابنة في وجبة عشاء من مطعم مجاور فاصطحب شقيقته وما إن خرجا إلا والأعين تترصدهم ، أعين لها غرض ، وأعين لها غرض ، وأعين لها غرض !!!!
بعد غدا نكمل الحكاية بإذن الله