في الصبر
ويحفظ لنا الزمن في ذاكرته الواعية ، عبر الأجيال المتعاقبة تراث السلف الخالد معبراً في صدق عن التجارب التي عاشها الآباء والأجداد ، وكما استخلصها الحكماء من واقع الحياة المعاش ، صاغها الشعراء في قوالب فنية ليسهل حفظها ورايتها وليتمثل بها في الواقف التي تطابق ما عبرت عنه في الماضي عند استنتاجها وصياغتها أول مرة .
وهكذا نجد نصوصاً كثيرة في الصبر قد لا نلم بها جميعا في هذا الجزء ، ولكننا نورد منها ما سنجد فيه الكفاية في هذا الموضوع
الصبر عند العرب مر وعند العوارف شجاعة
واشريه يا زايد العقل ليا ريت مهبول باعه
*
الصبر ياخالق الصبر والصبر للحر زينا
وكمّن عبد مملوك وتالي ملك مالكينا
*
الصبر حمله ثـقيله وما يقدره من يوالي
كان غير بو عقل رزام وقبله وسيع الجوالي
*
الصبر هو طب لوجاع والصمت يقهر العادي
واللي ترك باب لطماع وتحبه جميع لعبادي
*
لسعاد ما هي بلجهاد ولا هي بكبر الجهامه
ولا صايبه فرّغت زاده ولا صبر عقبه ندامه
*
الحمد راحه والقناعة حصه والصبر كيفه ما هناكش نصه
*
صبرنا وجى صبرنا خير واللي قسملك تناله
وحبيـبك ليا كان يبغيك هو اللي يقولك تعالى
*
ياعين كوني صابره وعزامه والصبر حكمة والفرج قدّامه
*
صبرنا لحكم الله غصبن عنا ودرنا لهن ليام كيف يبنّا
*
ابنادم ليا ضاق صدره ولو جاع ما طاق دواهم
ليام تمرض وتبره والصبر هو دواهم
نعم – وهل هناك أمرّ من الصبر ؟ .. ولكن عاقبته حميدة لمن يقدر عليه ، فهو كما جاء في نصوص كثيرة صاغها الشعراء وتناقلها الرواة وانتقلت من جيل إلى جيل عبر أحقاب الزمن الطويلة حتى وصلت إلينا في هذا العصر وربطتنا بالسلف ، ولم تتغير ولم ينسها الزمن .
وفى النصوص التي أوردناها :
الصبر عند العرب مر وعند العوارف شجاعة
واشريه يا زايد العقل ليار ريت مهبول باعه
وصف الشاعر الصبر بأنه شجاعة ، وحث أصحاب العقول الكبيرة بالحصول عليه بأي ثمن "
اشريه يازايد العقل لياريت مهبول باعه "
ومن يبيع الصبر ؟ ..إلا ناقص العقل كما أكد الشعر الشعبي وفى نص آخر يشدد الشاعر على التحلي بالصبر :
الصبر يا خالق الصبر والصبر للحر زينا
انه زينة الرجال كما يقولون .. ولكنه حمل ثقيل ..
" ما يقدر من يوالي " من الذي يقدر على الصبر إذا ؟ .. بو عقل رزام .. أي صاحب العقل الكبير ، الذي يقيس بمقياس الفكر الثاقب والعقل الحصيف ويرى عقا بته ماثلة عينيه وهى الفرج القريب " الصبر هو طب لوجاع "
وهذا آخر يصف الصبر بأنه طب لوجاع : يعني دواء للعلل .. وما العلل المراد بها المعنى ؟ .. انها مسببات الآلام التي يستشعرها الشخص الذي يحثه الأدب الشعبي دائماً على الصبر .
وقد يهتم الشاعر الحكيم بأشياء أخرى فهو دائم التأمل في أمور الحياة ومجرياتها مستخلصاً منها العبر والمواعظ ليطرحها على الناس عامة الناس فيتلقفها الجميع لصدق تعبيرها عن مشاعرها .
لسعاد ما هي بلجهاد ولا هي بكبر الجهامه
ولا صايبه فرغت زاد ولا صبر عقبه ندامة هذا الموضوع نقلته لكم لماء فيه من حكمة