قال بعض العلماء : إن الإسراء كان رؤيا منامية مستدلين بقوله تعالى :
(( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ))
ومن هؤلاء عائشة ومعاوية ورضي الله عنهم ـ والحسن وابن اسحاق رحمهما الله .
وفصّل بعضهم فقال : كان الإسراء إلى بيت المقدس بالروح والجسد يقظة وأما المعراج فبالروح والجسد فقط .
والذي عليه معظم السلف والخلف من أئمة هذه الأمة وعلمائها أن الإسراء والمعراج كانا بالروح وبالجسد معا يقظة .يقول ابن حجر وإلى هذا ـ يعني الإسراء والمعراج بالروح والجسد ـ ذهب جمهور الأمة من علمائها المحدثين والفقهاء والمتكلمين ، وتواردت عليه ظواهر الأخبار الصحيحة .
ويقول ابن القيم : ثم أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم ـ بجسده على الصحيح ـ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى .
ويقول الشوكاني : وقد اختلف أهل العلم ، هل كان الإسراء بجسده صلى الله عليه وسلم مع روحه أو بروحه فقط ؟.
فذهب معظم السلف والخلف إلى الأول .
وهذا الذي تطمئن إليه النفس ويرتاح له القلب ، إذ لو كان الإسراء والمعراج بالروح فقط سواء كان المقصود الرؤيا المنامية أم لا كما فصل ابن القيم لم يستبعد ذلك المشركون ،،
ولم ينكروه على الرسول صلى الله عليه وسلم ، لأن الإنسان تسبح روحه وهو نائم ، فيرى أنه ذهب إلى أمريكا وهي أبعد بكثير جدا من بيت المقدس ، ومع ذلك لا ينكر عليه أحد يسمعه ، بل يستقبلون ذلك ببساطة إذ ليس فيه شيء غريب .
وحيث أن المشركين قد استبعدوا ذلك وأنكروه ، وكذبوا الرسول صلى الله عليه وسلم لما حثهم به دل ذلك على أن الإسراء كان بالروح والجسد معا في اليقظة .