سعود مبيريك يأتي بعد أن نقترب من يأس بالشعر ومتذوقيه ليعيدنا إلى حالة النشوة التي كنا نشعر بها عندما نقرأ نصا كهذا .
سعود المبيرك قصيدة بها كل شي بدأ من قافية صدرها التي فيها نسبه الى النفس فالياء كأنها تعني المتكلم أكثر من غيره مرورا بقافية العجز التي أتى بها حر ف الدال المشدد الذي كأنه يرمز الى الحسرة والألم .
يأتي بمقدمة القصيدة ليقول لنا الكثير من الغياب رغم مرارته إلا أنه لايشبه هذا الغياب الذي أعنيه وهناك فرق وفرق كبير كما يدلل في البيت الثاني وهنا تتضح الصوره بمشهد درامي مأساوي .
هنا
اليا ذكرته تقـل ادور علـى شـيء
اقوم وامشي تقل أعد البشـر عـد
افرك اعيوني وافرك ايـدي بيـدي
وان شفت من سيماه سيما على احد
تحرك المشهد ليجعنا ننظر بوجوه الماره ونتفحص الملامح كما يفعل هو والتشبيه غاية في الروعة لشدة التركيز بالوجوه كالذي يعدهم واحدا واحدا.
واذا وجد القريب من أشباهه يترك لنا صورة رائعة هنا وهو يشبه الرؤية بالحلم وهذا تشبيه ضمني حيث يفرك عيونه ليتأكد أنه صاحي ثم يفرك يديه لتأكيد الحسرة بأنه مجرد تشابه ثم يقول :
قمت اتبعـه واقـول ياخـي يأخـي
ماشفت مثلـك بـدر غايـب ولا رد
وهذا قمة العجز حيث يسأل هذا الشبيه لاليسمع جوابا ولكن ليسمعه هو مااراد قوله وليشرح قصته .
ثم تتوالى القصيدة لتشرح لنا هذه المصيبه حتى تذكره بموت والدته رحمها الله يقول
وذكرت ريح الخالده بالثـرى امـي
وعادت علي الذاكـره مشهـد اشـد
نعم أعادت الذكرى عليه هذا المشهد وليس هناك اشد من فقد الأم .
ختاما هذه قراءة بسيطة لأبيات قللت قراءتي المتعجلة من روعتها .
سعود نحن نحتاج الكثير من هذه العذوبة لنسقي هذه الأرواح .
شكرا سعود