|
الـمـسـابـقـة إلى الـطـاعـات
الـسـلام عـلـيـكـم
إن هذه الدنيا ليست دار أكـل وشرب ونومٍ وجمـاع
كمــا يظن الكثيرون
بل هي دار مسابقة إلى الطـــاعات
وتسابق إلى الباقيات الصالحات
وتنافس في الدرجات العاليات في الجنات
واستباق إلى مرضاة رب الأرض والسموات
فهــل أنت يـارعـاك الله من أهـل هذا الـسـبـاق ؟
عن أنس - رضي الله عنه - قال :
قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - :
( افعلوا الخير دهركم ، وتعرضوا لنفحات رحمة الله ، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده )
رواه الطبراني وحسنه الألباني
قال ابن رجب الحنبلي - رحمه الله - :
لما سمع القوم ( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ )
ونــداء : ( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ )
فهموا أن المــراد أن يجتهـدوا ليكون كل واحد منهم هو الســـابق إلى هذه الكــرامة
فكان تنافسهم في درجات الآخرة
ثم خلفهم قــوم تنافسوا في الدنيا الدنية وحظوظها الزائلة.
قال الحسن البصري - رحمه الله - :
إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخـرة.
قال وهب بن الورد - رحمه الله - :
إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعـل.
أخـــي
لما علم الصالحون قصر العمر
وحثهم حـادي ( وَسَارِعُوا )
طووا مراحل الليل مع النهار انتهاباً للأوقات
اصغِ سمعك لـنـداء ربك : ( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ )
احسر عن رأسك قناع الغافلين
وانتبه من رقدة الموتى
وشمر للسباق غــداً
فإن الدنيا ميـدان المتسابقين
فـيـا إخـوتـاه
سيروا إلى ربـكـم سـيـراً جـمـيـلاً
أخي
إن اشتاقة نفسك لدارك التي طرت منها ( أي : الجنة )
فعرّج بوادي المتهجدين
فهنــاك تمـر القـافلـه
*
*
*
|