عرض مشاركة واحدة
قديم 29-09-07, 01:05 AM   #1
إداري سابق

 










 

مسلم حمود غير متواجد حالياً

مسلم حمود has a reputation beyond reputeمسلم حمود has a reputation beyond reputeمسلم حمود has a reputation beyond reputeمسلم حمود has a reputation beyond reputeمسلم حمود has a reputation beyond reputeمسلم حمود has a reputation beyond reputeمسلم حمود has a reputation beyond reputeمسلم حمود has a reputation beyond reputeمسلم حمود has a reputation beyond reputeمسلم حمود has a reputation beyond reputeمسلم حمود has a reputation beyond repute

افتراضي غلاء الأرز ونفوق الإبل ...أنى هذا ؟




السلام عليكم


من مقـالات الشـيـخ :
د . محمد بن ناصر الكثيري



عاش الناس في الفتــرة الماضية مذهولين مما حصل لمئات الإبل من نفوق جماعي لم يسبق له مثيل
وصاحب هذا الحدث ذهول آخر بسبب غلاء كثير من السلع ولا سيما قوتهم المشهور " الأرز"

ولسان حال الجميع يقول :
" أنى هذا " ؟

ونتذكر هنا مع الفارق ما حدث لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعد ما حلت بهم المصيبة العظيمة بعد غزوة أحد
فأصابتهم الصدمة وجعلوا يتساءلون " أنى هذا "
فنزل القرآن مجيباً لهم دون محاباة ولو كانوا هم خير الناس فقال تعالى: ( قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ ... ) [ آل عمران: 165].

وبهذا المنهج ينظر إلى ما حل بنا
والغريب اقتران نفوق الإبل بغلاء الأرز

فاستدعيت من الذاكرة موقفاً لأحد الأفاضل عندما حضر قبل ما يقارب العام أحد مهرجانات ما يعرف
بـ " مزاين الإبل "
وذكر لي ما كان يحدث للموائد التي أقيمت بهذه المناسبة ، من بذخ وتفاخر من باب الخيلاء والعرض أمام الناس ، وللأسف أنه لا يؤكل منها إلا الشيء اليسير، وتقوم الجرافات بدفن الأرتال من الأرز ولحوم الإبل في الصحراء
رغم أن هذا المهرجان يقام في منطقة اشتهرت بالفقر بين أهلها
فكان يقول : ( والله إني أخشى أن تحل بنا عقوبة من الله ) .
وكان له دور في الاتصال بجمعية خيرية لحفظ النعمة وتدارك بعض مما كان يحدث ( ربنا لا تؤاخذانا بما فعل السفهاء منا ).

وقد كان ما خشيه هذا الأخ الفاضل، وتحققت سنة الله تعالى التي لا تحابي أحداً، وليس بيننا وبين الله تعالى حسب ولا نسب، وسنة الله لا تتبدل ، ونسأل الله أن يعاملنا بلطفه وعفوه ، قال تعالى : ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ) [ الشورى : 30] .
( وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ) [النحل : 112] .
والعقوبة إذا حلت عمت ولم تخص قال تعالى : ( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً .. ) [ الأنفال: 25] .

نعم ، إن هناك أسباباً مادية لما حدث وقد خاض فيها من خاض ، ونحن بذلك لا ننكر هذه الأسباب
ولكن الله تعالى هو مسبب هذه الأسباب وهو الذي يقدرها ونحن نعلم هذه الأسباب
لكن لا نعزلها عن حكمة القدر الذي قدره العليم الحكيم.

إنها ليست دعوة للتشفي أو الشماتة كلا والله
ولكنها دعوة للتوبة والرجوع والتكفير عن السيئة بالحسنة
( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ) [هود:114]
ودعوة لشكر النعمة بدلاً من كفرانها قال تعالى : ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) [ إبراهيم: 7] .

عسى الله أن يرفع عن الناس ما حل بهم
فمع التوبة لا بد من إتباع السيئة الحسنة تمحها وذلك ببذل الخير وتلمس المحتاجين والمعوزين حيثما كانوا وسد حاجاتهم والأخذ بأيديهم ودعم الجمعيات والمؤسسات الخيرية مادياً ومعنوياً فهم باب من أبواب الخير وبهم يدفع الله العقوبة والنقمة
( إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم )
( والراحمون يرحهم الرحمن ) .





وبالله الـتــوفـيـق

.
.
.





التوقيع :
    رد مع اقتباس