عرض مشاركة واحدة
قديم 16-09-06, 12:04 AM   #1
أمــيــرة الــذوق

 










 

همس الورود غير متواجد حالياً

همس الورود has a reputation beyond reputeهمس الورود has a reputation beyond reputeهمس الورود has a reputation beyond reputeهمس الورود has a reputation beyond reputeهمس الورود has a reputation beyond reputeهمس الورود has a reputation beyond reputeهمس الورود has a reputation beyond reputeهمس الورود has a reputation beyond reputeهمس الورود has a reputation beyond reputeهمس الورود has a reputation beyond reputeهمس الورود has a reputation beyond repute

افتراضي من هم الأكثر جهلاً ؟؟



أحـــبـــتـــي في الله ،،

قد تجدون ما أقوله غير صحيح ،، أو تعتبرونه نوع من الكلام للكلام فقط ،،
ولكن ،، حسبي أنني أعبر عن آرائي بكل أريحية ،،
أعبر عما أنا مقتنعة به ،،
ولا يعني هذا الكلام أنني أرفض النقد أو الإختلاف ،،
بل على العكس أتقبل النقد ،،
دائماً نربط بين الجهل وتصرفات الأطفال ،،
فحين يرتكب الطفل تصرفاً نرفضه ،،نقول أنه جاهل ،، وقليل الخبرة ،،
وعديم التجربة ،،
وهذا الأمر صحيح ومنطقي ولا خلاف فيه ،،
حتى أننا حين نلاحظ تصرفات الكبار المرفوضه نعزوها لجهلهم ،، وحماقتهم ،،
وهذا الأمر أيضاً لا خلاف فيه ،،
ولكن ،،
أنا لي رأي آخر ،، كثيراً ما راودني ،،
وأبحَرت فيه أفكاري ،،
وخاصةً حينما أرى أطفال الروضة في مدرستي
يزرعون الإبتسامات في المكان والزمان ،،
حينما أراهم يتراقصون على إيقاعات فرحهم وسعادتهم ،،
يطاردون الروعة حتى أنني أكاد أراهم يطيرون ويحلقون ،،
نعم أحبتي ،،
أن هؤلاء أصحاب النفوس الطرية ،، هم من فهموا سرّ الحياة ،،
وتعمقوا في معرفتها حتى أعماق أعماقها ،،
رغم أنهم لا يتحدثون عن تلك المعرفة لنا ،،
ليس عدم قدرة ،، بل هو نوع من إعتراف يضج في أعماقهم يقول لهم :
بإن الحياة وأفراحها وإبتساماتها ،،
تطالبهم بالتحليق في أجواءها دون النظر لتفسيراتها ،،
هؤلاء الأطفال عرفوا سرّ الحياة ،،
وأنّ هذا السرّ يكمن في مطاردة السعادة ،،
وزرع ورودها في محيطاتهم ،،
عرفوا أن الحياة تطالبهم بأن يحلموا في كل شيء حتى لو لم يصلوا لأحلامهم ،،
حتى لو أصبحت تلك الأحلام بعيده عن سمائهم ،،
اولئك الأطفال لا يعرفون الحقد والضغينة ،،
لا يعرفون الكره المستمر ،،
لا يعرفون العداء مع الآخرين ،، يملكون أرواحاً هائمة ،،
في سماء الضحكة والسعادة والأمل ،،
أراهم يركضون وراء أملهم ،، دون تعب أو كلل ،،
دون أن ييأسوا من اللحاق به ،،
هؤلاء فهموا حقيقة السعادة ،،
وأن حقيقة السعادة وجمالها بأقتسامها مع الآخرين ،،
لذى نراهم لايسعدون حتى يشاركههم الآخرين سعادتهم ،،
ولا يآكلون إلا والآخرين يشاركونهم آكلهم ،،
ولا يذهبون لحدائق السعادة إلا ورفاقهم وحتى أعدائهم معهم ،،
أنهم لا يعرفون الحقد ،، ولا المداهنه ،، ولا المجامله ،،

يقول جــبــران خــلــيــل جــبــران :

( ليتني طفل لا يكبرأبداً ،، فلا أنافق ،، ولا أجامل ،، ولا أكره )
وحتى غضبهم يزول في عدة ثواني
حتى مشاجراتهم لا تستمر أكثر من دقيقة
ونجدهم يلعبون مرةً آخرى مع من متشاجروا معهم
هؤلاء يعلموننا التسامح
وما أكثر تسامحهم حتى مع من يرونهم أعداءً لهم
نتهمهم بالجهل ،، وعدم الخبرة ،، ونقص التجربة
و أصحاب الثقافات والعلوم والتجارب والخبرات
يكرهون ويحقدون ويداهنون ويجاملون ويغضبون ولا يتسامحون
وكل يتمنى لو يسعد حتى لو كان على حساب سعادة الآخر
يتمنى لو ينجح لو على حساب نجاح إنسان آخر
يتمنى لو يبقى حيّاً لو كان الثمن حياة آخرين
هؤلاء هم أصحاب العلم والثقافة والتجربة الحياتية والخبرات الكونية
يزرعون الحروب والدمار والخراب في كل مكان ،،

هنا هو السؤال

( من هم الأكثر جهلاً ؟؟ نحن الكبار ؟؟ أم اولئك الصغار ؟؟ )

سؤال صعب الإجابة ،،
رغم أن الكثير سوف يجيبون بتسرع وعجلة ليثبتوا أنهم الأفضل
ليثبتوا ثقافاتهم وخبراتهم وتجاربهم الناقصة للأسف
لأن تلك الخبرات أنهارت أمام نفوس وأرواح عرفت
حقيقة الحياة وفهمت ما تنطوي عليها من أسرار
رغم أنني أقر وأعترف أنهم بمجرد ما يصلون لسن البلوغ
وتقتحم أجسادهم هرمونات البلوغ
حتى يفقدون الكثير من تلك الأسرار وذلك الفهم الشامل لحقيقة الحياة
وكأن بهذه الهرمونات وحوش تقضي على ورود وأزهار غمرت أرواحهم
ونفوسهم ،، أقتلعتها من جذورها لترميها تحت أنقاض التجارب والخبرات !!
أقتلعتها لترميها تحت أنقاض علمٍ وثقافة يتخذها البعض سبيلاً لتوطين احقاده
وكرهه ونرجسيته ،،
كنت أفكر دائماً في حكمة نطق بها فيلسوف ألماني
يقول :
( في داخل كلٌ إنسان حقيقي ،، طفل يرغب في اللعب )
نعم صدق هذا الفيلسوف في ما قال ولكننا خوفاً من كلام الآخرين وألسنتهم
وإتهاماتهم بالجهل !!
نرفض إخراج هذا الطفل المختبئ في أعماقنا ،، نرفض خروجه
مع أنه لو خرج لوجدنا آثاره وروائعه على وجودنا وحياتنا
لركضنا خلف الطيور ،، وغنينا معها أعذب ألحانها
لأنتشينا على صوت الرياح وهي تداعب أوراق الأشجار
لسعدنا بسعادة وردة تتفتح في عالمها الجديد
ولسمعنا أفراح الورود لذلك المولود الجديد بينهم
لا أريد من كلامي هذا أن نستغني عن تجارب حياتنا
وخبرات أعمارنا وثقافاتنا وعلومنا
بل أريد منكم إطلاق ذلك الطفل المحبوس في داخلنا ،، في أعماق نفوسنا
لنجعله يطرب ويغني على إيقاعات الكون ،، لنجعله يمارس الفرح بروحه الرقيقة
لنجعله يمارس السعادة مع الآخرين ويتقاسمها معهم ،،
نعم احبتي
لنجعل هذا الطفل الكامن في داخلنا يحطم قيده وقيوده
ليخرج لنا ويذيقنا طعم السعادة ويكشف لنا حقائق الحياة وأسرارها
ولنعطي لهذا الطفل الفرصة للخروج من عزلته الداخليه
ليعلمنا التسامح والعفو والطيبة
وينبذ عنّا الكره والأحقاد والضغائن والمجاملات والمداهنات
لنجعله يعلمنا ما خفي عنّا من أسرار
لنجعله يزرع الضحك في عالمنا وينثر الإبتسامات في محيطاتنا
لنجعله يغني ويرقص للجمال والحب والخير والحق
لنجعله يخرج ليفوح منه عبيرٍ أخاذ يأسرنا ويأسر وجودنا
لنجعله يبكي إذا ما أراد البكاء دون أن ننعته بالضعيف المتخاذل
لنجعله يضحك دون أن ننظر إليه نظرة الإستخفاف والإحتقار
لنجعله يلعب ويلعب دون أن ننظر إليه نظرة المرتكب عملاً وعيباً شنيعاً
أحبتي
اعذروني للأطاله
فقد قلت ما قلت ،،
لأنني اؤمن بأن الطفوله عنوان الروعة والجمال والسعادة
والتي يفتقدها الكثير
لأن الطفوله هي القدرة على زرع الأمل والآمال في النفوس
القدرة على مطاردة السعادة كما يطارد غزال رقيق لفراشة أرق تطير في
غابة ساحرة ورائعة الأشجار والأزهار ،،
لأن الطفولة طير يغرد في السماء متجاهلاً الصقور والطيور الجارحة

لأنه ينظر إليها بشفقة ويعلم مدى ضعفها في علم الحياة
قلت ما قلت ،،
لأنني أدرك كما تدركون أن الأطفال ينظرون للحياة نظرة العارف والفاهم لها
نظرة من تعمق فيها وكشف حقيقتها
لأن الأطفال نظروا للحياة والأمل والأنوار في زمن الظلام والسواد
هم الأطفال ينظرون للوجود بأبتسامة تغشى وجوههم فتعلن الحياة خضوعها لهم .

أحبتي في الله ...
هو رأي قد يجد منكم القبول ،، أو المعارضة والإختلاف ،،
ولكن حسبي أن تعرفوا أنني أقبل الإإختلاف والنقد البناء
واتمني كما يقال ان اختلاف الآراء لا يفسد للود قضيه
وأعذروا فكري على إبحاراته إن لم تروقكم ،،

وكفاني أنني عبرت عن رأيي في صفحات تؤمن بحرية الرأي والإختلاف

وتقبلوا مني اطيب تحية تقدير واحترام

اختكم في الله

:: همس الورود ::




التوقيع :
    رد مع اقتباس