لقد أمرنا ديننا الحنيف بحسن الخلق وترتب عليه أجراً عظيماً ومقاماً كريماً
ولذلك التزم الصحابة والتابعون بالخلق الحميد والذوق الرفيع تأسيًا
بالمصطفى (صلى الله عليه وسلم) و سطروا نماذج راقية فيما هو فوق
الأخلاق من سمو المشاعر ورقة الأحاسيس وذوقيات
قلما نجد لها مثيلاً في التاريخ.
و السؤال كيف تربى الصحابة والسلف الصالح على أخلاق الإسلام؟
1 - الذوق في السلام :
من مكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في المصافحة والمحادثة والمجالسة :
عن أنس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل
فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا يصرف وجهه
من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدمًا ركبتيه بين يدي جليس له
رواه أبو داود والترمذي -
وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يقبل بوجهه
وحديثه على أشر القوم يتألفهم بذلك - رواه الطبراني والترمذي -
وروى مسلم وما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم قط فقال لا .
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو بحسن الخلق .
عن عائشة رضي الله عنها قالت كان صلى الله عليه وسلم
يقول اللهم كما أحسنت خلقي فأحسن خلقي - رواه أحمد -
وقال صلى الله عليه وسلم إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا - رواه البخاري-
هذه هي أخلاق رسولنا و معلمنا و هكذا اقتدى الصحابة الكرام والتابعين به
إذا جلس المسلم في مجلس فعليه أن يراعي الآداب الآتية:
لنرى الحال اليوم ...
سرعة .. في السلام ... استخدام العبارات الأجنبية مثل ( بونجور – هاي – باي )
السلام وإن حتم فيكون بأطراف الأصابع .. و الوجه .. عبوس ..
و الوقار أين نحن منه .. صارت المجالس عبارة عن مسرحية فكاهية كل يُخرج
ماعنده من العبارات و خاصة تلك التي تخدش الحياء ..
ومن أبرز الصور المجتمعية كثرة التثاؤب وخاصة في المجالس
التي تستمر لساعات الفجر الأولى ..
أما المزاح .. فله شأنه صار المزاح يدخل في الأمور الشخصية جداً ..
وتكثر هذه الظاهرة في مجالس النساء و التي تستقطب الساحة في حوارها تلك
التي تعرف أكثر من غيرها ألفاظاً وكلمات تمس العفة و الحياء ..
وكذلك من الظواهر السلبية مشكلة عدم الإصغاء للآخرين و تتبع حديثهم
وتلمس نقاطه المضيئة و التنبيه لمواضع الخطأ ..
آداب إسلامية في الزيارات والطعام
ورد في كتاب العلامة الغزالي ( إحياء علوم الدين )
أما الدخول فليس من السنة أن يقصد قوماً متربصاً لوقت طعامهم
فيدخل عليهم وقت الأكل فإن ذلك من المفاجأة وقد نهى عنه قال الله تعالى
" لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه "
يعني منتظرين حينه ونضجه.
كل هذه الآداب الربانية والنبوية لكي يكون المسلم دائما عزيز النفس
غير متطفلا او ثقيلا على الناس ،
وهذه نصيحة غالية من المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) "
وازهد فيما عند الناس يحبك الناس " .
فمن أعظم النعم التي أنعم الله بها على بني الإنسان نعمة السكن
تلك الأماكن التي خصَّ الله بها الإنسان فستره عن الأبصار وملَّكه الاستمتاع بها
وحجر على الخلق أن يطلعوا على ما فيها من الخارج
أو يدخلوها بغير إذن أصحابها؛ لئلا يهتكوا أستارهم، ويتعرفوا أخبارهم،
ولأجل أنها نعمة عظيمة فقد امتن الله بها على بني آدم :
( والله جعل لكم من بيوتكم سكنًا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتًا تستخفِّونها
يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثًا ومتاعًا إلى حين) [النحل:80].
الآن وقد علمنا سلوك وسنة من سنن الحبيب فهل نتبعها ونحسن من سلوكنا .....