|
جناحان لا ينفكان
الـســلام عـلـيــكـم
جناحان لا ينفكان
وهـمـا
إخلاص لله
واتباع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -
لا تحليق بواحد منهما ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً )
منْ عمل بدونهما فهو من المنقطعين الهالكين ، ومن عمل بهما وصال ، لم ترد صولته.
ومن تكلم بهما ، علت على الخصوم كلمته.
هما روح الأعمال ، ومحك الأحوال في أيام الفتن والمحن ، ولا يثبت إلا أصحابهما المخلصون العاملون المتبعون ، يُشرَّفون بنصر الله وتمكينه لهم في الأرض ، ليجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين
ولذا سئِل بعضهم عن كلام سمعه من متكلم : ما حجم ذاك الكلام ؟ فقال : والله ما فهمت منه شيئًا ، إلا أني رأيت لكلامه صولة ليست بصولة مبطل.
فوالله ما مُنح العبد منحة أفضل من منحة القول الصادق الثابت.
تقول بعض الروايات : أن أحد الجواسيس الفرنجة ، توغل داخل بلاد المسلمين في الأندلس ، فرأى طفلاً تحت شجرة يبكي ، فسأله : ما يبكيك يا بني؟ قال : لأنني لم استطع إصابة الهدف الذي حُدِّد لي ، وهو صيد العصفور فوق الشجرة
فقال الجاسوس : هوِّن عليك، وعاود الكرَّة أخري.
فقال الطفل المسلم : إن الذي يبكيني أعمق من صيد العصفور ، يبكيني أن قلت في نفسي : إن لم أستطع صيد العصفور بسهم واحد ، فكيف أستطيع أن أقتل عدوي وعدو الله غداً ؟
دُهش الجاسوس ، وبلَّغ الواقعة إلى ملك الفرنجة
فقال ملكهم : الرأي عندي ألا تعترضوهم ، فإنهم كالسيل ، يحمل من يُصادره ، ولهم نيَّات تغني عن كثرة العدد ، وقلوب تغني عن حصانة الدروع ، وواحد كألف. وصدق وهو كذوب.
فَكَمْ زكِمتْ أُنوفُ الفِسقِ دَومًا=بعِطرِ القَولِ مِن فَمِ صَادقِينَا
.
.
.
.
|