|
تـفـكَُـرُ الـعـاقِـل
الـســــلام عـلــيـــكـم
أيهـا الأخــوة والأخــوات
تـفـكـروا فـي عـمـرٍ قـد مـضـى كـثـيـره ، وفـي قـدمٍ مـا يـزال تـبـشـيـرهُ ، وفـي هـوى قـد هــوى أســيـره ، وفـي قـلـبٍ مُـتـشـتـتٍ قـد قَـلَّ نـظـيـره.
وتـفـكــروا فـي صـحـيـفـةٍ قـد اسـودت ، وفـي نـفـسٍ كـلـمـا نُـصـحـت صـدت ، وفـي ذنــوب مـا تُـحـصـى لـو أنـهـا عـُـدت.
قـال ابـو الـدرداء - رضي الله عنه - :
( تـفـكـر ســاعـة خـيـرٌ مـن قـيــام لـيـلـة )
وقـال يـوسـف بن أسـبـاط - رحمه الله - :
( الـدنـيـا لـم تُـخـلـق لـتـنـظــر إلـيـهـا ، وإنـمـا خُـلـقـت لـتـنـظـر بهـا إلـى الآخـرة )
وكـان ســفـيـان الـثـوري - رحمه الله - :
مـن شـدة تـفـكـره يـبـول الــدم
وقـال يـحـيـي بن مـعـاذ - رحمه الله - :
( لـو ســمـع الـخــلائـق صـوت الـنـائـحـة عـلـى الـدنـيـا فـي الـغـيـب مـن ألْـسِـنَـةِ الـفـنـا - يعني من ألسنة الذين ماتوا - تـسـاقـطـت الـقـلـوب مـنـهـم حــزنـاً ، ولـو رأت الـعـقـول بـعـيـن الإيـمــان نُـزْهَـة الـجـنــة لـذابـت الـنـفـوس شــوقـاً ، ولـو أدركـتِ الـقـلـوب كُـنْـهَ مـحـبـة خـالـقـهـا لـتـخـلـعـت مـفـاصـلهــا ولـهـاً ولـطــارت الأرواح من أبـدانـهـا دهــشـاً.
سـبـحـان مـن أغـفـل الـخـلـيـقـة عـن مـعـرفـة كُـنْـهِ هــذه الأشـيـاء ، وألـهـاهـم بالـوصـف عـن حـقـائـق هـذه الأنـبـاء )
.
.
.
|