|
أخي الحبيب قف معي قليلاً !

التمرغ في أوحال المعاصي .. والسير في طريق مظلم ليس له نور
يجعل النفس تعيش في عالم غامض .. لا راحة فيه ولا سعادة .. عالم يكسوه الظلام
مسكين ، عندما يستيقظ ، لا يجد أمامه إلا الظلام المكرر ، من يراه يظن أنه في عالم الفرح وهو في الحقيقة في عالم الترح بمسمياته العديدة ، يبحث يميناً فلا يجد ما يبحث عنه ، جرى خلف المال حتى مله الجري ، وسار إلى المعصية فأضناه المسير ، لقد أتعبته هذه وألهاه ذاك فكر في كل شي في الملهيات الشهوات رغبات النفس ولكــن كلها أوهام وآلام وحسرة ، العالم عنده قاتم يراه بمنظار فيه كل الألوان المعتمة فهو لا يرى بنور الله ذلك النور الذي حُرمه أهل المعاصي
ولكن حينما يُشرق نور الإيمان تُشرق النفس وتستضيء تشعر بأن الدنيا رحبةٌ مع ضيقها يتلذذ حينها بالطاعة يُناجي خالقه
يبحث عن الزيادة يشعر أن الليل قصير بالصلاة وكان طويلاً بالبعد عن الله
ذكر و تلاوة ودعاء وعبادة مسميات جميلة يشعر بلذتها من أطاع الله من أحال المعصية إلى طاعة والذنب إلى توبة
يتمنى أن يُشاركه الآخرون ما يجد من لذة لأنه ذاق حلاوتها حينها يُشغل همه شيء آخر إنه الدعوة إلى الله وإفناء العمر لرب العزة وجعل الروح وقفٌ لخالقها إذ أن لا سعادة إلا في طاعة الله ولا أُنس إلا بمناجاته ، فكم فقد الكثيرون هذه السعادة وكم شقي الأشقياء بالجري خلف الأوهام
أخي لا راحة في البُعد عن الله مهما صور لك الإعلام الكاذب ذلك
أو تصورت أنت نفسك - بتلبيس من إبليس - إن في المعصية هروب من الألم
فالمعصية هي الهم والألم ولكن بألوان مختلفة لتبقى النفس في حسرة أبدية حينها لا ندامة تنفع ولا حزن يجدي فقد فات الأوان وسيأتي أوان حصد الثمر ورؤية النتيجة فإما الفوز لمن جد واجتهد وعمل لهذا اليوم
تقرب أخي الحبيب إلى خالقك تلذذ بالقرآن أشعر بنعيم العبادة جاهد نفسك أكبح جماحها عما يغضب الله وقل :
سأمضي ولو كلفتني الطريق =وقــّل الوفي وخان الصديـق
سأمضي إلى الله يا صاحــبي =فإني أخاف عذاب الحريق
*
*
*
*
*
|