موقف عظيم للخليفة المهدي.
" دخل رجل على الخليفة العباسي المهدي ومعه نعل ، فقال : هذه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهديتها لك ، فقال : هاتها ، فناوله إياها ، فقبلها ، ووضعها على عينيه ، وأمر له بعشرة الآف درهم ، فلما انصرف الرجل قال المهدي : والله إني لأعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ير هذه النعل ، فضلًا عن أن يلبسها ، ولكن لو رددته لذهب يقول للناس: أهديت إليه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فردها علي ، فتصدقه الناس ، لأن العامة تميل إلى أمثالها ، ومن شأنهم نصر الضعيف على القوي وإن كان ظالما، فاشترينا لسانه بعشرة آلاف درهم ، ورأينا هذا أرجح وأصلح
المصدر : ( البداية والنهاية )
- قال احد الفقهاء تعليقاً على هذا الموقف :
- هذا الخليفة كان :
- فقيهاً بالواقع والمتوقع.
- وبالحال والمآل.
- وبالأشباه والنظائر.
- وبالمنع والعطاء.
- وبدفع المفسدة الكبرى بالصغرى.
- وبأحوال العامة والخاصة.
- وبالصدق والكذب من الأخبار والأحداث.
- وبأسباب حفظ الكبار من حسد الصغار.
- وبالعلم بقواعد الترجيح والتصحيح.
- وبالتواضع عند ذكر النبي المختار.
فهذه عشرة كاملة اجتمعت من موقف واحد من مواقف التاريخ الإسلامي .