|
ثـم مـــاذا ؟!
الـســلام عـليـكم
ثم مـاذا ؟
سؤال يجب أن يطرحه كل منا على نفسه إذا أمسى أو إذا أصبح بين فينة وأخرى بعد كل نعمة تتجدد أو مصيبة تقع
.. ثم مــاذا ؟ .
إننا في هذه الدنيا نسير سيراً حثيثاً إلى جواب هذا السؤال ولكننا عنه غافلون ... فقد مضت قرون وقرون لم نكن شيئاً مذكوراً , واليوم بنينا وشيدنا وعمرنا الأرض أقوى مما عمروها ورفعنا البنيان أعلى مما رفعوها , ولكن يبقى السؤال : ثم مــاذا ؟
هل بلغت الأربعين أو أكثر فأين أنت قبل أربعين؟
كيف كانت الدنيا ولم تكن فيها هل شعرت أنك لم تزد هذه الحياة شيئاً ولن يفقد الناس بفقدك شيئاً , فرحوا بحياتك وسيحزنون بعد مماتك بيدأنهم سينسونك حتماً ، لتواصل الحياة مسيرتها.
مات فلان ذلك العظيم ذلك الذي غير مجرى الحياة اختراعاته أو بمؤلفاته أو بسلطانه أو بعلمه أو بفنه و مسلسلاته ... ولكن لازلنا مع هذا السؤال ... ثم مــاذا ؟
هل تحققت في هذه الدنيا أحلامك؟
هل رزقت المال والبنون؟
هل تسنمت أعلى المراكز ؟
هل بلغت من الجاه والشهرة مبلغاً ؟
هل تـنقلت في بقاع الأرض شرقاً و غرباً ؟
هل أشير إليك بالبنان؟
هل غدوت أشهر إنسان , أو أهم إنسان , أو أغنى إنسان ؟
هل تملك الدور والقصور ؟
هل تمتعت بالبيد الحسان وبالحور هب أن كل ذلك قد كان ؟
سنبقى مع السؤال ... ثم مــاذا ؟
هب أنك قد ملكت الأرض طرا=ودان لك العباد فكان ماذا
أليس مصيرك جوف قبرٍ=ويحثو عليك التُربَ هذا ثم هذا
أيها الأحبة
إن جواب السؤال ماثل أمامنا بكل صدق ولكن غفل عنه الغافلون وتـناساه المسرفون وأعرض عنه اللاهون الذين هم في غمرة ساهون ، قال المولى جل وعلا : (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) [ النور : 44 ]
فلا يعتبر بهذا التقلب إلا من نور الله بصيرته وعرف مصيره وسعى حثيثاً يُصلح آخرته , وعرف كنه الأيام وأنها دول من سره زمن ساءته أزمان , فجعل له هدف يسعى إليه و رسم لنفسه طريقاً يسير عليه , ولا هدف أسمى من الجنة والرضوان ورؤية وجه الرحمن , ولا طريق يوصل إلى ذلك الهدف إلا طريق المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم.
وجواب سؤالنا : ثم مــاذا ؟
جاءت به نصوص الكتاب الكريم قال تعالى :( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [ البقرة : 281 ]
فتزودوا أحبتي بالتقوى و بصالح الأعمال
حفظ الله الجميع
.
.
.
|