عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-07, 06:57 PM   #1
إداري سابق

 










 

مسلم حمود غير متواجد حالياً

مسلم حمود has a reputation beyond reputeمسلم حمود has a reputation beyond reputeمسلم حمود has a reputation beyond reputeمسلم حمود has a reputation beyond reputeمسلم حمود has a reputation beyond reputeمسلم حمود has a reputation beyond reputeمسلم حمود has a reputation beyond reputeمسلم حمود has a reputation beyond reputeمسلم حمود has a reputation beyond reputeمسلم حمود has a reputation beyond reputeمسلم حمود has a reputation beyond repute

افتراضي حـديـث الـعـبـرات


الـســلام عـلــيــكـم
شعـرت بالهـم والحزن شبحاً يتهيأ كي يجثم على صـدرى
أسرعت نحـو كتاب ربي ، أفتح دفتيه بشــوق ، باحثاً عن النجاة مما ألـمّ بي ، وما كاد لساني يلهـج بذكر الله تاليـاً بضـع آيـات
حتــى فـاضـت الدمـوع من عينـي



قلت لدموعي :
ما أجراك غزيرة هكذا أيها الدموع؟
فأجابتني وهي تسيل حارةً على مدامعى : لقد طالت الوحشة بينك وبين ربك ، منذ متى لم ترتّل كتاب ربك ؟
جفّ لسانك عن ذكر الله ؛ فـقسـى قلبـك ..
أجبتها والأسف يملأ قلبي : لقد تفرقت نفسي فى دروب الحياة !!
قالت دموعي : ولماذا تذهب بعيداً فى تلك الدروب أيها المسكين ؟ لماذا يخدعك طول الأمل ؟ .. ألم يضمن لك ربك رزقك وأجلك ؟ ففيم اللهاث وراء السراب ؟!!
لماذا تترك من يأتيك بالدنيا بأسرها .. يأتيك بأمان الحاضر ، وسعادة المستقبل ، لتجرى وراء المتاع القصير ، والزوال الأقرب ..؟؟
قلت لدموعي : كلنا يدور مع رحى العيش ، ويمنّيه طول الأمل .. كلنا يحب أن يعيش حياة كريمة ناعمة ، أليس كذلك ؟
قالت دموعي : يحب الحياة الكريمة .. نعم ، يعيش سعيداً منعماً .. نعم ، ولكن ما علاقة ذلك باللهاث وراء الدنيا ، وترك ما أمر الله ؟؟
أيها المسكين .. لا تبقى على لهاثك حتى تسقط فجأة فى أكفان الموت .. ذلك الطالب الذى لا يتأخر ، يأتى بغتة فيبدد كل الأحلام هباء .. وعندها يدرك من فرّط فى جنب الله أن آماله الوهمية قد أضاعت عمره دونما شعور .. ذلك أنه قد غرّه بالله الغرور ( يا أيها الناس إن وعد الله حق ، فلا تغرنكم الحياة الدنيا ، ولا يغرنكم بالله الغرور)
فهلا سألت نفسك : أين أنت من الصدق مع الله فيما تبقى من فرصة هذه الحياة ؟!
قلت لدموعي : لقد حاولت .. حاولت أن أطيع ربي بقدر ما أستطيع، لي أخطاء كثيرة ، لست أنكرها .. وإنما أرجو رحمة الله التى وسعت كل شىء أن تسعها .
قالت دموعي : فلتكن على يقين أنك إن وفقت إلى طاعة ربك ، فإنما هو محض فضل الله ، ولا يدخل أحد الجنة بعمله .. وإنما هى رحمة الله التى نفتقر إليها جميعاً
قلت لدموعي : نعم أيتها الدموع ، إنها رحمة الله التى نفتقر إليها جميعاً . فلماذا تتسرعين وترمينى بسهام القنوط من تلك الرحمة ؟
قالت دموعي : معاذ الله أن أدفعك للقنوط .. بل أطالبك بالتوبة .. أطالبك أن تحفظ بها ذخيرة عمرك .. فإن العبد إذا استغرقت سيئاته الحديثة حسناته القديمة وأبطلتها ، ثم تاب منها توبة نصوحاً خالصة ؛ عادت إليه حسناته ولم يكن حكمه حكم المستأنف لها ، بل يقال له : تبت على ما أسلفت من خير
قلت لدموعي : اللهم ارزقنى توبة قبل الممات ، وجد عليَّ بعفوك ومغفرتك ، وأصلح لي ما بقي من عمري ، واغفر لي يا مولاي ما كان من ذنبي .. وارزقني يا الله حسن الخاتمة
قالت دموعي : أسأل الله عزوجل أن يرزقك التقوى .. فإذا صرت مرفوع القدر بها فلا تتبع عزها بذل المعاصى .. واعلم أنك لو بلغت النهاية من الصبر ، كان لك أن تحتكم وتقول .. فهو مقام من أقسم على الله لأبرّه
قلت لدموعي : إن كلماتك تنطق حكمة .. فأنت تقطرين من أعين رزقها الله بالتذكر ، وألهمها بفضل منه التفكر ، فرأت من عجائب قدرته وحكمته .. وهبت عليها نسائم الرحمة الإلهية ، فدفعت القلب بالشوق إلى لقاء ربه
قالت دموعي : عرفت فالزم .. وتمنيت فاصدق .. وآمنت فاعمل .. وردد مع من كانوا يرددون " متى نلقى الأحبة ، محمداً وصحبه "

.
.
.




التوقيع :
    رد مع اقتباس