|
|
۩ الطاعة الحقيقة ۩
الـســــلام عـلــيــكـم
إخــوانـي
من أراد دوام العافية فليتق الله
ما أقبل مُقبلٌ عليه إلا وجـد كل خيرٍ لديه
ولأ أعرض مُعرض عن طاعته إلا عثر في ثـوب غفلته
فــوالله مــا جئتكم زائــــراً=إلا وجــدتُ الأرض تُطــوى لــي
ولا انثني عــزمي عن بابـكم=إلا تعثــرتُ بــأذيـــالــــــــــــي
قال ابو سليمان الداراني - رحمه الله - :
( من صَفَى صُفَى له ، ومن كَدَرَ كُدر عليه ، ومن أحسن في ليله كُفي نهــاره )
وقال فُضيل بن عياض - رحمه الله - :
( إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خُلق دابتي وجـاريتي )
فيـــا من يُريد دوام العيش على البقـا ، دُمْ على الإخــــلاص والنقــاء
إياك والمعـاصي فالعاصي في شقـا ، إن المعـاصي تُذل الأنسـان ، وتُخرس اللسـان ، وتُغير الحـال المستقيم ، وتجعل الإعوجـاج مكـان التقويم
اعلمـوا إخـــوانـي
أن الله - عزَّ وجلّ - قدَّر الصــلاة وقدَّمها على غيرهـا من العبـادات ، وأنما يُحـافظ عليها من يعرف قدرها ، ويرجـو أجرها ، ويخاف العقاب على تركهـا ، وهــذه صـفـة المؤمن
وأنمـا يتـوانى عنها ناقص الأيمـان إن تكـاسـل ، أو كـافر إن تهـاون
وقد روى مسلم في صحيحه أن النبي - عليه الصلاة والسلام - قال :
( بين العبد وبين الكفر ترك الصــلاة )
وروى أيضاً في صحيحه أن النبي - عليه الصلاة والسلام - قال :
( عليك بكثرة السجود ، فإنك لا تسجد سجدةً إلا رفعك بها الله درجةً ، وحط عنك خطيئة )
واعلمـــوا إخــوانـي
أن من أحب المخـدوم أحب الخـدمة ، لـو عرف من يُناجي لـم يُقبل على غيره
والصلاة صلة بين العبد وبين ربــه
الستر الأول : الأذان ، فالأذان كالإذنِ في الدخول
والستر الحاظر : الإقامة ، فإذا كُشف الغطاء ، لاح للمُتقي قرَّة العين
فدخل في دائرة دار المناجات ، ( أرحنا بها يابــلال ) [ حديث صحيح ]
فقد ( جُعلت قُرَّة عيني في الصلاة ) [ حديث حسن ]
اكشف يا بــلال ستر التقريب عن الحبيب
يـاأخـي ... لو سافرت بلداً لم تربح فيه حـزنت على فـوات ربحـك وضياع وقتك
فلا تبكـي على من دخـل في الصلاة على قـرَّة العين ثم خرج بغير فائـدة
يُصلي فيرسلها كألطير=إذا أُرسلتْ من حصالِ القفص
يقوم ويقعد مستعجلاً=كمثل الطَّروبِ إذا ما رقص
يـا أخــي ... أُطلب قبل مـاء الوضـوءِ قـلـبـك ، فإن وجـدتهُ فقدم إنــاءك
يـا أخـي ... إنما يُصـاد الطائر بمَحْبُوبِه مِنَ المَحْبوب
ومحبوب القلب الطاهر ذكر الله تعالى
فحـرامٌ على قلـبـك الحـائم حـول جـيـف الهــوى
ألْـقِ له حَبّ الذكـر على فــخ الصـدق في حـديـقـة الصــدر لعـله يقـع في شبـكة المـعـرفـة
.
.
.
|