وذَكرَ الجاحِظُ
أنَّه دخلَ سوقَ البَصرةِ يومًا ،
فاستَوقَفَه أعرابيٌّ ، فقالَ : يا أبا عُثمانَ ،اسمَعْ كيفَ أقولُ الشِّعرَ !
فقالَ الجَاحظُ : هاهنا في السُّوقِ يا رَجل ؟!
فقالَ : نَاشدتُكَ الله ألا سَمِعْت .
فقالَ : هاتِ ، أَسْمِعْنِي .
فقالَ الأعرابيُّ :
إِنَّ دَاءَ الحُـبِّ سُـقْـمٌ
لَيْسَ يَهْـنِـيـهِ الـقَـرَارُ
وَنَجَا مَـنْ كَانَ لَا يَـعْـ ..
ـشَقُ مِنْ تِلْكَ المخَازِي
فقالَ الجاحظُ : يا رَجُل ، القافيةُ الأُولى راءٌ والثَّانيةُ زَاي ؟!
فقالَ الرَّجلُ : لا يَهُمُّ ، فلا تُنَـقِّطْ .
فقالَ الجاحظُ وقد تميَّـزَ غَيظًا : القَافيةُ الأُولى مَضمومةٌ ، والثَّانيةُ مَكسورةٌ !!
فضَربَ الأَعرابيُّ يَدًا بِيَدٍ مُستَحْمِقًا الجاحظَ ، وقالَ : يَا سُبْحَانَ الله ! أَقولُ لَا تُنقِّطْ ، فَـيُشَكِّلْ !!