الموضوع
:
غربة الإسلام في ديار الإسلام:
عرض مشاركة واحدة
13-02-16, 10:57 AM
#
1
عضو شرف
غربة الإسلام في ديار الإسلام:
غربة الإسلام في ديار الإسلام:
هذا ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان، فقال:(
بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ
) أخرجه مسلم. وهم الذين يصلحون إذا فسد الناس، أو يصلحون ما أفسد الناس، ونحن نعيش في عصر اشتدت فيه غربة الإسلام، فالقابض على دينه كالقابض على الجمر، ولا شك أن ظهور الغلو والتطرف في العصور المتأخرة، ووجود الغلاة المتطرفين، من الفتن التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:(
إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا
) أخرجه مسلم.
فإن غربة الإسلام في ديار الإسلام تؤذن بغياب الوسطية في المجتمعات المسلمة، ومتى غابت الوسطية ظهر الغلو والتطرف، وظهرت البدع والخرافات، وكثر الانحراف العقدي والفكري، وفسدت الأخلاق.
وقديمًا قيل إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده. وقد وصف الله سبحانه وتعالى هذه الأمة بأنها أمة وسط، والوسط هو العدل والخيار، كما قال سبحانه:﴿
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا
﴾ [البقرة: 143]. أي لا إفراط ولا تفريط.
فمن زاد على الدين ما ليس منه فقد غلا وأفرط فيه، ومن لم يقم بحقه كما يجب ونقص منه فقد فرط فيه، فالخير كل الخير في التوسط والاعتدال، وهو منهج السلف الصالح من هذه الأمة، والخير كل الخير في الاتباع وترك والابتداع، فكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وقدوتنا هو محمد صلى الله عليه وسلم, فلم يترك خيرًا إلا ودل الأمة عليه، ولا شرًّا إلا حذرها منها. وصحابته رضي الله عنهم أجمعين، فهم خير القرون بعد النبي صلى الله عليه وسلم وقد أمرنا بالتمسك بسنتهم، واقتفاء أثرهم، كما قال عليه الصلاة والسلام:(
فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ فَتَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ
) أخرجه أحمد. وأبو داود. والترمذي. وقال: حسن صحيح.
اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، اللهم من أحييته منا فأحيه على الكتاب والسنة، ومن توفيته فتوفه عليهما، اللهم إنا نعوذ بك من غوايةٍ بعد الهداية، ومن الضلال بعد الهدى، ومن الشقاوة بعد السعادة، ربنا لا تزغ قلبونا بعد إذا هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
منقول للفائدة
التوقيع :
ســبحـــان الله وبحــــمــده عــــدد خـــلقـــــه
ورضاء نفسه, وزنة عرشـه. ومداد كلمـاتـه
ابوفهد الحربي
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات ابوفهد الحربي