عرض مشاركة واحدة
قديم 13-12-14, 03:15 PM   #2
عضو شرف
 
الصورة الرمزية ابن عباس اليوبي

 










 

ابن عباس اليوبي غير متواجد حالياً

ابن عباس اليوبي has a reputation beyond reputeابن عباس اليوبي has a reputation beyond reputeابن عباس اليوبي has a reputation beyond reputeابن عباس اليوبي has a reputation beyond reputeابن عباس اليوبي has a reputation beyond reputeابن عباس اليوبي has a reputation beyond reputeابن عباس اليوبي has a reputation beyond reputeابن عباس اليوبي has a reputation beyond reputeابن عباس اليوبي has a reputation beyond reputeابن عباس اليوبي has a reputation beyond reputeابن عباس اليوبي has a reputation beyond repute

افتراضي

بالآخرة وبالجزاء والحساب وبجنة عرضها السموات والأرض وبنار يأكل بعضها بعضاً .. إنها أمنيات سراب يحسبها صاحبها أنها طريق للسعادة والنجاة ويكتشف بعد فوات الأوان أنها سبب للخسارة والخذلان لأن الإيمان ضعف في القلوب فضعفت الهمم والغايات ولا يمكن أن يشبع منها قال صل الله عليه وآله وسلم : (لَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ ، لاَبْتَغَى لَهُمَا ثَالِثًا ، وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ) (مسلم3/99(2379) ... يقول الشاعر : هكذا الدنيا:
صغير ود لو كبرا * * * وشيخ ود لو صغرا
وخال يشتهى عملا * * * وذو عمل به ضجرا
ورب المال في لعب * * * وفى تعب من افتقرا
وهم لو آمنوا * * * بالله رزاقا ومقتدرا
لما لاقوا الذي * * * لا قوة لا هما ولا كدرا
عبــاد الله :- لما جاءت سكرات الموت نبي الله يعقوب عليه السلام جمع أولاده فكانت أمنيته أن يرحل من الدنيا وهو مطمئن على إيمانهم وعقيدتهم قال تعالى (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (البقرة/133) .. ونبي الله إبراهيم وإسماعيل عليها السلام وهما يرفعان قواعد البيت الحرام ماذا كانا يتمنيان قال تعالى(رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) (البقرة/128) .. فهل تمنينا أن يتربى أبنائنا على الإيمان والتقوى والعقيدة الصحيحة وحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وصاحبته والمسلمين وحب الخير والمعروف للناس جميعاً .. أم تمنيناً أن يصبح طبيب بلا إيمان ومهندس بلا أخلاق وأستاذ بلا قيم وموظف بلا مسئولية أو مواطن بلا مواطنة صالح وحب للوطن والأرض التي ترعرع فيها أو أن يكون ذا مال أو منصب بلا تقوى أو خشية من الله قال تعالى (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ) (النساء/132) .. وانظروا إلى أمنية امرأة كانت ملكة تعيش في قصور مختلفة ولديها خدم وأموال وجواهر وما لا يمكن أن يخطر على بال وهي زوجة ملك له مملكة مترامية الأطراف ومع ذلك كله تمنت جوار ربها وطمعت بما عنده من أجر وثواب وتركت سراب الأمنيات الذي يعيشه الكثير من أبناء هذه الأمة رجالاً ونساء .. إنها آسية زوجة فرعون قال تعالى(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (التحريم/11) .. وهذا عمر بن عبد العزيز الخليفة الذي حكم الدنيا يقول لوزيره رجاء بن حيوه : يا رجاء إن لي نفساً تواقة تاقت إلى فاطمة بنت عبد الملك فتزوجتها، وتاقت إلى الإمارة فوليتها، وتاقت إلى الخلافة فأدركتها، وقد تاقت إلى الجنة فأرجو أن أدركها إن شاء الله عز وجل) ( وفيات الأعيان 2/301) .. في النهاية ليس هناك أمنية أعظم من الجنة وما يقرب إليها لأن فيها الحياة الأبدية والنعيم المقيم .. كان الربيع بن خثيم قد حفر في داره قبرًا، فكان إذا وجد في قلبه قساوة دخل فاضطجع، ومكث ما شاء الله، ثم يقول:(" قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) (المؤمنون99-100) . يرددها ، ثم يرد على نفسه: يا ربيع! قد رجعتَ فاعمل.. وهكذا كانت هذه الأمة عندما قلوبها حية تنبض بالإيمان وجوارحها تثمر العمل الصالخ وألسنتها تفصح القول السديد ونفوسها تتوق إلى رضوان الله وجنته .. قال إبراهيم بن يزيد العبدي رحمه الله تعالى: أتاني رياح القيسي فقال: يا أبا إسحاق انطلق بنا إلى أهل الآخرة نُحدثُ بقربهم عهدا، فانطلقت معه فأتى المقابر، فجلسنا إلى بعض تلك القبور، فقال: يا أبا إسحاق ما ترى هذا متمنيا لو مُنِّ ؟ (أي لو قيل له تمنى) قلت: أن يُردَّ - والله - إلى الدنيا، فيستمتعْ من طاعة الله وُيصلح، قال: ها نحن في الدنيا، فلنطع الله ولنصلح، ثم نهض فجدَّ واجتهد، فلم يلبث إلا يسيرا حتى مات رحمه الله تعالى .. اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها وموالها .. قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه .
الخطبة الثانية: عبــــاد الله: ليتمنى المسلم ما شاء في هذه الحياة ويسعى جاداً إلى تحقيق هذه الأمنية ببذل الأسباب والتوكل على الله الذي بيده كل شيء وليكن من أصحاب الهمم العالية فلا يرغب ولا يطمح إلا إلى عظيم يزكي به نفسه ويرفع به شأنه عند ربه ويذكر بخير في مجتمعه وأمته وإن طريق ذلك يبدأ من طاعة الله والاستقامة على دينه والعمل من أجله والثبات عليه قال تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران102) .. ولتكن أمنياتنا بعد ذلك تدور حول المال الحلال والذرية الصالحة والأسرة الطيبة والمجتمع الآمن الذي يسود بين أبنائه الأخوة والحب والتعاون وكذلك الوطن السعيد الذي يتنافس الجميع من أجل تطوره وازدهاره ويعود لهذه الأمة مجدها وعظمتها وتتحر الأراضي المقدسة والمسجد الأقصى وتتحرر الأمة من التبعية والخضوع والعمالة لغيرها .. ولنتذكر جيداً أن المقصر يتأسف على تقصيره في جنب الله تعالى , ويتمنى أن يعود إلى الدنيا بعد رحيله عنها ليكون من المحسنين قال تعالى ( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) (الزمر56-58) .. يتمنى لو عاد إلى الحياة حتى يتصدق وينفق ماله في سبيل الله تعالى قال سبحانه (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)(المنافقون10-11) .. فأحسنوا العمل وأحسنوا الظن بالله وتوكلوا عليه وأسالوه من فضله وتمنوا عليه رضاه والجنة ثبت في الصحيحن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس .. فإنه أعلى الجنة، وأوسط الجنة، ومنه تُفجّر أنهار الجنة، وفوقه عرش الرحمن ) .. اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك أن نقول زوراً أو نغشى فجوراً ونعوذ بك اللَّهُمَّ من قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع، ومن نفس لا تشبع، ومن علم لا ينفع .. واحفظ اللهم بلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل مصيبة وفتنة وبلاء يا أرحم الراحمين .. هذا وصلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين والحمد لله رب العالمين. 5/12/2014م




التوقيع :
    رد مع اقتباس