طيب
نقول
الجنة واصحابها
وردت قصة أصحاب الجنة في سورة القلم 18- 33 يقول المولى تبارك وتعالى
إِنَّا بَلَوۡنَـٰهُمۡ كَمَا بَلَوۡنَآ أَصۡحَـٰبَ ٱلۡجَنَّةِ إِذۡ أَقۡسَمُواْ لَيَصۡرِمُنَّہَا مُصۡبِحِينَ (١٧) وَلَا يَسۡتَثۡنُونَ (١٨) فَطَافَ عَلَيۡہَا طَآٮِٕفٌ۬ مِّن رَّبِّكَ وَهُمۡ نَآٮِٕمُونَ (١٩) فَأَصۡبَحَتۡ كَٱلصَّرِيمِ (٢٠) فَتَنَادَوۡاْ مُصۡبِحِينَ (٢١) أَنِ ٱغۡدُواْ عَلَىٰ حَرۡثِكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَـٰرِمِينَ (٢٢) فَٱنطَلَقُواْ وَهُمۡ يَتَخَـٰفَتُونَ (٢٣) أَن لَّا يَدۡخُلَنَّہَا ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكُم مِّسۡكِينٌ۬ (٢٤) وَغَدَوۡاْ عَلَىٰ حَرۡدٍ۬ قَـٰدِرِينَ (٢٥) فَلَمَّا رَأَوۡهَا قَالُوٓاْ إِنَّا لَضَآلُّونَ (٢٦) بَلۡ نَحۡنُ مَحۡرُومُونَ (٢٧) قَالَ أَوۡسَطُهُمۡ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ لَوۡلَا تُسَبِّحُونَ (٢٨) قَالُواْ سُبۡحَـٰنَ رَبِّنَآ إِنَّا كُنَّا ظَـٰلِمِينَ (٢٩) فَأَقۡبَلَ بَعۡضُہُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٍ۬ يَتَلَـٰوَمُونَ (٣٠) قَالُواْ يَـٰوَيۡلَنَآ إِنَّا كُنَّا طَـٰغِينَ (٣١) عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبۡدِلَنَا خَيۡرً۬ا مِّنۡہَآ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَٲغِبُونَ (٣٢) كَذَٲلِكَ ٱلۡعَذَابُۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأَخِرَةِ أَكۡبَرُۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ
روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: أنه كان شيخ كانت له جنة, وكان لا يُدخل بيته ثمرة منها ولا الى منزله حتى يعطي كل ذي حق حقه, فلما قبض الشيخ وورثه بنوهوكان له خمسة من البنين فخملت جنتهم في تلك السنة التي هلك فيها أبوهم لم تكن حملته من قبل ذلك, فراح الفتية الى جنتهم بعد صلاة العصر, فأشرفوا على ثمرة ورزق فاضل لم يعاينوا مثله في حياة ابيهمفلما نظروا طغوا وبغوا, وقال بعضهم لبعض: انّ آبانا كان شيخا كبيرا قد ذهب عقله وخرف, فهلموا نتعاهد ونتعاقد فيما بيننا ألا نعطي أحدا من فقراء المسلمين في عامنا هذا شيئا, حتى نستغني وتكثر أموالنا, ثم نستأنف الصنعة فيما يستقبل من السنين المقبلة, فرضي بذلك منهم أربعة وسخط الخامس وهو الذي قال تعالى فيه: قَالَ أَوۡسَطُهُمۡ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ لَوۡلَا تُسَبِّحُونَ..أي اتقوا الله وسيروا على منهج أبيكم تسلموا وتغنموا, فبطشوا به وضربوه ضربا مبرحا, فلما أيقن أنهم يريدون قتله دخل معهم في مشورتهم كارها لأمرهم غير طائع, فابتلاهم الله بذلك الذنب, وحال بينهم وبين ذلم الرزق الذي كانوا أشرفوا عليه
.
ولعلّ هذه القصة التي بين أيدينا اشارة الى أنّ الله عزوجل اجرى سنته الخالدة على المترفين أو طالهم منه سبحانه وتعالى شيء من العذاب في الدنيا, كما في قوله تعالى في سورة الاسراء 16
واذا أردنا أنْ نُهلكَ قريةً أمرنا مُترفيها ففسقوا فيها فحقَّ عليها القولُ فدمرناها تدميرا