|
أقف هنالك متفرجا ضاحكا على كل مايجري من المهازل التاريخية والاجتماعية والاقتصادية التي تحل بشرقنا الأوسط وبمصالحه التي حُرفت عن طريقها المتفق عليه لتتجه إلى مسار الجشع والغرور والطمع , لتتوقف تلك العقول المتنبئة بخطر الطوفان القادم الذي يحمل معه أطنان القاذورات لتداهم السهول والجبال , حتى بات أمر السلامة مستحيلا لمن هم على ظاهرها . عندها باتت فكرة الانتحار مغرية بالفعل لمن يحمل انطباعات سابقة تصب في مصلحة الطبيعة التي تثري وهج الحياة وتبث الانتعاش في النفوس .
أجزم بالقول أخي العزيز بأن و قوفك هنالك ليس لوحدك بل قد تجد حولك لو إلتفت ليمينك أو شمالك ستجد البعض من الوقوف هم من رسم تللك الخطط أو على أقل تقدير هو من سمح للبعض في تمريرها ؟!
من التفاهة أن تتابع التفاهة , وان تشاهد الناس كيف يموتون , وهل كانوا قبل موتهم يتشهدون او لا يتشهدون , وهل كانوا يضحكون او يبكون , أم انهم كانوا قد حُولوا الى مكعبات أُطبقت على بعضها البعض , فكان تاريخ وفاتهم قبل ما عُرض بشهادة الوفاة بكثير .
إنها أخي العزيز قمة التفاهه ومع ذلك تجد من يتلذذ بها و يتابعها ؟! حتى و إن كانت على هيئه مربعات وليس مكعبات ؟! ... لأن مزبلة التاريخ لا تعترف بالمكعب أو المربع ولكنها قد تحتضن النقطه ؟!
أسئلة حائرة وشاردة وواردة لم تجد لها آذان صاغية لأن مدن الأشباح لاتسكن فيها الأرواح , فسيستمرون في الطيران بتوافق مخجل مع أحوال الجو والطقس والمناخ , ليُرموا بعدها في أحضان أللإرادة والتبعية والخضوع , ليتم الحكم عليهم بخوض غمار ذلك الطوفان من خلال عبارات تشجيعية تختلف بها ألسنتهم عن نطق الجنان لأنهم ببساطة شديدة يتقنون الكذب والنفاق , فماتت بسببهم الحقيقة , وتوقف هطول الأمطار , وأجدبت الأرض , ,,,, عندها ماتت الجموع الغفيرة بسلطان الرعب والجفاف .
|
|